كيف يُضاعف الغزو الروسي لأوكرانيا من أزمة المناخ؟

  • خديعة بوتين في الغزو الروسي لأوكرانيا
  • نهاية العالم وعلاقاتها بأزمة التغير المناخي

في بدايات عام 2022 لم يكن يتوقع أحدًا أن يجن جنون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأن تكون تهديداته باستخدام سلاحه النووي في حالة استمر تحالف الناتو في توسعه في الدول المجاورة لوريث الاتحاد السوفيتي الشرعي الدب الروسي احتمالًا قريبًا من الحدوث.

إلا أن تحركات الجيش الروسي في مطلع فبراير الماضي نحو الحدود الشرقية للأراضي الأوكرانية الشيء الذي وصفه أغلب قادة العالم بأنه حركةً تمهيدية لانطلاق الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية، وهو ما تم نفيه أكثر من مرة من الزعيم الأوحد داخل روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين.

إلى أن جاءت اللحظات الأولى لصباح الرابع والعشرين من فبراير الماضي، تلك اللحظة التي أذن فيها بوتين لجيشه الروسي بالتحرك داخل العمق الأوكراني معلنًا ساعة الصفر وبداية الغزو الروسي لأوكرانيا، ليشهد العالم أجمع على خداعه الدائم وسعيه لتلك الحرب العسكرية التي تُعد الأكبر والأضخم في القارة العجوز منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، الحرب التي أشعل بوتين فتيلها في فبراير الماضي ولا تزال نيرانها مشتعلة إلى الآن.

ومع اقترابنا من نهاية عام 2022، يجب أن نقف قليلاً لنستعيد الحدث الأوحد الذي اتحدت على أثره دول العالم أجمع، وهو أزمة التغير المناخي، ذلك العام الذي شهد إقامة العديد من الفعاليات والمؤتمرات الخاصة بمناقشة قضايا المناخ فقط.

ولعل أبرزها أسبوع المناخ الأول في الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا، والذي انعقد في دبي في الفترة من 28 فبراير وحتى الثالث من مارس، والذي تم فيه بحث استكشاف سُبل التعافي المستدام، وركز على الحلول المناخية القابلة للتطبيق.

بالإضافة إلى المؤتمر العالمي الخامس عشر للغابات في سيول، ومؤتمر الأمم المتحدة الـ15 المعني بمكافحة التصحر في كوت ديفوار، إضافة إلى مؤتمر ستوكهولم ‫+ 50، والمنتدى الحضري العالمي في بولندا ومؤتمر الأمم المتحدة المعني بالمحيطات في البرتغال. فضلًا عن إقامة مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 27) الذي انعقد بمدينة شرم الشيخ المصرية، في شهر نوفمبر الماضي.

كيف أصبح بوتين يُمثل التهديد الأخطر على أزمة المناخ؟

في تقرير سنوي، حذّرت مؤسسة التحديات العالمية، وهي مجموعة سويدية تجري تقييمًا للمخاطر الكارثية، من أن خطر استخدام الأسلحة النووية هو الأكبر منذ عام 1945.

وحذرت المؤسسة في تقريرها من أن حربًا نووية شاملة وبالإضافة إلى ما سينجم عنها من خسائر بشرية، من شأنها أن تطلق سحبًا من الغبار تحجب الشمس وتقلّص القدرة على زراعة الأغذية وتؤدي إلى “فترة من الفوضى والعنف، حتى أن غالبية الناجين سيموتون من الجوع خلالها”.

وصرحت المحاضِرة في جامعة شيكاغو كينيت بينيدكت التي قادت الفريق المُعد للتقرير، إن المخاطر أكبر مما كانت عليه أثناء أزمة الصواريخ الكوبية، إذ يبدو مستشارو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أقل قدرة على لجمه.

أزمة المناخ.. هل يقوى بوتين على مواجهة العالم أجمع؟

الغزو الروسي لأوكرانيا.. هل يُمهد الطريق لنهاية العالم؟

في حين أن أي ضربة نووية روسية ستشمل على الأرجح أسلحة “تكتيكية” صغيرة، يخشى خبراء تصعيدًا سريعًا إذا ردت الولايات المتحدة.

وشدّدت بينيدكت وهي كبيرة مستشاري “مجلة علماء الذرة” من أن الأمور ستسلك “في هذه الحال منحى مختلفًا تمامًا”.

وأعلنت المجلة أنها ستنشر في يناير القادم، أحدث تقييم لها لـ”ساعة نهاية العالم” المضبوطة منذ العام 2021 عند مئة ثانية قبل منتصف الليل (منتصف الليل في هذه الساعة يرمز إلى نهاية العالم، فيما ترمز الثواني المئة إلى خطر اقتراب نهاية العالم).

فهل يحمل لنا العام الجديد تلك اللحظة التي سنشهد فيها تنفيذ بوتين لوعيده النووي المستمر والقضاء على العالم وإن لم يكن نوويًا فنتيجةً لما سيحدثه سلاحه النووي من تغيراتٍ في المناخ العالمي.