مقاتلون من الجيش السوري الحر ينقلون لحماية مصالح بعض الأطراف في النيجر

 

أجبرت الحرب السورية الآلاف من السوريين على الانضمام إلى فصائل مسلحة، وخوض معارك في مناطق متعددة من العالم آخرها في أفريقيا.

حيث يستعد عابد للسفر من شمال غرب سوريا للقتال في النيجر لتحسين معيشته، كما يقول، على غرار المئات من المقاتلين الذين تنقلهم شركة أمنية تركية خاصة إلى البلد الإفريقي، بعد ليبيا وأذربيجان.

كارثة نقل مقاتلين سوريين إلى النيجر.. لماذا يتم إرسالهم؟

ويقول الشاب المعيل لوالدته وإخوته، لوكالة فرانس برس مستخدماً اسما مستعارا، “السبب الرئيسي لمغادرتي هو الحياة الصعبة في سوريا، حيث لا فرص عمل سوى الانضمام إلى فصيل (مسلح) مقابل راتب لا يتجاوز 1000 ليرة تركية”.

ويوضح الشاب المنضوي منذ سنوات في صفوف فصيل سوري ينشط في شمال سوريا، “في النيجر، الراتب 1500 دولار، وهو راتب جيد جداً ويحسّن نوعية حياتنا، لعلني أتمكّن من فتح متجر صغير أعتاش منه في سوريا وأترك القتال كلّه”.

كارثة نقل مقاتلين سوريين إلى النيجر.. لماذا يتم إرسالهم؟

ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان إرسال ألف مقاتل سوري على الأقل الى النيجر، عبر تركيا، منذ العام الماضي، بهدف “حماية مشاريع ومصالح تركية من بينها مناجم”.

بعد أسبوعين من التدريب على استخدام السلاح والرماية، نُقل مقاتلون ضمن مجموعة الى النيجر لحراسة محيط منجم لا يعلمون اسمه أو موقعه. ويوضحون أن أشخاصا في النيجر بلباس عسكري، لم يتمكّنوا من تحديد ما إذا كانوا جنوداً، عاونوهم في نوبات الحراسة.

ويتواجد المقاتلون السوريون حالياً في نقطة عند الحدود بين النيجر وبوركينا فاسو،وينتظرون بفارغ الصبر بعد انتهاء مهمتهم إعادتهم إلى سوريا حيث تحصل عائلاتهم على رواتبهم شهرياً، بعد اقتطاع الفصيل المنضوي ضمنه مبلغ 350 دولارا منه.

كارثة نقل مقاتلين سوريين إلى النيجر.. لماذا يتم إرسالهم؟

 

عقود للحرب في أفريقيا

يوضح أحمد (30 عاماً) لوكالة فرانس برس والذي يستخدم اسماً مستعاراً ويستعدّ للسفر إلى النيجر، أن توقيع العقد “حصل مع ضباط من شركة سادات الأمنية”، مضيفاً أن هؤلاء “يتولون كل شيء، وتتم إجراءات الحماية والسفر عن طريقهم”.

وسادات هي مؤسسة للاستشارات الدفاعية، وسبق لواشنطن أن اتهمت الشركة عام 2020 بإرسال مقاتلين إلى ليبيا.

وبحسب المركز السوري للعدالة والمساءلة، فإن شركة سادات “مسؤولة عن النقل الجوي الدولي للمرتزقة بمجرّد عبورهم” من سوريا الى الأراضي التركية، الى كلّ من ليبيا وأذربيجان.

ومنذ العام 2020، أرسلت تركيا آلاف المقاتلين السوريين إلى ليبيا للقتال إلى جانب “حكومة الوفاق الوطني” التي تدعمها أنقرة في مواجهة حكومة موازية كما أرسلت سوريين ليحاربوا الى جانب أذربيجان في نزاعها مع أرمينيا في إقليم ناغورني قره باغ.

وقالت وزارة الدفاع التركية رداً على سؤال لفرانس برس حول هذا الموضوع، “كلّ هذه الادعاءات خاطئة ولا أساس لها من الصحة”.

كارثة نقل مقاتلين سوريين إلى النيجر.. لماذا يتم إرسالهم؟

 

بعد 13 عاماً من نزاع مدمّر، يقيم أربعة ملايين شخص، نصفهم نازحون من محافظات أخرى، في مناطق خارجة عن سيطرة الحكومة السورية في إدلب وأطراف محافظة حلب في شمال غرب سوريا، وسط ظروف اقتصادية صعبة ويعتمدون على المساعدات الإنسانية. وينضوي عشرات الآلاف من الشبان في صفوف فصائل جهادية.

ويوضح أحمد الذي يخلط في حديثه بين النيجر ونيجيريا، أنّه تبلّغ، على غرار ما أكد مقاتلون آخرون لوكالة فرانس برس، أن مهمته ستكون “الخضوع لتدريبات داخل قواعد حتى يعتاد المقاتلون على الأوضاع هناك وحماية معسكرات”، مضيفا “قد تحصل معارك” مع جهات يقول إنه يجهل هويتها.

مقتل أكثر من 50 سوريا في النيجر

واستولى الجيش على الحكم في النيجر منذ أواخر تموز/يوليو 2023 وأنهى اتفاقات أمنية ودفاعية مع دول غربية بينها فرنسا والولايات المتحدة.

وبرّر الجيش الانقلاب باحتواء هجمات دامية تشنّها تنظيمات جهادية، بينها مجموعات بايعت تنظيم الدولة الإسلامية وأخرى تنظيم القاعدة. لكن وتيرة الهجمات لم تتراجع.

وتبلّغ المرصد السوري معلومات عن مقتل نحو خمسين مقاتلاً سورياً في النيجر، غالبيتهم في هجمات شنتها مجموعات جهادية. إلا أنه تمكن من توثيق مقتل تسعة منهم فقط، أعيدت جثث أربعة منهم الى سوريا.

وقال مصدر في فصيل يقاتل عناصره في النيجر رافضاً الكشف عن هويته، إن هناك قرابة خمسين جثة موضوعة في برادات هناك وستعاد إلى سوريا في الأيام المقبلة.