أخبار الآن | ليبيا (تحليل)

بينما تنقسمُ ليبيا بين حكومتين وجيشين متنافسين، يتفقُ كثيرٌ من الليبيين على شيئين، وهما أن الليبيينَ باتوا قَلِقِين من أنَ الجماعاتْ المتطرفة كالقاعدة و داعش تستغلُ عدمَ الاستقرار في البلاد، ويرفضونَ التدخل الأجنبي.

التدخلُ من قِبَلِ مُرْتَزَقَةِ الفاغنر الروسية في ليبيا، يعتبرُ واحدا ًمن أعمقِ تلك التدخلات الأجنبية وأكبرُها، ففي تَقَارِيرنا السابقة، تَطرقنا إلى المؤامراتِ والمكائدِ العسكرية والسياسية أيضًا من قبل الفاغنر، لاستغلالِ ثرواتِ ليبيا لصالحِ روسيا، ولكن هناك جانبٌ آخر لحربِ الفاغنر في ليبيا، فقد تم توظيفُهم للقيامِ بعملْ، وإذا تركنا السياسة جانبًا، فإننا في تحليلنا اليوم نسأل، “هل نجح مرتزقةُ الفاغنر في تحقيق الأغراض التي تم توظيفُهُم للقيام بها؟”

لقد هاجم الفاغنر والأساتذة السياسيون في موسكو ليبيا على جبهاتٍ متعددة، بَدوا أنهم يدعمون الجنرال خليفة حفتر، ولكن في الواقع كانوا يُؤسسون ويَبنونَ وجودهم في البلاد.

تُوفِرُ الانقسامات التي سببُها الروس بين الجيشِ الوطني الليبي ومجلس النواب الليبي أدلةً كافية لإظهار أن روسيا لا تهتم بأي شيء غيرِ مَصالحها الخاصة.

أثناءَ أخذ المال من بنغازي، كان رئيس الفاغنر “يفغيني بريغوجين” مشغولًا بمحاولةِ إدخالِ عملاء روس في سياسة طَرابلس، وأظهرت الإجراءات الروسية أن الكَرَملِين يريدُ لعبَ العديدَ من الأوراقِ في ليبيا ضد بعضِها البعض بينما يُفضِل وَضعَ سيف الإسلام القذافي كديكتاتور ليبي جديد.

في خِضَّمِ كل ذلك، نشرت الفاغنر كمياتٌ هائلة من المعدات العسكرية، وشَمَل ذلك نظام “بانتسير اثنين وعشرين” الحساس، والذي فُقِدَ مؤخرًا بسبب عدم كفاءة الفاغنر.

تُؤكد هذه الخسارة أنه، ناهيكَ عن تحقيقِ نتائجٍ إيجابية لعملائُها، لم تكن الفاغنر قادرة على حماية المُعدات الحساسة التي كانت بِعُهدَتِها.

من الصعبِ ذكرِ أي هدف عسكري تَمَكنَ الفاغنر من الوصولِ إليه، بل على العكس من ذلك، فإن تدخلْ موسكو في ليبيا يأتي بنتائج عكسية، فهُو يتسببُ في ردةِ فعلٍ عنيفة بسبب معاناة المدنيين في أيدي الفاغنر.

وفشلت الفاغنر كذلك بشدة، لدرجةٍ تدفُعنا للتساؤلِ عن مدى القدرات التي يمتلكونها بالضبط.

إقرأ أيضاً: سيف بوتين الليبي المسلول لاقتطاع حصة كبيرة من النفط

الألغام والمفخخات في أيدي المدنيين

لفهم هذا، دعونا ننظُر إلى بعض الصور التي تمَ نشرُها على تويتر.

ما تركه الفاغنر أثناء فرارهم لا يُظهرهم كقوة قادرة. في هذه التغريدة من حساب lostweapons يمكن مشاهدة لغم MON-200.

 

في 30 مايو، نشر HasairiOuais (عويس الحُصيري) صورًا للغم POM-2 الروسي تركه الفاغنر خلفهم في منزل مدني.

https://twitter.com/HasairiOuais/status/1265942883602960384

 

التخلي عن الزملاء القتلى

على عكس أي قوة عسكرية محترمة، ترك الفاغنر زملاءهم القتلى وراءهم. نشر المحلل oded berkowitz صورًا لمقاتلي الفاغنر القتلى.

كما قتل الفاغنر زميلًا محليًا في الجيش الوطني الليبي كان من المفترض أن يقاتلوا معه جنبا إلى جنب. وفي بني وليد، قتل الفاغنر مسعود المطاع، أحد أبناء قبيلة مؤيدة للجيش الوطني الليبي.

https://twitter.com/HasairiOuais/status/1265219234327597056

استخدم فاغنر معدات معيبة

على الرغم من أن روسيا تدعي أن لديها منتجات متفوقة، فإن الصور ومقاطع الفيديو التي تأتي من ليبيا تجعل هذا الادعاء مشكوكًا فيه.

لاحظ حساب @LostWeapons أن مقاتل الفاغنر المقتول أليكسا دوريك كان لديه أدوات عسكرية بسيطة. هذا ليس بنوع المعدات التي نتوقع رؤيتها مع مرتزق باهظ الثمن.

يبدو أن مجموعة الفاغنر تتقاضى الكثير من المال ولكنها توفر لمقاتليها أسلحة ومعدات بسيطة للغاية. بالطبع، يأتي كل هذا على رأس حقيقة أن الفاغنر لم تتمكن من حماية العديد من أنظمة “بانتسير” ونقلها وحفظها. إن دعم أو معارضة المرتزقة الروس هو أمر واحد. هذا بالنسبة للسياسة.

وأبعد من ذلك، تم توظيف مجموعة الفاغنر للقيام بعمل في ليبيا وفشلت فشلًا ذريعًا بتحقيق ذلك.

استخدمت روسيا أداة خطيرة ولكنها فقدت هيبتها بدلأ من الاستفادة منها، هذا يعيد ذكرى الهزيمة المخزية لمرتزقة الفاغنر في فبراير 2018 في سوريا عندما حاولوا مهاجمة قوات سوريا الديمقراطية، منذ ذلك الحين، استمرت الفاغنر في نشر الاضطرابات حول العالم لكنها في الواقع فشلت في الوفاء بوعودها لعملائها.

ماذا يريد المرتزقة الروس من ليبيا وثرواتها؟

 

للمزيد:

بالدليل القاطع.. مكسيم شوغالي الذي تم توقيفه بسبب تدخلاته السياسية في طرابلس هو عميل لدى يفغيني بريغوجين

ضحايا مرتزقة الفاغنر.. شهادات صادمة من سوريا وليبيا