الوضع في غزة مأساوي.. والجوع عدو أبناء القطاع
أعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 29606 منذ بدء الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وأكدت وزارة الصحة في بيان ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة “إلى 29606 شهيدا و 69737 إصابة” مشيرة إلى مقتل 92 شخصا على الأقل في الأربع والعشرين ساعة الماضية.
وواصل الجيش الإسرائيلي قصف قطاع غزة حيث تتزايد المخاوف من المجاعة بسبب نقص المساعدات الإنسانية الحيوية بعد أكثر من أربعة أشهر من الحرب بين إسرائيل وحماس.
وأدت الحرب إلى نزوح مئات آلاف الفلسطينيين ودفعت حوالي 2,2 مليون شخص، هم الغالبية العظمى من سكان قطاع غزة، إلى حافة المجاعة. وكتبت وكالة الأونروا على منصة “إكس”، “لم يعد بإمكاننا أن نغض الطرف عن هذه المأساة الإنسانية”.
يخضع إدخال المساعدات إلى غزة لموافقة إسرائيل، ويصل الدعم الإنساني الشحيح إلى القطاع بشكل رئيسي عبر معبر رفح مع مصر، لكن نقله إلى الشمال أصبح محفوفا بالمخاطر بسبب الدمار والقتال.
People in #Gaza are in extreme peril while the world watches on.
No one can claim “I did not know” as the images, footage and voices of unspeakable suffering continue.
We cannot turn a blind eye to this human tragedy any longer. pic.twitter.com/RislB5Ilr0
— UNRWA (@UNRWA) February 23, 2024
ويزداد الغضب في مخيم جباليا للاجئين حيث شارك العشرات في تحرك عفوي احتجاجا على ظروفهم المعيشية. وحمل طفل لافتة كُتب عليها “لم نمت من الغارات الجوية ولكننا نموت من الجوع”.
في المخيم، قال أحمد عاطف صافي لوكالة فرانس برس “نحن في حرب مجاعة”.
بدورها، قالت إحدى ساكنات مخيم “لا يوجد طحين ولا زيت ولا ماء شراب، الموت أحسن وأشرف”.
في جباليا أيضا، انتظر أطفال وهم يحملون حاويات بلاستيكية وأواني طهو بالية للحصول على القليل من الطعام إذا توافر. واضطر السكان في شمال قطاع غزة إلى تناول بقايا الذرة الفاسدة وأعلاف الحيوانات غير الصالحة للاستهلاك البشري وحتى أوراق الشجر لسد جوعهم.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن رضيعا عمره شهران يدعى محمود فتوح توفي بسبب “سوء التغذية”.
وحذّرت منظمة إنقاذ الطفولة (سايف ذا تشلدرن) الخيرية من أنه “من المتوقع أن يتزايد خطر المجاعة طالما استمرت حكومة إسرائيل في عرقلة دخول المساعدات إلى غزة” وكذلك الوصول إلى المياه والخدمات الصحية وغيرها.
قلق في رفح
من جانبه، ندد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك بـ”الحصار المفروض على غزة” من جانب إسرائيل والذي يمكن أن “يمثل استخداما للمجاعة وسيلة في الحرب” وهو ما يشكل “جريمة حرب”.
ويتزايد القلق يوما بعد آخر في رفح حيث يتكدس ما لا يقل عن 1,4 مليون شخص، نزح معظمهم من القتال، في حين يلوح شبح عملية برية واسعة النطاق يعد لها الجيش الإسرائيلي.
في ذلك اليوم، نفذت قوات من كتائب القسام الذراع العسكرية لحماس هجوما من غزة على جنوب إسرائيل أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 1160 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفق تعداد أجرته وكالة فرانس برس بناء على بيانات إسرائيلية رسمية.
كما احتجز خلال الهجوم نحو 250 رهينة تقول إسرائيل إن 130 منهم ما زالوا في غزة، ويعتقد أن 30 منهم لقوا حتفهم.
“لا مكان آمنا”
تعهدت إسرائيل القضاء على حماس التي تولت السلطة في غزة عام 2007 والتي تعتبرها، مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، “منظمة إرهابية”.
وبعد تنفيذ حملة قصف برية وبحرية وجوية على القطاع الضيق، شنّ الجيش الإسرائيلي هجوما بريا في شمال غزة في 27 تشرين الأول/أكتوبر وسعه جنوبا حتى مدينة خان يونس.
وأعلن الجيش السبت أن جنوده قتلوا “عشرات الإرهابيين” وعثروا على أسلحة ودمروا فتحة نفق في خان يونس التي تحولت إلى ساحة خراب.
وأعلنت المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن وقوع أكثر من 70 غارة خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة في دير البلح (شمال) وخان يونس ورفح ومدينة غزة وجباليا.
وقال حسن حمد قشطة بعد قصف دمر مبنى في رفح “كنت في الدار فوق حين سمعت انفجارا قويا، نزلت فوجدت السواد يلف كل ما حولي، لقيت شهداء وإسعاف… لا يوجد مكان آمن في قطاع غزة كله، نحن مستهدفون في كل مكان”.
رئيس الموساد في باريس
يبدي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عزمه على مواصلة الحرب حتى القضاء على حماس، وطرح على مجلس الوزراء الأمني المصغر خطة تنص خصوصا على الحفاظ على “السيطرة الأمنية” على القطاع الذي حكمته إسرائيل بين عامي 1967 و2005.
كما تنص على أن يتولى إدارة شؤون القطاع المدنية مسؤولون فلسطينيون لا علاقة لهم بحماس.
ولقيت الخطة رفضا من حماس والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية.
وأثارت انتقادات أيضا من الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل، التي أكد وزير خارجيتها أنتوني بلينكن مجددا معارضة بلاده لأي “إعادة احتلال إسرائيلي” لغزة.
في محاولة لكسر الجمود الدبلوماسي، تجري مفاوضات جديدة منذ الجمعة في باريس لمحاولة التوصل إلى هدنة يرافقها إطلاق سراح رهائن وأسرى، فيما يواصل أهالي الرهائن مطالبة الحكومة ببذل كل ما في وسعها من أجل إعادة ذويهم.
وقال مصدر غربي مطلع لوكالة فرانس برس إن “المناقشات استمرت” السبت، من دون إعطاء تفاصيل عن فحواها.
ووصل رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي ديفيد برنيع إلى العاصمة الفرنسية الجمعة رفق وفد تفاوض. وسبق أن التقى برنيع نظيريه الأمريكي والمصري ورئيس الوزراء القطري في باريس في نهاية شهر كانون الثاني/يناير.
وبحسب مصدر في حماس، تنص الخطة على وقف القتال ستة أسابيع وإطلاق سراح ما بين 200 و300 أسير فلسطيني مقابل 35 إلى 40 رهينة تحتجزهم حماس.