أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (حصري)

أصبحت سمعة رئيس المرتزقة الروسي والمتلاعب السياسي يفغيني بريغوجين سيئة للغاية، على إثر تدخله في بلدان غنية بالموارد حول العالم، كالغاز الطبيعي في موزمبيق، والكروم في مدغشقر، والنفط في ليبيا، فأينما وجد فرصة لكسب حصة، تتجه أعين بريغوجين نحوها.

ولكن ما هي كيفية التدخل؟ وما هو نوع الفريق الذي يحتاجه بريغوجين على الأرض؟

بفضل مصدر داخلي، تمكنت أخبار الآن من الحصول على لمحة عن مدى ضخامة عملية بريغوجين.

 

إليكم هذه التفاصيل المدهشة والحصرية:

يفغيني بريغوجين هو الرجل الذي يقف وراء أول منظمة تدخل روسية معروفة باسم “وكالة أبحاث الإنترنت”، ومعروفة أيضا باسم “مصنع الَتضْليل الروسي” أو “الترول”.

عندما يريد رؤساء بريغوجين التدخل في بلد ما، تقوم هذه الوكالة بصنع محتوى ونشاط على مواقع التوصل الاجتماعي، ما قد يبدو واقعياً للشخص العادي.

على سبيل المثال، من الممكن أن تظهر شخصية على موقع تويتر تصف نفسها بأنها “خبيرة جيوسياسية”، وتبدأ في تشكيل رأي عام، وتحقيق مستوى عالٍ من التفاعل، بل والأخطر من ذلك، أنهم يقومون بأعمال قرصنةٍ لدوافع استغلالية على المستوى السياسي والاقتصادي، ما قد يسبب مضايقة للسياسيين وصناع الرأي.

أدى تشغيل “مصنع الَتضْليل الروسي” أو الترول إلى ظهور صورة لما يطلق عليهم “محاربو لوحة المفاتيح” وهم يقومون ببعض الأذى. (مصطلح محاربو لوحة المفاتيح، هو مصطلح يطلق على أشخاص مجهولي الهوية، يقومون بنشر نصوص وصور وآراء عبر الإنترنت بطريقة عدوانية أو مسيئة).

مرتزقة الفاغنر يعملون بنفس الآلية التي يعمل بها “الترول”. قد تكون مجموعة الفاغنر غير فعالة عسكريًا، لكنها تبطش بالسكان المحليين وتضر بالمصالح الوطنية أينما تواجد أفرادها.

نعم، لدى بريغوجين “مكتب خلفي”، يتخذ من خلاله هذه القرارات. وفي بعض الأحيان، يخرج الخبراء الروس من الظل ويقحمون أنفسهم في العملية السياسية.

وخير مثال على ذلك، الخبير الروسي مكسيم شوغالي الذي اعتقل في تموز/يوليو من قبل الجيش الوطني الليبي في طرابلس، لمحاولته التدخل في العملية السياسية.

في حالة ليبيا، كان شوغالي موجودًا لايجاد طرق لجلب سيف الإسلام القذافي إلى السلطة كديكتاتور ليبي جديد.

كشفت أخبار الآن مؤخرًا أن شوغالي هو موظف لدى بريغوجين من خلال منظمة غامضة تسمى “أفريك”، وقد حصلنا على هذه المعلومة بفضل مصدر من داخل هذه المنظمة.

المصدر نفسه قدم لأخبار الآن دليلاً أكثر صدمة، وهي تفاصيل الفريق الإفريقي الذي شارك في التدخل في الانتخابات الأخيرة في مدغشقر، إذ تركز في خمس دول، وضم 78 شخصا.

[forminator_form id=”376107”]

البلد عدد العاملين
روسيا 46
بلغاريا 8
كاميرون 6
موزمبيق 5
جنوب أفريقيا 4

 

فعندما تتحدث موسكو عن “حلول أفريقية للمشاكل الأفريقية”، فهي تعني “حلول تتماشى مع مصالح روسيا“.

ماذا نكتشف من قائمة الأعضاء في فريق “أفريك” في مدغشقر؟ هذه هي النقاط الرئيسية:

  1. أنه كان فريقًا ضخمًا، و هذا يعكس مدى يأس بريغوجين ورؤسائه في إمالة إنتخابات مدغشقر لصالح روسيا.
  2. على الرغم من إضافة بعض الأسماء من جنسيات أخرى، فقد كان من الواضح أن الفريق روسي الأصل. حيث أن الفريق كان يضم 46 شخصاً من روسيا، و المجموعة الكبرى الثانية المكونة من البلغاريين كانت مكونة من 8 أشخاص فقط. وعلاوة على ذلك، أبرز الأسماء في القائمة كانت لأشخاص روسيين، و كان من بينهم بعض المتلاعبين السياسيين المعروفين.
  3. هذا كان فريق بريغوجين. و إسم منظمة “أفريك” ليس كافياً لخداع أي أحد. و بالفعل، كشفت وسائل الإعلام في جنوب أفريقيا و روسيا أن “أفريك” هي مؤسسة تابعة لبريغوجين. و كان فريق “أفريك” الذي تم إرساله إلى مدغشقر يضم إثنين من أشهر المتلاعبين السياسيين التابعين لبريغوجين، وهم يوليا أفاناسييفا و مكسيم شوغالي.

بإختصار، فكرة أن الروس يتلاعبون في الانتخابات وهم يجلسون في برج “لاختا” الفاخر في سان بطرسبرغ، ليست سوى جزء صغير من القصة الكاملة،

إذ أن يفغيني بريغوجين يمتلك أيضاً جيشاً من المرتزقة والمتلاعبين السياسيين المنتشرين في الساحة. والسؤال هو، ما الذي يحصل عليه في المقابل؟ من الواضح أن روسيا أصبحت القوة الاستعمارية الحديثة التي ستجلب الخزي للاستعمار ككل.

 

إقرأ أيضا:

سيف بوتين الليبي المسلول لإقتطاع حصة كبيرة من النفط

“طباخ بوتين” يقود التدخل الروسي في أفريقيا!