أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (ترجمات)

بعد توسع دائرة انتشار فيروس كورونا المستجد، ومع كم من تصريحات متلاحقة من منظمة الصحة العالمية حول خطورة هذا الفيروس، تصاعدت وتيرة نشر الأخبار عن الفيروس القاتل عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، ليجد بعضها من نظرية المؤامرة، مبتغاه لإشباع فضول المتخوفين من ذلك المرض الغامض.

وحصد الفيروس القاتل حتى الآن  حياة نحو 1800 شخص، معظمهم في مقاطعة هوباي في الصين بؤرة تفشي المرض، فيما فاقت الإصابة بذلك الفيروس أكثر من 70 ألف شخص، وفق تقرير حديث لوكالة “فرانس برس”.

انتقادات

مع تزايد أعداد المصابين بذلك الفيروس، وجهت منظمة الصحة العالمية انتقاداً إلى مروجي الشائعات حول كورونا المستجد، مؤكدة على لسان مديرها الدكتور تيدروس أدهانوم Tedros Adhanom، أن المعلومات المغلوطة من شأنها أن تقوض جهود المنظمة لمكافحة فيروس كورونا المستجد.

وبدون أدنى شك، فإن تلك الانتقادات، لم توجه فقط لمروجي الشائعات من الأفراد على مواقع التواصل الاجتماعي، بل شملت بالدرجة الأولى الحكومة الصينية التي تعيش حتى الآن حالة من التخبط فيما يتعلق بالتصريحات حول الفيروس وخاصة بعدما تبين أن الرئيس الصيني شي جين بينغ، كان على علم بانتشار كورونا المستجد قبل إسبوعين من الإعلان عنه، وفق تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.

الصحيفة أكدت أن الرئيس الصيني ومنذ السابع من شهر كانون الأول/ يناير الماضي، أصدر تعليمات بضرورة احتواء الفيروس، يُضاف إلى ما سبق كم الانتقادات التي طالت الحكومة الصينية بعدما تبين محاولتها اسكات الطبيب الصيني “لي وينليانغ” الذي حذر من الفيروس أول مرة في شهر يناير، قبل أن يفارق الحياة في الشهر الذي يليه جرّاء إصابته بفيروس كورونا بينما كان يعالج المرضى في المستشفى المركزي بمدينة ووهان الصينية، مركز انتشار الفيروس.

جانب من حياة طلاب يعيشون تحت رعب كورونا في الصين

من صنع البشر

تعددت نظريات المؤامرة حول فيروس كورونا المستجد، منها ما اعتبر أن الفيروس تم خلقه بفعل فاعل، فيما ذهبت نظرية أخرى أن الفيروس تم تهريبه من أحد المختبرات السرية في كندا.

صحيفة “فايننشال تايمز” الأمريكية، سلطت الضوء على احدى تلك النظريات، والتي تزعم أن الصين صنعت الفيروس كسلاح بيولوجي في مختبراتها السرية، وأطلقته عن طريق الخطأ. وزاد من دعم تلك النظرية، وجود مختبر سري للفيروسات تابع للحكومة الصينية في مدينة ووهان، مركز تفشي الفيروس.

ما سبق دفع عدد من العلماء إلى دراسة البنية التفصيلية للفيروس، مستخلصين أولى النتائج التي تدحض تلك النظريات، وهي أن فيروس كورنا المستجد نتج عن تطور فيروس آخر، دون أن يكون للإنسان أي يد في تطوره.

ونقلت الصحيفة عن الدكتور “تريفور بيدفورد” في مركز “فريد هاتشينسون” لأبحاث السرطان في “سياتل” بولاية واشنطن الأمريكية، قوله، إن “طفرات الفيروس أتت عبر تطور طبيعي، وليس فيه ما يشير إلى حدوث أي تغييرات غريبة أو غير متوقعة”.

ويؤكد علماء وفق ذات الصحيفة، أن الفيروسات تتحور بشكل طبيعي مع مرور الوقت لأنها في اتصال دائم مع المزيد من الأشياء التي يمكن أن تقتلها.

نظريات المؤامرة تحيط بفيروس كورونا.. ليست حقيقية وخطيرة بحسب مسؤولين

مركز صحي لمعالجة المصابين بفيروس كورونا – رويترز

يشبه فيروس الإيدز

تؤكد صحيفة “فايننشال تايمز”، أن أولى الشائعات بدأت بالظهور بعد أن نشر علماء في الهند ورقة بحثية، زعموا فيها أن “الفيروس يبدو مشابهاً بشكل مريب لفيروس الإيدز”.

ورغم أن تلك الورقة تم سحبها فيما بعد، إلا أن الشائعات بدأت تنتشر بسرعة على الإنترنت، بعد إصدار تلك الورقة.

تهريب من كندا

صحيفة “نيويورك تايمز” بدورها، أوردت إحدى تلك النظريات والتي شابها هذه المرة لمسة “هوليودية”، تحدثت عن عملية تجسس وتهريب للفيروس من مختبر سري في كندا إلى الصين.

بعد انتشار تلك الشائعة، سارع رئيس العلاقات الإعلامية في وزارة الصحة الكندية ووكالة الصحة العامة في كندا، إريك موريسيت، بنفي تلك الشائعة جملة وتفصيلا، مؤكدا في حديث مع شبكة “سي بي سي” الإخبارية، أنها محض افتراءات لا غير.

معلومات مضلّلة حول كيفيّة وضع الكمامات وسط انتشار فيروس كورونا المستجد

دحض نظريات المؤامرة

وربما لا يتسع الوقت لإيراد جميع نظريات المؤامرة التي على ما يبدو أن تستعر تزامناً مع ازدياد الدول التي طرق بابها الفيروس القاتل، إلا أن موقع “آسيا نيوز” الإخباري، أورد تقريرا استنادا إلى مصادر طبية موثوقة، منها مركز السيطرة على الأمراض العالمي “سي دي سي”، بهدف دحض أغلب تلك النظريات نورد منه النقاط التالية:

– فيروس كورونا المستجد، عبارة عن سلالة جديدة من فيروس كورونا والذي يتسبب عادة بنزلات برد عادية.

– مصدر الفيروس لم يتم تحديده بعد، ويحتمل أن يكون مصدره من البشر أو الحيوانات كالقطط أو الخفافيش، مع تذكير بأن “سارس” وهو من فصيلة كورونا جاء من قطط الزباد.

– لا يمكن أن يمثل سلاحاً بيولوجياً فعلاً، وذلك لأن أقل من نصف المصابين فيه يموتون، ويمكن الشفاء منه، على خلاف الأسلحة البيولوجية التي تكون عادة فتاكة بشكل تام.

– الدكتور “ديفيد جاكوبس” المؤسس المشارك لتحالف أطباء أونتاريو، نفى بدوره جميع نظريات المؤامرة وأورد مجموعة من النقاط أيضاً وفق ما نقله عنه موقع “آسيا نيوز” نورد منها مايلي:

– لم يصنع الفيروس في مختبر ولا يمثل سلاحاً بيولوجياً تم تطويره.

– فيروسات كورونا شائعة وتمثل ما يصل إلى 20 في المائة من نزلات البرد كل عام.

– الأمراض السيئة بشكل خاص مثل السارس وفيروس كورونا يمكن أن تُصاب بها الخفافيش وحيوانات أخرى وتنقل العدوى بدورها إلى البشر.

تاريخ

في ختام ما سبق، لا يمكن إغفال مسؤولية الصين عن تفشي ذلك الفيروس، ولو كان بأعمال غير قصدية، وخاصة أن تاريخ ذلك البلد، مليئ بأحداث تؤكد أنه كان مصدرا لتفشي أوبئة، نذكر منها “الأنفلونزا الآسيوية” التي انتشرت عام 1957 و”أنفلونزا هونغ كونغ” التي تفشت عام 1968، وخلفت تلك الأوبئة ورائها نحو 3 ملايين حالة وفاة في جميع أنحاء العالم.

كورونا ليس أولها .. أرقام مخيفة عن ضحايا الأوبئة تاريخيا

أقرأ أيضا:

جانب من حياة طلاب أجانب يعيشون تحت رعب “كورونا” في الصين