أخبار الآن | تحليل

بينما تركز أطراف النزاع في ليبيا على مستقبل العاصمة طرابلس فهي قد تهمل المخاطر الكبيرة الناجمة عن تدخل روسيا في البلاد. لن يكون الجيش الوطني الليبي أو حكومة الوفاق الوطني هو اختيار روسيا لكي يقود أحدهما ليبيا في المستقبل. حيث يوجد لروسيا مرشحها الخاص. من هو هذا المرشح وكيف سيدفع لروسيا؟ إليكم تحليلنا:

بما أن روسيا لم تتقبل أبداً هزيمة نظام القذافي من قبل الشعب الليبي، فإنها تريد استعادة النظام القديم من جديد. و من أجل تحقيق رؤيتها، نشرت روسيا بالفعل مرتزقتها على الأرض. هؤلاء المرتزقة الذين يبلغ عددهم 1400 مقاتل لا يفعلون شيئاً سوى تأجيج نار الحرب الأهلية.

ينتمي المرتزقة الروس في ليبيا إلى مجموعة الفاغنر التي يمولها أحد منفذي الأعمال القذرة المفضلين للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو رجل الأعمال يفغيني بريغوجين.

سيف بوتين الليبي المسلول لإقتطاع حصة كبيرة من النفط

مرتزقة بريغوزين يقومون بقتل الليبيين على الأراضي الليبية. واليوم يبدو أنهم يقفون إلى جانب الجنرال حفتر فقط لأنهم إستطاعوا الدخول إلى البلاد من خلال هذا الباب. و لكن هؤلاء بوسعهم و من المرجح أن يغيروا ولاءهم و يذهبوا إلى الجانب الآخر. فأي جانب قد يكون ذلك؟

أصبح الجانب الليبي الذي اختاره بوتين واضحًا عندما أرسل بريغوجين خبراء للتدخل في الانتخابات إلى طرابلس. في يوليو، تم القبض على شخص يدعى مكسيم شوغالي يزعم بأنه “خبير سياسي” ومترجمه من قبل حكومة الوفاق الوطني لتدخله في السياسة الليبية. في حين أن رجل آخر يعمل لدي بريغوجين نجح في مغادرة البلاد قبل أن يتم القبض عليه.

عندما تم القبض على شوغالي، قال أشخاص يدافعون عنه في روسيا إن كل ما كان يقوم به هو استطلاع للرأي فقط. ومع ذلك وكما كشفت وسائل الإعلام الروسية في وقت سابق، فإن شوغالي هو من ذوي الخبرة في التدخل في الانتخابات، وكان آخر هذه التدخلات في موزمبيق. وتشمل أساليب التدخل لديه التلاعب في الإقتراعات وتوفير التمويل للمرشحين، بالإضافة إلى اختلاق أو البحث عن أدلة تجريم و منح هذه المعلومات للطرف الآخر.

من المهم الإشارة هنا الى ان أخبار الآن تمتلك دليلاً على أن مكسيم شوغالي هو موظف في منظمة تدعى “أفريك”، و تم فضحها بأنها واجهة لبريغوزين تهدف إلى التدخل في الانتخابات. وسوف نقوم بالكشف عن هذا الدليل في الأيام المقبلة.

كان شوغالي في طرابلس لدعم مرشح معين ليحل منصب قائد ليبيا المستقبلي: سيف الإسلام القذافي. سيف هو اختيار فلاديمير بوتين لكي يكون القائد المستقبلي لليبيا. من خلال إيصاله إلى السلطة، يريد بوتين تحقيق هدفين: قلب الثورة الشعبية المناهضة لنظام القذافي، والسيطرة على ثروات ليبيا النفطية و لكن لفترة طويلة.

كم ستتقاضى روسيا من سيف من أجل إيصاله إلى السلطة؟ هذا سؤال يجب على سيف الإسلام أن يجيب عليه لصالح جميع الليبيين. صفحاتنا وشاشاتنا مفتوحة أمام سيف الإسلام القذافي لكي يشرح لنا ما الذي سيقدمه للروس من النفط الليبي.

الى حين يفصح سيف الإسلام عن ما ليده في هذا الإطار يمكننا الإستناد إلى المثال السوري: في سوريا، يتقاضى المرتزقة الروس حصة تبلغ 25% من موارد النفط والغاز المنتج . ونظراً إلى مدى تعقيد النزاع الليبي، فمن المحتمل أن يتقاضى بوتين نسبة أعلى من هذه. 30% و ربما أكثر من ذلك. والأهم من ذلك، فانها ستكون هذه عمولة مستمرة ستذهب إلى إثراء الأوليغارشيين التابعين لبوتين وتأجيج المزيد من الحروب الأهلية والتدخل السياسي في المنطقة. وكل ذلك باسم جلب سيف الإسلام إلى السلطة و معاقبة المواطنين الليبيين الذين رفضوا و لفظوا دكتاتورية القذافي.

 

إقرإ أيضا:

من يسيطر على الفاغنر من حيث الدبلوماسية والأرباح والدعم؟

مقاتل في الفاغنر يؤكد اصابته و يكشف حقيقة تواجد المرتزقة الروسية في ليبيا