دفوريشنا.. بلدة أقدم من روسيا تسكنها عشيرة أوكرانية ويقصفها بوتين يوميا

  • دفوريشنا بلدة أوكرانية صغيرة على الحدود مع روسيا
  • دفوريشنا يسكنها عشيرة أوكرانية تتحدى بوتين بأسلحة بسيطة
  • روسيا تضرب مراكز التدفئة ليموت لمواطنين من البرد

بلدة دفوريشنا الأوكرانية تقع على الحدود مباشرة مع روسيا، لا يفصلها عنها إلا نهر صغير ، وهي عبارة عن بلدة أوكرانية صغيرة تابعة لإقليم خاركيف، يتبعها مجموعة قرى أصغر ويسكنها عشيرة أوكرانية منذ ما قبل عصر الإمبراطورية الروسية.

منذ مارس الماضي وحتى اليوم، مازال أطفال البلدة يبيتون لياليهم حالمين بالغول القادم كل مساء عبر النهر الفاصل بين القرية وروسيا مع  كل صوت من أصوات صواريخ القيصر الروسي التي لا تنقطع ليلا أو نهار.

وهي بلدة قديمة، تحمل تاريخا يجعلها تقف في وجه الدب الروسي العملاق فتاريخها يسبق تاريخ إنشاء الإمبراطورية الروسية، ليس بها كتيبة عسكرية، فقط مواطنوها هم من يدافعون عنها ببعض الدبابات والصواريخ ويبيت أطفال دفرويشنا كل ليلة تحت نيران الصواريخ الروسية.

الغول خلف النهر..دفوريشنا قرية أوكرانية تواجه روسيا وحيدة

رئيسة البلدة استقبلت موفدة “أخبار الآن” في مخبأ تحت الأرض

استطاعت أخبار الآن أن تنفرد بدخول القرية رغم القصف اليومي العنيف بها، واستقبلتنا غالينا توربابا رئيس البلدة وهي ترتدي سترتها الواقية من الرصاص ولا تغادرها ، كان اللقاء في المخبأ تحت أنقاض مبنى البلدية المحطم من  أثر القص الروسي ومن هذا المخبأ تدير غالينا توربابا  معركة قريتها مع الحرب، والحياة لتجعل الأهالي يمارسون حياتهم رغم القصف الروسي اليومي

تقول غالينا توربابا في تصريحاتها من مخبأها الذي تحكم منه مواطنيها وتدير شؤون بلدتها “بلدة إدفوريشنا  تقع علي الحدود مع  روسيا لذا منذ بدء هذه الحرب أو العملية كما تسميها روسيا دخل علينا الجيش الروسي واستمر الاحتلال إلى الأول من سبتمبر، وفي سبتمبر دخلت قواتنا الأوكرانية وحررت جزء من المنطقة. ولكن توجد قرى قريبة للآن تحت الاحتلال وما زالت العمليات القتالية مستمرة هنا حتى الآن.”

وتضيف توربابا موضحة “أعتقد بعد أسبوع من الاحتلال جاءوا إلي رئاسة المدينة، وأمروا بحظر تجول، كما أمروا بجمع الأسلحة من الصيادين، ولكننا واصلنا عملنا في دعم مواطنينا حيث كنا نوفر للمواطنين الماء والخبز والمواد الغذائية، كانت لدينا كهرباء و غاز لكن كل الجسور كانت محطمة، لذا لم يكن سهلا إيصال الخبز الي القري المجاورة، كلنا كنا نعمل، المستشفي و البلدية معا،  عملنا كل ما في وسعنا لمواطنينا.”

الغول خلف النهر..دفوريشنا قرية أوكرانية تواجه روسيا وحيدة

القصف الروسي اليومي استهدف المدرسة والمستشفى ومراكز التدفئة

ورغم نجاح القوات الأوكرانية في تحرير البلدة، منتصف سبتمبر الماضي مازال القصف اليومي للقرية مستمرا رغم تهدم المنازل والمدرسة والمستشفى، وحتى مراكز التدفئة، يريد الروس أن يموت سكان أهل البلدة العنيدة بردا طالما لم تمتهم الصواريخ.

وعن استهداف البنى البنية التحتية  تقول توربابا” ليس هناك تفسير آخر، أعتقد أن الروس يقصدون قتل الناس بردا فالمدينة ليس بها  قواعد عسكرية فقط مواطنون أبرياء والان هم يتضررون بقصف مراكز التدفئة.

فبعد أن جاءت قواتنا المسلحة وحررت مناطقنا إلى حدود نهر سكول، حي أن نهر سكول يقسم منطقتنا إلى جزئين، وهم من الناحية الأخرى، بالطبع بدأ القصف، أولا قصفوا وسط المدينة، ثم قصفت المحال التجارية، والصيدليات، وقصفت المدرسة، والمستشفى، وكثير من المباني السكنية، دمرت البلدة بالكامل،  حيث لا يوجد سقف ولا نوافذ والشتاء قادم،  وجود الناس هنا خطر شديد، الناس يتضررون و المنازل السكنية، كل شيء في البلدة قد تضرر”.

الغول خلف النهر..دفوريشنا قرية أوكرانية تواجه روسيا وحيدة

رفضت غالينا توربابا التعاون مع الروس فاعتقلوها وهددوها

حين أستولى الروس على البلدة في أبريل الماضي رفضت غالينا التعاون مع الروس فاعتقلوها رغم كبر سنها وفي المعتقل تم ترويعها وتهديدها بحياتها وحياة أفراد عائلتها  وتحكي توربابا عن وضع البلدة حين خرجت من المعتقل بعد تحريرها من الروس فتقول “علي ارض البلدة كان هناك الكثير من المباني التي احتلها الروس ومنها المباني السكنية والمدارس والآن  جميعها مدمرة، إلى جانب ذل تضرر الكثير من من استولوا على سياراتهم دراجاتهم النارية حتى من له سكوتر استولوا عليه، المواطنون تضرروا من أن الروس استولوا ممتلكاتهم، و في أثناء تواجد الروس هنا الكثير من المواطنين اخذوا اسري. خلف اسوار الروس رجالا و نساء”.

هكذا لم يكتف المقاتلون الروس باعتقال أهل البلدة بل قاموا برسقة كل ما استطاعوا سرقته، ليخرج كل معتقل ويجد ممتلكاته تم نهبها.

وعن تجربة اعتقالها تقول غالينا  ساردة قصتها” قبل مايو الماضي كنت اعمل بموقعي كرئيس للمدينة، لكنهم اعتقلوني من مكان عملي و احتجزوني لمدة ٣٣ في السجون لديهم،  ثم أطلقوا صراحي لمدة شهر وبعد ذلك اعتقلوني من منزلي و بقيت لديهم  لمده ٥٠ يوما إلي أن جاء الأوكران”.

وعن انواه التهديد أو التعذيب التي تعرضت له تقول غالينا “بحكم سني لم يكن هناك تعذيب  جسدي أثناء التحقيق معي و لكن ضغط نفسي وتخويف و تهديد، تخويف و تهديد لي ولأسرتي وأهلي، و كان هناك محتجزات نساء معي ولكن في وجودي لم أشاهد تعذيبهن أمامي بل سمعت عن  تعذيب جسدي لهن.”

أهالي المدينة كانوا جميعا تحت أسر الروس أثناء حكم

في فترة احتجازي عندهم  تم انشاء قياده تابعة للروس في المدينة وعندما دخل الأوكران هربوا جميعهم لذا تبقي القليل منا، نحن اثنان في قيادة  البلدية و الإنقاذيون والاطفاء ونحن جميعا نعمل لمساعدة مواطنينا للنضال من أجل الحياه، وكنا منذ البدء وها نحن تحت القصف،  نري البيوت والمباني المدمرة، لكن نفعل ما بوسعنا لمساعدة المواطنين على تخطي التأثر برؤية كل ذلك، ولكي يبقي المواطنون أحياء، ولكي يرجع الجميع إلي منازلهم”.

وما زالت المحاولات الروسية مستميتة لاستعادة دفوريشنا بالقصف اليومي العابر للنهر الفاصل بين شبه القارة الروسية وبين القرية البسيطة العصية على الإبادة.

الغول خلف النهر.. "دفوريشنا" قرية أوكرانية تواجه روسيا وحيدة