زمن الأكشن الجميل بدون أحمد السقا

لابد أن نتفق أن عصر القرارات الخاطئة لم يعد متاحا كما كان في الماضي وتحديدا في الوسط الفني الذي لم يعد فيه المجال ممهدا للنزوات والتجارب الفاشلة كما كان في السابق والدليل أن معظم نجوم الزمن الجميل انغمسوا في آخطاء المشاركة في سينما المقاولات وقدموا أعمالا لا ترقي لكونها فنية أو إبداعية لمجرد كسب المزيد من المال والتواجد والوقوف أمام الكاميرا دون مراعاة تاريخهم ولا حتي تاريخ السينما ورغم ذلك مرت تجاربهم وغفر لهم التاريخ تلك المآسي التي يقال عنها أفلام المقاولات وتخطت السينما هذه المرحلة بكل سلبياتها ونجومها وصناعها الذين استفادوا ماديا ولم يخسروا الكثير فنيا علي عكس ما يحدث الآن.

من المؤكد أن الوقت الحالي يختلف بتطوراته ووجود السوشيال ميديا وانتشار الخبر بأسرع مما يتصور مصدره وكلها أسباب قللت احتمالات إرتكاب أخطاء أو خوض تجارب غير محسوبة النتائج جيدا.

زمن الأكشن الجميل بدون أحمد السقا

إعلان برنامج إغلب السقا

للأسف الشديد وبناء علي ما سبق أري أن النجم أحمد السقا أشد المتأثرين بسوء اختياراته في الفترة السابقة والدليل أنه أصبح من الصعب وضع رسم بياني مستقر لتجاربه الفنية الأخيرة بل على العكس عندما ندقق النظر فيما قدمه سوف نكتشف برنامج مسابقات باسم ” إغلب السقااستضاف فيه أحمد السقا مجموعة من النجوم واستعرض أمامهم مهارته في الجري والقفز والتمارين بشكل طفولي يقترب من السخرية ليشعر أمامه البعض أن السقا كان يمر مثلا بضائقة مادية وفجأة ظهر أمامه هذا البرنامج فوافق عليه علي الفور دون أن يدرك ما الذي سوف يقدمه أو ماذا  يضيف أو يأخذ من تاريخه.

زمن الأكشن الجميل بدون أحمد السقا

نسل الأغراب بطولة أحمد السقا وأمير كرارة

أحمد السقا الذي لخص الفنان الشاب أحمد فهمي علاقة الشباب به في فيلم سمير وشهير وبهير حيث قدم فهمي السقا على اساس أنه قدوة الأكشن لدي الشباب وحلم أي ممثل ناشئ المشاركة مع السقا ولو في مشهد واحد، ورغم أن فهمي استغل تلك الفكرة في عمل درامي إلا أنها كانت كذلك في الواقع ، فأحمد السقا بالفعل كان النموذج المثالي لفتى الأحلام الطائش الذي لم تشهده السينما منذ رحيل أحمد رمزي وكان الطريق مفروشا أمام السقا بالورود لاستكمال ما حققه فتيان الشاشة وعلي رأسهم رشدي أباظة من جيل العمالقة وبدلا من التركيز في صياغة ذلك اختار السقا تقديم مسلسلنسل الأغرابوكأنه مصمم على استكمال الجزء الثاني من برنامجهاغلب السقا، أظن أنه استأذن  عقله وتاريخه ليقدم شخصية غريبة الأطوار اعتقد بشكل شخصي أنها لو عرضت على كوميديان مثل رامز جلال أو بيومي فؤاد ما كان ليقدمها بهذا الأداء المزعج من وجهة نظري، وقف السقا وجها لوجه أمام أمير كرارة لينحدر الاثنان معا ويخسرا الرهان الرمضاني بعدما أعلن معظم النقاد استيائهم من الأداء والأحداث والمسلسل الذي شعر معظم من تابعه أنه مجرد تمهيد لصناعة بطلة شابة وزوجة مخرج العمل على حساب جميع المشاركين في العمل.

دفع أحمد السقا ثمن سوء اختياره ثم عاد لينقذ ما يمكن انقاذه بمشاركته في مسلسل الاختيار واثقا في أن وجوده في عمل وطني بطولي قادر على محو بعض الآثار السلبية التي عانت منها نجوميته مؤخرا، وبالفعل كانت تجربته مختلفة ومتميزة ونجحت في إعادته للسينما التي يبرع فيها بفيلم العنكبوت الذي اعتبرته بشكل شخصي تمهيدا لعودة فتى الشاشة المجتهد مرة أخرى وجلست منتظرا لمجموعة ضربات خاطفة سينمائية من بطولة أحمد السقا لكني فوجئت بظهور اسمه كبطل لمسرحية سيدتي الجميلة مع الفنانة ريم مصطفى وتأليف أيمن بهجت قمر.

 

زمن الأكشن الجميل بدون أحمد السقا

فؤاد المهندس وشويكار

نعم فوجئت وفكرت جيدا وكأني أضع نفسي مكانه وبدأت أحسب الاحتمالات، ما الذي يمكن أن يضيف للسقا عندما يضع نفسه في مقارنة مع فؤاد المهندس وشويكار؟ ما الذي يحاول اثباته بمفرده على المسرح بعد أن خاض التجربة المسرحية من قبل بمشاركة هنيدي وعلاء ولي الدين وشريف منير وهاني رمزي ومنى زكي وياسمين عبد العزيز ودينا منذ سنوات طويلة دون أن يقلد أحد منهم المهندس أو مدبولي أو ملوك الكوميديا في المسرح وخصوصا في مسرحية مثل “سيدتي الجميلة” التي مهما اختلفت الاجيال سوف نظل نحفظ معظم مشاهدها وافيهاتها ولن يحتاج أحد منا لمشاهدتها من السقا وريم مصطفى بدلا من فؤاد المهندس وشويكار وسيد زيان وغيرهم من عمالقة العمل المهم في تاريخ المسرح !

أسئلة كثيرة طرحتها على نفسي تخص معظمها ما الذي يحاول أحمد السقا اثباته بهذه التجربة ولم أجد حتى في المؤتمر الصحفي الذي شارك فيه قبل عرض المسرحية بالسعودية مبرر مقبول ومنطقي لخوض التجربة سوى أن أحمد السقا يتعرض لأزمة مادية كالتي افترضت تعرضه لها قبل الموافقة على تقديم برنامجاغلب السقا“!

إنه المبرر الوحيد الذي يقبله عقلي وسواء كنت على صواب أو أخطأت في التبرير لن أستطيع أن أجد مبررات أخرى للسقا في تجاربه القادمة خصوصا لو قرر التمادي فيما يتخذه من قرارات فنية صادمة.