الهلال الأحمر الفلسطيني: الموقع المستهدف صنّفته إسرائيل منطقة آمنة

قتل وأصيب عشرات الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، مساء الأحد، في غارة إسرائيلية على خيام النازحين شمال غرب رفح، جنوب قطاع غزة.

وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا“، أفادت مصادر محلية بمقتل 40 شخصا على الأقل، وإصابة آخرين، جراء استهداف الطائرات الإسرائيلية خيام النازحين في مخيم نزوح تم إنشاؤه حديثا قرب مخازن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) شمال غرب رفح، فيما ذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمها نقلت عددا كبيرا من القتلى والإصابات عقب استهداف الاحتلال خيام النازحين برفح.

عشرات القتلى والجرحى في غارة إسرائيلية استهدفت خيام النازحين شمال غرب رفح

وأضافت المصادر أن الطائرات الاسرائيلية أطلقت نحو 8 صواريخ صوب خيام النازحين، في منطقة مكتظة بآلاف النازحين، وأن من كانوا داخل الخيام احترقوا، مشيرة إلى أن إسرائيل كان قد أعلنت أن هذه المنطقة “آمنة”.

من جانبه، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أن قصفا إسرائيليا أسفر عن مقتل وإصابة “عدد كبير” من الأشخاص في منطقة مصنفة آمنة قرب مدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة.

وقال الهلال الأحمر في منشور على منصة إكس إن طواقمه “تنقل عددا كبيرا من الشهداء والإصابات عقب استهداف الاحتلال لخيام النازحين قرب مقر الأمم المتحدة شمال غربي رفح”.

وأضاف أن “الموقع صنّفه الاحتلال الإسرائيلي منطقة إنسانية”.

عشرات القتلى والجرحى في غارة إسرائيلية استهدفت خيام النازحين شمال غرب رفح

وأفادت وزارة الصحة التي تديرها حماس ولجنة الطوارئ في محافظة رفح عن غارة على مركز للنازحين قرب المدينة، قائلتين إنها أسفرت عن مقتل وجرح العشرات.

في غضون ذلك، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي الذي تديره حركة حماس ليل الأحد مقتل 30 شخصاً على الأقل وإصابة عشرات آخرين.

رد إسرائيل على قصف النازحين

من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي فجر الاثنين أنه قصف مجمعا تابعا لحركة حماس في مدينة رفح بأقصى جنوب قطاع غزة، وأنه على علم بتقارير تفيد بتضرر مدنيين.

وقال الجيش في بيان “قبل فترة قصيرة قصفت طائرة (للجيش الإسرائيلي) مجمعا لحماس في رفح تواجد فيه مخربون بارزون تابعون للمنظمة”.

وأضاف أنه “على علم بالتقارير التي تشير إلى تضرر عدد من المدنيين في المنطقة نتيجة للغارة والحريق الذي شب في المنطقة”.

تعليق الرئاسة الفلسطينية

في المقابل، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن استهداف إسرائيل لخيام النازحين في رفح بشكل متعمد، هي مجزرة فاقت كل الحدود، وتتطلب تدخلا عاجلا لوقف هذه الجرائم التي تستهدف الشعب الفلسطيني فورا.

وأضاف أبو ردينة أن ارتكاب قوات الاحتلال الإسرائيلي لهذه المجرزة البشعة هو تحد لجميع قرارات الشرعية الدولية، وفي مقدمتها قرار محكمة العدل الدولية الواضح والصريح بضرورة وقف استهداف مدينة رفح وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني.

وأكد الناطق الرسمي باسم الرئاسة أن على العالم التحرك فورا لوقف هذا العدوان الشامل الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، وإلزام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بوقف جرائمها التي أشعلت المنطقة، وتهدد الاستقرار الدولي.

رشقة صاروخية على تل أبيب

وفي وقت سابق الأحد، قال الجيش الإسرائيلي إن ثمانية صواريخ على الأقل أطلقت باتجاه مناطق وسط البلاد من رفح.

وقال الجناح العسكري لحركة حماس في منشور على تطبيق تلغرام إنه استهدف تل أبيب “برشقة صاروخية كبيرة ردا على المجازر الصهيونية بحق المدنيين”.

إثر ذلك، أعلن جيش الاحتلال في بيان أن قواته الجوية شنت غارات على رفح.

وقال إن “قاذفة الصواريخ التي كانت موجودة بالقرب من مسجدين في منطقة رفح قصفت من قبل (القوات الجوية الإسرائيلية) بعد فترة وجيزة”.

وتواصل قوات الاحتلال، عملياتها العسكرية في مدينة رفح، وإغلاق معبر رفح الحدودي، رغم أوامر محكمة العدل الدولية، في هذا الشأن.

وكانت محكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة، قد أمرت الجمعة الماضية، إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال بوقف فوري لعملياتها العسكرية في محافظة رفح، وضرورة المحافظة على فتح معبر رفح، لتمكين دخول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.

ويواصل الاحتلال الإسرائيلي استهدافه قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، منذ السابع من شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، ما أسفر عن مقتل 35,984 مواطنا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 80,643 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.