أخبار الآن | ووهان- الصين (بيانات تحليلية- نسمة الحاج)

أدخل التفشي السريع لفيروس كورونا القاتل، الصين، في سباق مع الزمن وأنظار العالم الموجهة إليها، حيث بدأت نشأة الفيروس الذي انتشر في دول عديدة خارج الصين، في مدينة ووهان الصينية في سوق للمأكولات البحرية، ومن ثم وصل إلى أكثر من 20 مقاطعة صينية، لينتقل بعد ذلك إلى الدول المجاورة وصولاً إلى الولايات المتحدة واستراليا.

وساهمت عوامل عدة في جعل الصين محط اتهام من بينها قلة المعلومات الطبية المتوفرة عن الفيروس، سرعة تفشيه وانتشاره، وجود معمل بيولوجي لدراسة الفيروسات المميتة على بعد 20 كيلومتر فقط من سوق المأكولات البحرية، وغيره، مما دفع بالصين إلى التخبط يميناً ويساراً واتخاذ العديد من الإجراءات لكبح انتشاره الفيروس، إلا أنه ورغماً عن ذلك، وصل عدد الإصابات إلى حوالي 2000 شخص، فارق 56 منهم الحياة.

وفي هذا السياق، قال رئيس تحرير مجلة غلوبل تايمز الرسمية، هو شيجين، إنه ثمة هناك “فشل” في احتواء تفشي الفيروس، خاصة مع انتشار العديد من المقاطع المصورة لطوابير طويلة من الناس تقف أمام المستشفيات في انتظار المعاينة الطبية، فقد أصبحت اليوم مدينة “ووهان” التي لم تحظ بهذه الشعبية مسبقاً، تحت ضغط طبي شديد بسبب المحاولات والجهود “المستميتة” لاحتواء تفشي الفيروس السريع. وبالرغم من ذلك، فقد حاولت وسائل الإعلام الرسمية التابعة للسلطات الصينية بالتركيز على امتداح “استجابة الأجهزة الرسمية السريعة” وتعاملها مع الفيروس.

كل ما تريد معرفته عن الفيروس الصيني الغامض

وفي هذا السياق، طرح فريق “أخبار الآن” سؤالاً حول إذا ما كان نظام الرعاية الطبية في ووهان مؤهلاً للتغلب على تفشي الفيروس؟ وللإجابة على هذه السؤال، ألقى الفريق نظرة على البنية التحتية الصحية للمدينة، وعلى المعلومات الجغرافية للمدينة، إليكم أبرز التفاصيل:

  • تمثل مدينة ووهان المركز الاقتصادي الرئيسي لمقاطعة هوبي الواسعة.
  • تضم ووهان أكثر المنشآت الصحية “تقدماً” مقارنة بباقي مدن المقاطعة.
  • تضم المدينة 7 مستشفيات كبرى، من بينها مستشفى تونغ جي الذي يأتي في المرتبة الثالثة عالمياً في خدمات علاج المرضى التي يقدمها.
  • تضم المدينة 61 عيادة طبية أخرى، تقدم خدمان المعاينة الطبية وفحص المرضى لتحديد أعراض الإصابة الفيروس.
  • تصنف مدينة ووهان ضمن أفضل ست مدن في تقديم الخدمات الطبية في البلاد، بعد بكين وشنغهاي.
  • تبلغ القدرة الاستيعابية للمؤسسات الصحية في مدينة ووهان إلى 6.51 سرير و3.8 طبيب لكل ألف شخص.

بالرغم من أن البيانات السابقة تشير إلى أن ووهان تتمتع بنظام رعاية صحية مؤهل للتغلب على تفشي الفيروس، إلا أن الواقع يشير إلى غير ذلك، فقد استمر الفيروس بالتفشي بسرعة كبيرة جداً، حتى أن الأمر دفع بالسلطات إلى اتخاذ قرار تطبيق “إغلاق تام” لمدينة ووهان، الأمر الذي أثار ذعراً كبيراً داخل المدينة، خاصة بعد أن وصفته منظمة الصحة العالمية بالأمر الجديد و”غير المسبوق”.

الفيروس الغامض يصيب المئات في الصين

ولذلك، طرح فريق “أخبار الآن” سؤالاً جديداً، بحثاً عن العوامل التي أدت إلى تفشي الفيروس بهذه السرعة المفزعة، وهو إذا ما كانت السلطات بطيئة في استجابتها لتفشي الفيروس؟

بالعودة بالتاريخ إلى الوراء، فقد أُعلن عن الفيروس للمرة الأولى في 31 ديسمبر/ كانون الأول المنصرم، أي قبل 26 يوم من هذه اللحظة، ولم تحتج الصين إلى الكثير من الوقت إلى معرفة مدى خطورة الفيروس، إلا أنها احتاجت إلى:

  • 7 أيام لعزل الفيروس (7 يناير/ كانون الثاني 2020).
  • 12 يوم لتقديم التسلسل الجيني للفيروس (12 يناير/ كانون الثاني 2020).
  • 24 يوم لتطبيق حجر صحي على سكان ووهان (24 يناير/ كانون الثاني 2020)، رغم أن معظم الحالات المنتشرة حول العالم ارتبطت بأشخاص زاروا المدينة أو تواصلوا بشكل مباشر مع أشخاص كانوا هناك.
  • 25 يوم لتأسيس فريق بحث وطني لدراسة الفيروس (25 يناير/ كانون الثاني 2020).
  • 25 يوم لإرسال فرق مسعفين من المدن الصينية الأخرى إلى مدينة ووهان (25 يناير/ كانون الثاني 2020).
  • 25 يوم للاستعانة بالجيش وفرق الأطباء العسكرية للمساعدة في كبح تفشي الوباء (25 يناير/ كانون الثاني 2020).
  • 25 يوم لإعلان إلغاء احتفالات رأس السنة الصينية (25 يناير/ كانون الثاني 2020).
  • 26 يوم لمنع السيارات الخاصة من دخول مدينة ووهان (26 يناير/ كانون الثاني 2020).

وفي هذا السياق، أكد المسؤولون الصينيون في إقليم هوبي الصيني أن الإمدادات الطبية شحيحة للغاية في مدينة ووهان، بينما عبر السكان لـBBC من خلال تحقيق أجرته الأخيرة، عن قلقهم بشأن قدرة المدينة على التعامل مع تفشي الفيروس، حيث قالوا إن الحصول على نتائج الفحص الطبي يأخذ وقتاً أطول مما تزعم السلطات، وإنهم شهدوا نقصاً في المعدات الطبية وأعداد الأطباء.

أما عن الوضع الحالي في مدينة ووهان المنكوبة صحياً، فهو كالتالي:

المدينة مغلقة إغلاقاً تاماً في الوقت الحالي، ويأتي ذلك في ظل قيود شديدة فرضتها السلطات على السفر والخروج إلى خارج ووهان، كما تم إلغاء جميع وسائل النقل العام من الحافلات إلى الطائرات، ويذكر أن هذه المدينة تعد مركزاً سكانياً كبيراً وسط الصين، بالإضافة إلى أنها مركز مهم في شبكة المواصلات الصينية. كما بدأت صيدليات المدينة تعاني من نفاد الإمدادات الطبية والأدوية، وامتلأت المستشفيات بالمرضى القلين الغاضبين. وبذلك فقد تأثر جميع السكان بانتشار الفيروس حتى هؤلاء الذين لم يصابوا به، فقد تأثرت الحياة اليومية مع مناشدة المسؤولين للمواطنين بتجنب التجمعات والحشود في الأماكن المفتوحة والمغلقة. كما أغلقت كبرى المتاجر والعلامات التجارية العالمية في المدينة وفي أماكن أخرى أبوابها، منها سلسلة مطاعم ماكدونالدز وسلسلة مقاهي ستاربكس، أما الشوارع، فقد باتت خالية من الناس إلى حد كبير، والتزم معظم السكان بالبقاء في منازلهم.

 

اقرأ المزيد:

هل هرب فيروس كورونا القاتل من مختبر بيولوجي صيني؟