أزمة المناخ وتأثيرها على البلدان العربية
تعد بلدان الشرق الأوسط، وخاصة الناطقة بالعربية، من بين دول العالم الأكثر تعرضاً للتأثيرات المتسارعة لتغير المناخ الذي يسببه الإنسان، بما في ذلك موجات الحر المتزايدة، وانخفاض هطول الأمطار، وموجات الجفاف الممتدة، والعواصف الرملية والفيضانات الأكثر شدة، وارتفاع معدلات الجفاف. مستويات البحر. لكن العواقب ستكون محسوسة بشكل غير متساو في جميع أنحاء المنطقة.
سوف تعاني البلدان الفقيرة بالموارد والتي تفتقر إلى القدرات التكيفية مثل البنية الأساسية، والتكنولوجيا، ورأس المال البشري والمادي، بشكل أكثر حدة، وخاصة مع مساهمة الانحباس الحراري العالمي في تدهور سبل العيش في المناطق الريفية وتعريض الأمن الغذائي للخطر. وستؤدي التأثيرات إلى تضخيم أوجه عدم المساواة الموجودة من قبل وعقود من السياسات الحكومية غير المستدامة، وخاصة تلك المتعلقة بإدارة المياه والأراضي.
وفي المقابل، فإن الدول الأكثر ثراءً والمصدرة للنفط مجهزة بشكل أفضل لتحمل الصدمات المناخية من خلال تدابير مثل تحلية المياه، والاستثمار في المشاريع الزراعية خارج الشرق الأوسط غالبا، واستيراد المواد الغذائية.
ومع ذلك فإن قدرة هذه الدول على الصمود في الأمد البعيد، والتي تعتمد على توزيع ريع الهيدروكربونات على مواطنيها في هيئة إعانات دعم ووظائف وفوائد اجتماعية، سوف تخضع للاختبار في ظل الضغوط المالية التي يفرضها التحول العالمي إلى الطاقة الخضراء.
يشكل هذا التحول محور تعهدات وخطط هذه الدول بشأن الطاقة المتجددة، واحتجاز الكربون، وتصدير الهيدروجين النظيف. ولكن في غياب التغييرات في هياكل الحوافز الأساسية في هذه الدول من خلال إصلاحات اقتصادية وتنظيمية وسياسية أكثر شمولا، فإن جدوى مثل هذه الخطط تظل موضع شك.
فيما أصدرت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، التابعة للأمم المتحدة، تقريرا مقلقا بشأن تأثير التغير المناخي على بعض بقاع الأرض، والذي أكد أن بعضها باتت مهددا بالزوال.
وبحسب موقع “يورو نيوز“، فإن بعض الدول حول العالم مهددة بالزوال لأسباب مختلفة، لكنها جميعها مرتبطة بالتغير المناخي الذي تشهده الأرض، ومنها الظروف الجوية القاسية، وارتفاع منسوب مياه البحر والفيضانات والجفاف.
ترتيب الدول العربية من الأكثر عرضة لمخاطر الكوارث بسبب تغير المناخ (CNN):
السودان
وضع الجفاف السودان، قبل خمس سنوات، أمام “حالة طوارئ معقدة بشكل هائل” بسبب عدم انتظام إمدادات المحاصيل.
من فيضانات السودان في 2023 (غيتي)وعانى السودان من الجفاف لفترة طويلة، امتدت لغالبية القرن العشرين، ما خلق تراجعا في المحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية.
مصر
أما في مصر، سيعاني مناخها الجاف بالفعل من ضغوط بيئية إضافية، بما في ذلك درجات الحرارة القصوى، والأمطار غير المنتظمة، وارتفاع مستويات سطح البحر وهبوط الأرض، والفيضانات الساحلية، وتآكل الشواطئ، وتدهور ملوحة التربة، والجفاف المستمر.
ستبني هذه التأثيرات المتداعمة على بعضها البعض، مما يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وإعاقة الأمن الغذائي، وتشريد السكان المعرضين للخطر، وزعزعة استقرار الاقتصاد المصري. ولذلك فإن تغير المناخ سيفرض ضغوطا إضافية على السكان غير المستقرين بالفعل وسيدفع مجموعات أخرى إلى مستويات غير مسبوقة من الضعف. كما أن الجهود الرامية إلى التكيف مع المناخ المتغير سوف تفرض ثمناً باهظاً، مما يفضح أوجه القصور القائمة في الإدارة ويؤدي إلى تفاقم العجز.
ومع تفاقم الأعباء الناجمة عن تغير المناخ على قدرة الدولة، سيصبح الأمر أكثر إلحاحا بالنسبة للبلاد لاتخاذ تدابير استباقية. ولذلك تحتاج مصر إلى تسريع جهودها في مجال إدارة المناخ إذا كانت تأمل في تحقيق استقرار اقتصادها وحماية سكانها المعرضين للخطر.
العراق
بالنسبة للعراق، يعيق تغير المناخ التعافي الاقتصادي للمجتمعات المتضررة من النزاع ويعجل بمخاطر النزوح الثانوي، حيث يعاني 60 في المائة من المزارعين من نقص المياه وانخفاض إنتاجية المحاصيل، وفقاً لتقرير جديد نشره المجلس النرويجي للاجئين (NRC).
وقال أنتوني زيليكي، المدير القطري المؤقت للمجلس النرويجي للاجئين في العراق: “إن مناخ العراق يتغير بشكل أسرع مما يستطيع الناس التكيف معه”. “بالنسبة لـ 1.2 مليون شخص ما زالوا نازحين بسبب الصراع، والملايين الذين عادوا إلى ديارهم أو أعيد توطينهم أو نقلهم، فإن الجفاف الشديد يعوق التعافي من سنوات الصراع، ويقوض المكاسب التي تحققت بشق الأنفس في سبل العيش وتأمين الدخل.”