فهيم داشتي أحد أبرز قادة المقاومة الأفغانية يتحدث لأخبار الآن في حوار خاص عن هجمات داعش الأخيرة ويوجه 3 رسائل هامة

  • الهجمات الأخيرة لـ داعش توضح هشاشة قيادة طالبان
  • تساؤلات حول قدرة طالبان على تشكيل حكومة وقيادة الدولة
  • مناطق طالبان تعاني بدون خدمات ومستشفيات
  • 3 رسائل هامة للغاية

كيف ترى المقاومة في بانشير الهجمات الأخيرة لـ داعش في مطار كابول؟ ما الحل أمام طالبان؟ وما الذي أثبتته هذه الهجمات بالنسبة لدور الجماعة بعد مرور أسبوعين فقط؟ ما رسائل المقاومة للشعب الأفغاني وطالبان والمجتمع الدولي؟

 

أخبار الآن توغل في بانشير وتحدث مع المقاومة الأفغانية ضد طالبان، من خلال فهيم داشتي أحد أبرز قادة المقاومة. (يمكنكم قراءة الجزء الأول من الحوار بالضغط هنا)

في البداية تحدث فهيم داشتي قائلا: “نعلم أنه مر أسبوعان فقط على إعلاننا لإنشاء جبهة المقاومة الوطنية لأفغانستان والأمر يتطلب وقتا وجهدا وطاقة وموارد لإقناع المجتمع الدولي أننا لا نمثل أنفسنا فقط”.

وواصل “لسوء الحظ على مدار 20 عاما مضت كانوا يهتمون فقط بمصالحهم الشخصية لكن لا، معاييرنا هي أننا نتحدث عن الشعب الأفغاني، بعد ذلك نتوسع في المنطقة وأبعد، إن لم تقبلوا هذا أو لم يتقبلوه فالأمر منوط بهم”.

وأكمل “لدينا خبرة المقاومة ضد طالبان والموقف كان أصعب في التسعينيات، ولدينا خبرة المقاومة بموارد قليلة وعلاقات دولية محدودة لدينا الخبرة وسنستخدمها مجددا”.

وتابع “توقعاتنا من أيام الحرب الحديثة، هو أن نقيم الوضع وفقا لرؤى الجانبين، إن لم يدعمونا أو دعمونا فهو منوط بهم، لكننا سنستخدم كل السبل المتاحة لشرح رؤيتنا ولطلب الدعم، في نهاية المطاف إن لم يرغبوا في هذا فسنتمسك بموقفنا ولدينا دعم شعبنا ولدينا الالتزام والنية للمقاومة من أجل شعبنا ودولتنا”.

في ظل عمليات الإجلاء ومحاولة طالبان للسيطرة، شن داعش أكثر من هجمة إرهابية منها ما طال مطار كابول وقتل العديد..

هجمات داعش وتساؤلات حول قدرة طالبان على القيادة

كيف ترى المقاومة هذه الهجمات؟ يجيب داشتي: “الهجمات الأخيرة لداعش تثبت شيئا وتطرح أسئلة، تثبت أن طالبان ليست قادرة على فرض الاستقرار والأمان كما تزعم دائما”.

 

وواصل “والسؤال هو.. إن لم تكن طالبان قادرة على إيقاف تلك الجماعة الإرهابية عن مهاجمة الدول الغربية مثل الولايات المتحدة وحلفائها، داخل كابول وعلى بعد كيلومتر من القصر الرئاسي وفي المطار الوحيد الدولي في المدينة، كيف ستقوم بمنع الهجمات خارج أفغانستان؟”.

 

وأكمل “لدينا خبرة عن القاعدة التي كانت تخطط لهجماتها في أفغانستان وتنفذ في الولايات المتحدة ودول أخرى في العالم، هذا ينطبق على داعش، قد يخطط في أفغانستان وينفذ إرهابه في أي مكان يريده”.

 

وأردف “والهجمات الأخيرة تُظهر أن طالبان ليست قادرة على وقف هذه الهجمات. رسالتنا إلى طالبان هي إن أردتم إحلال السلام في أفغانستان والذي سينتج عنه السلام والأمان للمنطقة بالتبعية وللغرب كذلك، الطريقة الوحيدة هي التفاوض على التحديات الرئيسية والمشاكل التي واجهت أفغانستان في آخر 50 عاما وأن ننهيها للأبد”.

معاناة المناطق التي سيطرت عليها طالبان

هل تمتلك طالبان ما يكفي من خبر للخوض في بحور السياسة؟ خاصة وأن المناطق التي تسيطر عليها حاليا تعاني بشدة؟

صرح داشتي لـ أخبار الآن: “إن نظرت إلى المناطق التي وقعت تحت سيطرة طالبان في أفغانستان، هناك العديد من التحديات الأخرى، المستشفيات لا تعمل، الأطباء والممرضون يخشون العودة إلى عملهم، البنوك مغلقة والناس لا يمكنها الحصول على أموالها، هناك أزمات اقتصادية في الدولة، المدارس لا تعمل، موظفو الحكومة لا يعملون ولا يثقون في طالبان، هناك العديد من الخدمات لا تعمل”.

 

وواصل “هناك العديد من التحديات أمام طالبان، قلة الخبرة لإدارة حكومة وهي ليست شيئا سهلا للتعامل معه، طالبان لديها خبرة الحكم في التسعينيات، لكن هذا لم يكن حكما، كانت مجرد مجموعة عسكرية تحكم الدولة، لكن الآن عليهم أن يكونوا الحكومة وليس لديهم معرفة أو خبراء أو إمكانيات، كل هذا ومر أسبوعين فقط، وإن أرادوا أن يتعاملوا مع هذه التحديات، عليهم أن يدخلوا في مفاوضات جادة لإيجاد طريق خروج حقيقي من هذا الوضع، إما هذا أو سندخل إلى وضع كارثي آخر ولن يفيد أي أحد لا طالبان أو المقاومة أو شعب أفغانستان، المجموعات الوحيدة التي ستستفيد من هذا الوضع هي المجموعات الإرهابية مثل داعش وغيرها”.

3 رسائل هامة

 

أخيرا إن طلبنا منك توجيه 3 رسائل إلى الشعب الأفغاني وطالبان والمجتمع الدولي؟

ووجه داشتي رسائله قائلا: “سأبدأ بشعب أفغانستان، نحن نمثل حقوقكم ومستقبلكم الأفضل ورغباتكم ووحدتكم والحفاظ على ثقافتكم وتاريخكم، نعلم أنكم تدعموننا ونثق بكم ونعتمد على دعمكم وكونوا واثقين أننا سنصمد حتى النهاية مهما حدث”.

وواصل “بالنسبة لطالبان، علينا أن نحل هذه المشكلة، نصف قرن من إراقة الدماء كاف، وإن أردنا فعل هذا يجب أن نكون جادين وأن ندخل في مفاوضات ذات مغزى نحقق من خلالها مستقبل أفضل من أجل بلادنا وأمتنا”.

وأتم “بالنسبة إلى المجتمع الدولي، في التسعينيات حينما سقط الحكم الشيوعي وتأسس حكم المجاهدين، الغرب نسى أمر أفغانستان وأغلقوا أعينهم وكنتيجة أصبح لدينا هذه المجموعات الإرهابية في أفغانستان، وبسبب هذا تمت مهاجمة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وروسيا ودول أخرى في أوروبا، إن أردتم عدم تكرار هذا وحوادث مثل هذه، عليكم أن تقفوا مع مصلحة الشعب الأفغاني وليس مجموعة مثلما حدث في آخر 20 عاما لسوء الحظ”.