قصف حزب الله جاء بعد ساعات من غارات استهدفت مواقع تابعة في شرق لبنان
أعلن حزب الله الإثنين قصفه قاعدة عسكرية إسرائيلية بعشرات الصواريخ، بعد ساعات من غارات استهدفته في شرق لبنان، للمرة الأولى منذ بدء التصعيد عند الحدود، وأوقعت قتيلين من صفوفه.
وطالت غارتان على الأقل، وفق ما أفاد مصدر أمني في لبنان وكالة فرانس برس، مبنى ومستودعا تابعين لحزب الله في محيط مدينة بعلبك، التي تعد المعقل الرئيسي للحزب في منطقة البقاع (شرق).
وقال حزب الله في بيان إن مقاتليه استهدفوا “مقر قيادة فرقة الجولان في نفح بستين صاروخ كاتيوشا” وذلك “رداً على العدوان على محيط مدينة بعلبك والاعتداءات على القرى والمنازل المدنية”.
وأكد الجيش الإسرائيلي من جهته لفرانس برس أن “عشرات الصواريخ” أطلقت من لبنان.
وجاء إطلاق الصواريخ بعد وقت قصير من نعي حزب الله مقاتلين من صفوفه، قال إن كلاً منهما “ارتقى شهيداً على طريق القدس” وهي عبارة يستخدمها لنعي عناصره الذين يقتلون بنيران إسرائيلية منذ بدء الحرب في غزة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في وقت سابق الإثنين استهداف مقاتلاته “مواقع تستخدمها منظومة الدفاع الجوي التابعة لحزب الله”، وذلك “رداً على إطلاق صاروخ أرض-جو نحو طائرة من دون طيار من نوع هيرمس 450 سقطت في وقت سابق” الإثنين.
وأعقب البيان الإسرائيلي إعلان حزب الله صباح الإثنين أن مقاتليه أسقطوا “مسيّرة إسرائيلية كبيرة من نوع هرمس 450 بصاروخ أرض جو فوق منطقة إقليم التفاح” الواقعة على بعد قرابة 20 كيلومتراً من الحدود.
وتعدّ الضربات الإسرائيلية على بعلبك أول استهداف إسرائيلي لحزب الله خارج نطاق الجنوب منذ بدء تبادل إطلاق النار بين الطرفين على وقع الحرب بين إسرائيل و حماس في قطاع غزة.
واقتصرت الغارات الإسرائيلية حتى الآن على مناطق حدودية أو في عمق الجنوب، باستثناء ضربة استهدفت في الثاني من كانون الثاني/يناير شقة في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، وأسفرت عن مقتل نائب رئيس المكتب السياسي لحماس صالح العاروري مع ستة من رفاقه.
وفي جنوب لبنان، استهدفت إسرائيل الإثنين سيارة في بلدة المجادل، الواقعة على بعد نحو 15 كيلومتر بخط مستقيم عن أقرب نقطة حدودية.
وقال مسعف في المنطقة إنه تم انتشال جثة قتيل، قبل أن ينعى حزب الله لاحقاً أحد مقاتليه.
وتعرضت بلدات عدة في جنوب البلاد لضربات إسرائيلية الإثنين، في وقت أعلن حزب الله في بيانات متلاحقة استهدافه العديد من المواقع وتجمعات لجنود إسرائيليين.
ومنذ اليوم التالي للهجوم غير المسبوق الذي شنّته حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، تشهد الحدود اللبنانية تصعيداً بين حزب الله وإسرائيل.
ويعلن حزب الله استهداف مواقع وأجهزة تجسس وتجمعات عسكرية إسرائيلية دعماً لغزة و”إسناداً لمقاومتها”.
ويردّ الجيش الإسرائيلي بقصف جوي ومدفعي يقول إنه يستهدف “بنى تحتية” للحزب وتحركات مقاتلين قرب الحدود.
ودفع التصعيد خلال أكثر من أربعة أشهر عشرات الآلاف من السكان على جانبي الحدود الى إخلاء منازلهم.
وفي لبنان، نزح أكثر من 89 ألفاً من بلداتهم خصوصاً الحدودية، في حين أسفر التصعيد عن مقتل 280 شخصاً على الأقل، بينهم 193 مقاتلاً من حزب الله و44 مدنياً، وفق حصيلة جمعتها فرانس برس.
وفي إسرائيل، أحصى الجيش مقتل عشرة جنود وتسعة مدنيين.
وأثار التصعيد خشية محلية ودولية من توسّع تبادل القصف عبر الحدود الى مواجهة واسعة بين حزب الله وإسرائيل، اللذين خاضا حرباً مدمرة صيف 2006.
ويكرر حزب الله التأكيد على أن وقف اسرائيل حربها في قطاع غزة هو وحده ما يوقف إطلاق النار من جنوب لبنان.
إلا أن إسرائيل قالت الأحد على لسان وزير الدفاع يوآف غالانت إن العمليات الإسرائيلية ضد حزب الله لن تتوقف، حتى وإن تم التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن في غزة.