المرأة السودانية تعاني في ظل الحرب الحالية

في الوقت الذي تعاني في المرأة السودانية، مع استمرار الحرب الدائرة بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان (دقلو)، تحتفل المرأة بيومها العالمي، وتسعى كل دولة لتسجيل ما تقدمه لتحسين حياة المرأة.

وتُلقي الحرب الجارية في السودان بتأثير مدمر على المدنيين، ولا سيما النساء اللاتي يخاطرن بالخروج من المنزل لتلبية احتياجات أسرهن وبالتالي يتعرضن للكثير من المخاطر منها احتمال فقدان حياتهن- وذلك حسب ما أكدته ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة في السودان، أدجاراتو فاتو ندياي.

كيف تواجه المرأة السودانية الصعوبات؟

من ناحيتها أكدت د. موّدة محمد، الطبيبة والناشطة السودانية، إن المرأة السودانية قادرة على تحقيق الإنجازات، مشيرة إلى أن النساء في السودان -تاريخيًَا- كان يُطلق عليهن “فتيات قندهار”، وذلك لأنهن كنّ يحكمن الدولة بعلمهن وقوتهن وحنكتهن، وكن قادرات على فعل أشياء بطرق استثنائية.

وأضافت في حوارها مع “أخبار الآن”، أن المرأة السودانية أيضًا قادرة على تجاوز المرحلة الحالية، وتحقيق إنجازات جديدة في ظل الوضع الراهن، وذلك في الداخل أو الخارج. لافتة إلى أنه يوجد الكثير من النماذج السودانية التي حققت نجاحات في مواقع ومجالات متعددة.

وتطرقت الناشطة السودانية، إلى “النساء اللاتي يتواجدن في دور الإيواء، ويعملن في مهن وبمهارات مختلفة لكسب لقمة العيش في ظل الوضع الراهن”.

وأوضحت أن “يوم المرأة العالمي يأتي ليذكرنا بأن المرأة في حاجة إلى مزيد من الدعم، وإيصال صوت المرأة السودانية إلى العالم”.

من لم يمت بالرصاص يموت جوعا

وأطلقت كيانات نسوية احتفالا باليوم العالمي للمرأة شعارات متباينة تعكس وضع النساء في السودان وما يتعرضن له من انتهاكات جسيمة وصلت حد الاعتداء الجنسي والاسترقاق.

ودشنت المجموعة النسوية السياسية المدنية (ميسم) حملة لإيصال المساعدات الانسانية إلى مناطق النزاع الواقعة تحت سيطرة طرفي الحرب الجيش والدعم السريع مبينة أن من لم يمت بالرصاص يموت جوعا لعدم وجود مسارات آمنة للإغاثة.

ويحتفل العالم الجمعة 8 مارس باليوم العالمي للمرأة تحت شعار “الاستثمارفي النساء: تسريع وتيرة التقدم” حيث يسلط الضوء على قلة الاستثمارات في مضمار تدابير المساواة بين الجنسين ويشجع على تخطي الصورة النمطية للمرأة وتهيئة البيئات لاحترامها.

واختارت حملة نساء ضد الظلم شعار (لسنا بخير كما الوطن) امتداد لسلسة نشاطها ضد تجويع الشعب السوداني وقالت العضو البارزة في الحملة نعمات كوكو لسودان تربيون ان اختيار هذا الشعار يوضح ان نساء السودان يواجهن فترة عصيبة وأنهن لسن بخير كما الوطن لضياع تاريخهن وتراثهن ونضالهن.

وقف النار في رمضان

وفي سياق منفصل، دعا مجلس الأمن الدولي الجمعة، إلى وقف “فوري” لإطلاق النار في السودان خلال رمضان مع تدهور الأوضاع في البلاد حيث بات ملايين الأشخاص مهددين بمجاعة.

وأيدت 14 دولة مشروع قرار اقترحته بريطانيا وامتنعت روسيا عن التصويت عليه، يدعو إلى “وقف فوري للأعمال العدائية قبل رمضان” ويطلب من “جميع أطراف النزاع البحث عن حل دائم عبر الحوار”.

كما يدعو طرفي النزاع إلى “السماح بوصول المساعدات الإنسانية في شكل كامل وسريع وآمن وبلا عوائق، بما في ذلك عبر الحدود وعبر خطوط المواجهة” ويحضهم على حماية المدنيين.

والخميس، وجه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال اجتماع للمجلس نداء إلى “جميع الأطراف في السودان لاحترام قيم رمضان من خلال وقف الأعمال العدائية”.

وأضاف غوتيريش “يجب أن يؤدي وقف الأعمال العدائية إلى إسكات الأسلحة بشكل دائم في كل أنحاء البلاد ورسم طريق ثابت نحو سلام دائم للشعب السوداني”، محذرا من الأزمة الإنسانية “ذات الأبعاد الهائلة” والمجاعة التي تلوح في الأفق.

إثر ذلك، أعلنت بريطانيا عن نقاشات حول مشروع قرار يتبنى هذه الدعوة.

وأدى القتال منذ 15 نيسان/أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، الرجل الثاني السابق في السلطة العسكرية، إلى مقتل آلاف السودانيين ونزوح نحو ثمانية ملايين آخرين.