القمة العالمية للحكومات شكلت منصة لاستشراف وصناعة حكومات المستقبل.. والمناخ والذكاء الاصطناعي تصدرا اهتماماتها

على مدار 3 أيام دارت العديد من المناقشات الثرية ضمن أجندة “القمة العالمية للحكومات” التي تعتبر منصة جامعة استضافت في نسختها هذا العام في دبي، رؤساء دول وحكومات، وقادة أكثر من 80 منظمة دولية وإقليمية، و120 وفداً حكومياً، ونخبة من قادة الفكر والخبراء العالميين، وأكثر من 8 من العلماء الفائزين بجائزة نوبل، لبحث التوجهات المستقبلية العالمية الكبرى في أكثر من 110 جلسات رئيسة حوارية وتفاعلية، تحدث خلالها 200 شخصية عالمية، إضافة إلى أكثر من 23 اجتماعاً وزارياً وجلسة تنفيذية بحضور أكثر من 300 وزير.

وتمثل القمة العالمية للحكومات منصة دولية لاستشراف وصناعة حكومات المستقبل، وحاضنة لمجموعة من الجوائز العالمية الهادفة لتحفيز الابتكار والتميز في مختلف مجالات العمل الحكومي، من خلال جوائز القمة العالمية للحكومات.

وكانت لفعاليات هذه القمة اهتمام واسع للعديد من الملفات والقضايا، على رأسها التطور الرقمي، والذكاء الاصطناعي، واكتشافات الفضاء، والسياسيات المالية، والنظم التعليمية المبتكرة.

كما كان للمناخ حصّة أيضاً من اهتمامات القمة العالمية للحكومات، حيث أطلقت الإمارات صندوق “ألتيرّا” في COP28 برأسمال يبلغ 110 مليارات درهم كأكبر صندوق استثماري يركز على مواجهة تغير المناخ في العالم.

وقال المدير العام والممثل الخاص لرئاسة دولة الإمارات لمؤتمر الأطراف COP28، الرئيس التنفيذي لصندوق ألتيرّا الاستثماري، ماجد السويدي خلال جلسة حوارية في القمة العالمية للحكومات حملت عنوان “دور صندوق “ألتيرَّا” في تحفيز تمويل الاقتصاد المناخي الجديد”، أن هيكل الصندوق ونطاقه وحجمه وتركيزه على الابتكار والشراكات سيمكنه من تحفيز الأسواق الخاصة لإطلاق الاستثمارات المناخية، مع التركيز على إحداث تغيير جذري في الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية التي تعاني نقص الاستثمارات التقليدية نتيجة ارتفاع التكلفة والمخاطر في أنحاء العالم.

وأشار السويدي، إلى أن الصندوق، الذي يعتبر أكبر صندوق استثماري يركز على مواجهة تغير المناخ في العالم، يستهدف جمع وتحفيز نحو 920 مليار درهم (250 مليار دولار) من الاستثمارات بحلول عام 2030 لبناء اقتصاد مناخي عالمي جديد.

وأكد أن إطلاق الصندوق جاء لدعم خطة عمل رئاسة COP28 وجهود دولة الإمارات لتوفير التمويل المناخي بشكل كافٍ وميسَّر وبتكلفة مناسبة للجميع، وإزالة العراقيل التي تعيق الاستثمارات المناخية، خاصة في دول الجنوب العالمي التي هي بأمس الحاجة إليها.

القمة العالمية للحكومات.. أبرز ما تم مناقشته في قضايا المناخ ومستقبل الذكاء الاصطناعي

وقال: “إن تحويل الاقتصاد العالمي لكي يصبح مرنا ومحايدا مناخياً، يتطلب تحولاً في مشهد التمويل المناخي، وسيكون لـ “ألتيرّا” دور رئيسي في هذا التحوّل، حيث سيركز على حشد الاستثمار على نطاق واسع، وتحفيز الابتكار، ودعم جهود دولة الإمارات في إنشاء منظومة عالمية للتمويل الأخضر، وسيمكنه ربط المستثمرين بالأسواق ويضمن تدفق الأموال، بما يتماشى مع أهداف ’اتفاق الإمارات‘”.

الذكاء الاصطناعي

اعتبر ألكسندر كارب الرئيس التنفيذي لشركة Palantir Technologies، ورائد تحليلات البيانات وحلول البرمجيات أنه من المفيد التعمق في تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة التي كانت سباقة في فهم أهمية تبني وتطوير وتسخير تقنيات وبرمجيات الذكاء الاصطناعي والتعاون مع الدول والشركات العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي”.

وتوقع، في جلسة حوارية بعنوان “كيف نقرب المسافات بين الذكاء الاصطناعي والمجتمعات؟”، أن يؤدي تكييف تقنيات الذكاء الاصطناعي واعتمادها كنماذج وحلول وتطبيقات في مختلف القطاعات الاقتصادية، إلى تحولات هيكلية، تخلق رابحين وخاسرين على مستوى الدول والشعوب.

وقال كارب إن إنشاء وامتلاك وتشغيل نماذج اللغة المتقدمة والضخمة من بيانات الذكاء الاصطناعي ستجعل الأشخاص الذين يفهمونها ويطبقونها يفوزون، ويصبحون أقوى وأغنى بكثير من أولئك الذين “يغردون خارج السرب”.

القمة العالمية للحكومات.. أبرز ما تم مناقشته في قضايا المناخ ومستقبل الذكاء الاصطناعي

من ناحية أخرى، ناقشت جلسة بعنوان “كيف تنمي الحكومات المواهب في عصر الذكاء الاصطناعي؟” أهمية بذل الحكومات مجهوداً في تدريب الكوادر البشرية على التقنيات الحديثة وفي القلب منها الذكاء الاصطناعي، في سعيها لتنمية مواهب مواطنيها مع تسارع التطور التكنولوجي.

وأشار جافين بيكر، الشريك والرئيس التنفيذي للاستثمار في “أترايدز” إلى حرص دولة الإمارات على الاستفادة من كافة إيجابيات الذكاء الاصطناعي، في مختلف القطاعات التعليمية والطبية والتقنية والخدمات الحكومية المقدمة للجمهور، وغيرها، ما يجعلها بيئة مناسبة لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.

وأشاد بمكانة دولة الإمارات كبيئة جاذبة لتقنيات الذكاء الاصطناعي، وبسيرها بخطىً حثيثة نحو الاستفادة من إيجابيات هذه التقنية في مختلف المجالات.