أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (محمد زهور – ترجمات)

“لم أكن أعرف أن هذه الجامعة ستصبح سجنًا صغيرًا لي في الأشهر الـ5 المقبلة”!!…

بهذه الكلمات عبرت إحدى الطالبات الباكستانيات عن الأوضاع التي يعيشونها في جامعة بالعاصمة الصينية بكين، في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد والذي حصد مئات الأرواح حتى اللحظة.

تصف Tehreem Azeem التي أتت للدراسة في إحدى الجامعات الصينية ببكين، يومياتها في تقرير نشرته صحيفة DAWN  الباكستانية التي تصدر باللغة الإنجليزية، مؤكدة أنها فقدت الدافع في إتمام بحثها الذي أتت من أجله من باكستان للحصول على درجة الدكتوراه في الصين.

تقول الطالبة الباكستانية، إن الحياة باتت روتينية للغاية، مع لحظات من الرعب يعيشها الطلاب وخاصة أثناء انتظار وحدة مراقبة درجات الحرارة الذين يأتون بشكل دوري صباحاً ومساءً، إلى قسم الطلاب الأجانب في تلك الجامعة.

يطلق الصينيون على تلك الوحدة اسم ” aunties” ويقومون بقياس درجة حرارة الطلاب للتأكد من عدم إصابتهم بفيروس كورونا المستجد. تؤكد Tehreem Azeem أنها تشعر بالسعادة عند توقيعها على ورقة في نهاية الفحص والذي يؤكد خُلوها من الإصابة بذلك الفيروس القاتل.

بعد قدوم فريق وحدة قياس الحرارة بساعة، يقوم فريق آخر، برش مطهرات في الممرات والمطابخ والأماكن العامة، ولاحقاً يتم إعطاء الطلبة إرشادات عامة حول الوقاية من الفيروس القاتل، وطرق لبس الكمامة الواقية وضرورة عدم خلعها.

جانب من حياة طلاب أجانب يعيشون تحت رعب "كورونا" في الصين

إجراءات الوقاية في أحد المرافق العامة غي الصين
مصدر الصورة: رويترز

كما تم إخبار الطلاب الذين غادروا الصين بالبقاء في بلادهم حتى إشعار آخر. يُطلب من أولئك الذين يعيشون في الحرم الجامعي تقييد تحركاتهم واتباع التدابير الاحترازية لتجنب الإصابة بالفيروس القاتل.

وتورد الطالبة الباكستانية كيف أن زميلين لها أصرا على مغادرة الجامعة والعودة إلى باكستان على الرغم من الثمن الباهظ الذي دفعاه لقاء تذاكر الطيران، فيما تمضي Tehreem Azeem أيامها، محاولةً التغلب على القلق والملل اللذين خلفهما نمط الحياة الاستثنائي الذي تعيشه في الجامعة.

تحاول الطالبة الباكستانية التغلب على مخاوفها من خلال التفكير في الناس الذين يعشيون في ووهان، المقاطعة الصينية التي انتشر منها وباء كورونا، وتقول إن مجرد  المقارنة بين حياة أولئك الناس مع حياتها، تجعلها تشعر بالامتنان.

تحدثت Tehreem Azeem عن مقطع فيديو أورده طلاب باكستانيون، تحدثوا عبره عن مخاوفهم من انتشار الوباء في الصين، وعن انخفاض كمية المواد الغذائية، تزامناً مع الحياة شبه المشلولة التي تعيشها كثير من المقاطعات الصينية، وتقول، إنها تحاول بث روح الطمأنينة في نفوس الطلبة عبر إظهار ماهو إيجابي، وإن ندر.

جانب من حياة طلاب أجانب يعيشون تحت رعب "كورونا" في الصين

ارتداء الأقنعة الوقاية في الصين بسبب فيروس كورونا – مصدر الصورة: رويترز

تعود الطالبة الباكستانية لتروي يومياتها في الجامعة، وتقول إن حراس الحرم الجامعي، لا يسمحون لأي شخص لا ينتمي إلى الجامعة من الدخول إليها، عبر نظام فحص الوجوه الإلكتروني، وكذلك يخضع الطلاب وطاقم التدريس المنتمون إلى الجامعة عند الدخول إليها لفحص درجة حرارة من قبل أولئك الحراس ولا يسمح لمن يشتبه بإصابته بالفيروس، الدخول إلى الجامعة.

توري Tehreem Azeem كذلك يوميات حياة زميلتها عائشة التي تدرس للحصول على درجة الماجستير في جامعة أخرى داخل الصين، وتقول إن زميلتها لا تستطيع الخروج من الجامعة بعد أن أغلقت أبوابها في أواخر الشهر الماضي، وفي حال خروج أي طالب من تلك الجامعة فعليه عند العودة إليها العيش في مبنى منعزل مدة 14 يوماً قبل أن يسمح له مجددا بالدخول إلى الحرم الجامعي.

الطالبة تنتقل للحديث عن جامعة أخرى في الصين، هذه المرة عن جامعة هواتشونغ للعلوم والتكنولوجيا والتي يتواجد مقرها في بؤرة انتشار الفيروس، مقاطعة ووهان الصينية.

تنقل Tehreem Azeem عن أحد الطلاب الباكستانين يومياته في تلك الجامعة، يقول توحيد شاه: “لم تمنع الجامعة أحد من الخروج منها… غرفتي تطل على الطريق السريع، أسمع دوي صفارات سيارات الإسعاف أربع أو خمس مرات يومياً، لا أعرف ماذا تنقل تلك السيارات بداخلها، جثث أو مرضى؟!!… أشعر بالرعب”.

يقول شاه، إنه يعيش أصعب أيام حياته، لكن ليس لديه خيار آخر سوى قبول هذه الحياة، لأن ووهان تقع تحت سلطة الحجر الصحي، ورفضت الحكومة الباكستانية إجلاء مواطنيها من هناك.

تستطرد Tehreem Azeem تقريرها، بالحديث عن مخاوف أهلها عليها، وخاصة أنها تمضي أياماً قبل أن تفتح تطبيقات المحادثة المحظورة في الصين مثل “واتساب” عبر برنامج VPN  وتقول: “تصلني عشرات الرسائل من أهلي وأصدقائي القلقين على صحتي.. أختي أرسلت إلي دعاءً لأقرأه بشكل يومي، يحاول الطلاب الباكستانيون عبر مجموعة على الوتساب إرسال أدعية يومية لنقرأها”.

تضيف الطالبة الباكستانية: “رأيت منشوراً على فيسبوك يتحدث عن كيف قمعت الصين، أقلية الإيغور المسلمة في شينجيانغ، وكانت تجبر نسائهم على خلع الحجاب… الآن السلطات الصينية تآمر مواطنيها بارتداء الأقنعة”.

وتختتم الطالبة الباكستانية يومياتها بإصرارها على تحد الفيروس، وتقول إنها ستتابع دراستها مهما حصل، متمنية أن تبدأ جامعتها فصلاً دراسيا جديداً..

جانب من حياة طلاب أجانب يعيشون تحت رعب "كورونا" في الصين

تحذير من فيروس كورونا – رويترز

أقرأ أيضا:

تقرير يحذر من استخدام سوريا وإيران لبرنامج قرصنة طورته كوريا الشمالية