بعد عام على مقتل الظواهري.. من يتحكم في قيادة القاعدة؟

مر عام على إعلان الولايات المتحدة الأمريكية مقتل أيمن الظواهري في غارة جوية نفذتها طائرة بدون طيار استهدفت مخبأه بكابول في أفغانستان الأحد الماضي، 31 يوليو 2022، وبصورة غير مسبوقة، التزم التنظيم الصمت المطبق إزاء مصير زعيمه، ولم ينشر أي تأكيد أو نفي للخبر، تاركًا باب التكهنات والتفسيرات حول السبب مشرعًا على مصراعيه إلى اليوم.

وبعد إعلان مقتل أيمن الظواهري برز اسم سيف العدل كالمرشح الأهم لتولي قيادة التنظيم، وبالفعل أكد تقرير للأمم المتحدة أن سيف العدل أصبح زعيمًا لتنظيم القاعدة.

وربما يرجع تأخر الإعلان عن القائد الجديد للقاعدة إلى تحديات أمنية ولوجستية قد تكون أعاقت انتقال سيف العدل إلى داخل أفغانستان، خاصة وأن تحركه داخل إيران سيصبح أكثر حذرًا وخطواته ستكون محسوبة بعد الانكشاف الأمني للحلقة القيادية الناشطة في إيران ووصول المخابرات الأجنبية إلى رفيقه أبو محمد المصري وتصفيته في أحد شوارع طهران سنة 2020.

سنعرض في هذا المقال سلسلة وثائقيات “بعد متلازمة طهران.. القاعدة إلى أين؟” والتي تمتد لـ 5 أجزاء.

بعد مقتل الظواهري.. تعرف على سيف العدل وعصابته أبرز المرشحين لقيادة تنظيم القاعدة | متلازمة طهران 1

بعد إعلان الولايات المتحدة الأمريكية مقتل أيمن الظواهري في غارة جوية نفذتها طائرة بدون طيار استهدفت مخبأه بكابول في أفغانستان يوم الأحد الموافق 31 يوليو 2022، برز اسم سيف العدل كالمرشح الأهم لتولي قيادة التنظيم. فما خلفية الرجل ولماذا كذب بشأن ماضيه وما تأثير استقراره في طهران على قرارات التنظيم وعمليات فروعه حول العالم.

لسنوات طويلة ثارت التساؤلات حول سبب بقاء محمد صلاح الدين الشهير بـ”سيف العدل” في إيران، على الأقل منذ عام 2015 حين عقدت القاعدة صفقة مع طهران تم بموجبها تحرير أعضاء التنظيم هناك وسُمح لهم بالسفر إلى الخارج، لكن سيف العدل لم يغادر! كما أن أفراد عائلته كانوا من بين القلائل الذين أفلتوا من الاعتقال من بين أُسَر القاعدة، واتضح أنهم من دون الباقين كانوا مستثنين من الاحتجاز، مما أشار إلى وجود تفاهمات مع السلطات الإيرانية لم يتم إشراك باقي عناصر القاعدة بها.

متلازمة طهران (2): سيف العدل.. كيف شق ”الرجل الثاني“ صفوف القاعدة؟

ومع أن تنظيم القاعدة سارع سابقًا، بعد مقتل زعيمه المؤسس أسامة بن لادن إلى الإعلان عن اختيار نائبه أيمن الظواهري، خليفةً له في إمارة القاعدة، إلا أن الظروف الحاصلة داخل التنظيم هذه المرة مختلفة ومتداخلة إذ يسعى التيار الإيراني في القاعدة والذي يمثله سيف العدل وأنصاره لإحكام السيطرة عليه، للمضي قدمًا في مشروعهم الخاص والمستمد من أفكار مصطفى حامد (أبو الوليد المصري) المصاب الأول بمتلازمة طهران، وهذا المشروع يتضمن تحالفًا واسعًا بين القاعدة وأفرعها وبين إيران ومليشياتها الولائية.

متلازمة طهران (3): لماذا حاول سيف العدل إخفاء حقيقته؟

بعد أيام معدودة على إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن، مقتل أيمن الظواهري أمير تنظيم القاعدة كتب مصطفى حامد (أبو الوليد المصري)، صهر سيف العدل، مقالًا بعنوان: “أهلا وسهلاً بكم فى إتفاق الدوحة (2).. ملحمة الدكتور الظواهرى فى كابول” ونشره عبر موقع إلكتروني يديره، وادعى فيه أن الرواية الأمريكية مليئة بالثغرات وأن جثة أيمن الظواهري لم يتم العثور عليها في البيت الذي استهدفته الولايات المتحدة الأمريكية بالحي الدبلوماسي بالعاصمة الأفغانية كابول.

 

متلازمة طهران (4): كيف يُقوض سيف العدل ومصطفى حامد نفوذ منافسيهما في تنظيم القاعدة

لعل من المثير التعرف على طبيعة الخلافات الداخلية العميقة بين كبار قادة تنظيم القاعدة، ونقاط الافتراق بينهم وبين التنظيمات الأخرى، ولكن الأمر الأكثر إثارة هو التعرف عن قرب على كيفية إدارة قادة التنظيم لهذه الخلافات السرية وأساليبهم في مقارعة الخصوم من رفقائهم، وكذلك طرق تحدي أوامر القيادة العامة للتنظيم في كبريات المسائل.

متلازمة طهران (5): تابعاً ذليلاً.. النهاية المحتومة لتنظيم القاعدة في إيران

ترى إيران أن التخلص من أمير التنظيم السابق يحيد أبرز المخالفين لها في قيادة القاعدة العليا، وسيؤدي إلى انتقالها بشكل كامل إلى المجموعة المقربة منها وعلى رأسها سيف العدل وعبد الرحمن المغربي (صهر أيمن الظواهري)، وهي المجموعة التي توصف بأنها مصابة بمتلازمة طهران.

بعد متلازمة طهران.. هل ستكون هذه نهاية القاعدة؟

تحولات عديدة تمت داخل تنظيم القاعدة أدت إلى انصهاره مع إيران ليقوم بتنفيذ أجندتها بفعل وجود قادته البارزين وعلى رأسهم سيف العدل في طهران.

كما لعبت الروابط العائلية وعلاقات القرابة والمصاهرة دورًا كبيرًا في تكوين الشبكة القيادية لتنظيم القاعدة، وساهمت تلك العلاقات في ذيوع صيت سيف العدل، الذي يُوصف بأنه الأمير الفعلي للقاعدة، وتعظيم دوره على حساب أقرانه ومنافسيه الآخرين في التنظيم.

ومن المعروف أن مصطفى حامد وأسرته دعما سيف العدل في رحلته للتسلق داخل قيادة القاعدة العليا، لكن دور هذه الأسرة وكذلك دور أسرة سيف العدل ظل بعيدًا عن الأنظار خاصةً أن المعلومات المتوافرة عنهما كانت شحيحة ولا تتسم بالدقة إلى حد كبير.

ويكشف تتبع المسارات التي سلكها أبناء مصطفى حامد وأبناء سيف العدل أن المشروع الإيراني والتماهي معه لا يجذب أبو الوليد المصري فقط بل يجذب أبناءه وأحفاده الذين أثبتوا أن عدوى “متلازمة طهران” سرت في صفوف الأسرتين وانتقلت إلى أفرادهما عبر “حامد” الذي يعتبر المصاب الأول بتلك المتلازمة.