منتدى الإعلام العربي يدعو لتبني خطاب إعلامي باللغات الأجنبية

أكد المشاركون في منتدى الإعلام العربي في دورته الثانية والعشرين على أهمية دور الإعلام المتوازن والمنضبط في نقل الأحداث ومحاربة التضليل والإشاعات، وتدعيم جهود تنظيم القواعد الضامنة لعدالة الحقوق والحرية والخصوصية والشراكة الإنسانية، في عصر الذكاء الاصطناعي.

كما دعا إعلاميون إلى ضرورة تبني خطاب إعلامي باللغات الأجنبية، ومخاطبة الشعوب الأخرى بلغاتهم، على غرار مخاطبة القنوات الأجنبية شعوب وحكومات العالم العربي، من خلال قنوات ناطقة باللغة العربية.

جاءت تلك التأكيدات والدعوات خلال الجلسات التي عُقدت في اليوم الثاني من منتدى الإعلام العربي، والتي تنوعت بين الحوار حول الخطاب الإعلامي، ودور الإعلام في التنمية، والتوعية والتحذير من مخاطر المصاحبة للتطور السريع والانتشار الواسع لمنصات التواصل الاجتماعي.

منتدى الإعلام العربي يؤكد على الخطاب المتوازن ومواجهة مخاطر التطور السريع

منتدى الإعلام العربي.

تسريع وتيرة التطوير الإعلامي

وقال الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي، رئيس مجلس دبي للإعلام، إن دبي تعتز بمواصلة دورها في دعم القطاع الإعلامي على مستوى العالم العربي، وسعيها المستمر لتعزيز الحوار بين القائمين عليه والمسؤولين عن صياغة رسالته، وتكوين ملامح مستقبله، من أجل التوصل إلى صيغ شراكات وأطر تعاون، يمكن من خلالها تسريع وتيرة التطوير الإعلامي، بما يخدم مصالح الشعوب العربية، ويدعم توجهاتها الاستراتيجية، ويساند خطاها على دروب التنمية الشاملة والمستدامة.

من جهته، تناول جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، في كلمة رئيسية، ملامح مهمة من تطور قطاع الإعلام على صعيد منطقة دول المجلس، وما صاحب هذا التطور من ظواهر جديدة، وما تستدعيه من تحرك مشترك لدول المجلس، للاستعداد لما تحمله تلك الظواهر من فرص وتحديات.

وشدد على دور الإعلام الخليجي الذي وصف دوره بأنه مؤثر ورئيسي في مسيرة مجلس التعاون وإنجازاته، بفضل دعم قادة دول المجلس للإعلام، بوصفه ركيزة أساسية في الرؤى المستقبلية الطموحة، وهو الدعم الذي اتخذ مسارات وأشكالاً عديدة، ربما من أهمها تمكين الشباب، وإفساح المجال للمرأة لقيادة المؤسسات الإعلامية.

منتدى الإعلام العربي يؤكد على الخطاب المتوازن ومواجهة مخاطر التطور السريع

منتدى الإعلام العربي.

الإعلام بين التجديد والتقليد

أكد مشاركون في الجلسة التي نظمها منتدى الإعلام العربي في دورته الـ22، وضمن أعمال قمة الإعلام العربي في دبي، وتحت عنوان “”الإعلام العربي بين التجديد والتقليد” أن وسائل الإعلام التقليدي مطالبة بالتوسع في تبني أدوات الإعلام الجديد لضمان استمراريتها والاستفادة من ميزاتها الرئيسية التي تتمثل في المصداقية والموثوقية التي ينبغي تطوير أساليب إيصالها لجيل المستقبل مع الاحتفاظ بشريحة ” جيل الشعر الأبيض” التي تمثل نسبة 30% من المشاهدين حالياً.

وتناولت الجلسة التي شارك فيها كل من مكرم الطروانة، رئيس تحرير صحيفة الغد، و الدكتور نبيل الخطيب، مدير عام تليفزيون الشرق الأوسط، وطوني خليفة، مدير عام قناة ومنصة المشهد، وأدارتها الإعلامية ليلاس كفوزي، قناة سي بي سي إكسترا، التحديات التي تواجه الإعلام التقليدي وكيفية الاستفادة من تجارب عملية قامت بها مؤسسات إعلامية عربية استطاعت الدمج بين الإعلام التقليدي والرقمي وقدرة الإعلامي التقليدي على المحافظة على التوازن بين تقاليده العريقة وتحديات التجديد.

تفاؤل المبدعين

من جهتها، قالت منى المرِّي، نائبة الرئيس والعضوة المنتدبة لمجلس دبي للإعلام، رئيسة نادي دبي للصحافة، الجهة المنظِّمة لقمة الإعلام العربي: إن إطلاق قمة الإعلام العربي هذا العام، لتكون المظلة الجامعة لكل من منتدى الإعلام العربي، والمنتدى الإعلامي للشباب العربي وجائزة الإعلام العربي وجائزة رواد التواصل الاجتماعي العرب يؤسس لحدث استثنائي تتكامل فيه الجهود، بهدف دعم القطاع على الصعيد العربي الأشمل».

وأكدت أن التطلعات الآن تتركز على خلق مرحلة مستقبلية جديدة، تمنح المبدعين في قطاع الإعلام دافعاً للتفاؤل بالحاضر، وحافزاً على الأمل في المستقبل الذي يشكل الشباب محوره.

وقالت إن المستقبل يتطلب سرعة في الاستجابة للتحولات الجديدة، وفكراً منفتحاً يتقبل التغيير، وإن من لا يواكب هذه التحولات في مجال الإعلام يحكم على وسيلته الإعلامية بالبقاء في الصفوف المتأخرة.

وتطرَّقت نائبة الرئيس والعضوة المنتدبة لمجلس دبي للإعلام إلى حقيقة أن المنطقة العربية تمر بمرحلة حافلة بالتحديات، بينما يتواصل العمل على توسيع فرص التنمية، وزيادة مساحة التعايش ومقومات الاستقرار، في الوقت الذي تسعى فيه المنطقة لاجتياز تداعيات إقليمية وعالمية كبيرة؛ لا سيما على الصعيد السياسي، وتحديداً القضية العربية، القضية الفلسطينية، مؤكدة أنه على الرغم من تداخل الأحداث واهتزاز المعايير واختلاط المفاهيم، تظهر الحاجة إلى إعلاء صوت العقل والتمسك بالأمل والإيجابية، وهو النهج ذاته الذي التزمت به دولة الإمارات، في إطار حرصها على تأكيد فرص الإنسان العربي في غدٍ أفضل، وتعزيز ثقته في الوصول إليه.