10 بالمائة من الأطفال تحت 13 سنة يتعاطون المخدرات في تونس

تعتبر مشكلة تعاطي المخدرات قضية هامة في مجتمعات متعددة، وتونس ليست استثناءً إذ يتأثر الشبان والشابات بتحديات عديدة قد تدفعهم نحو تجربة المخدرات. من أجل التصدي لهذه المشكلة، يعتمد الحل على مجموعة من العوامل، بما في ذلك التوعية، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي، وتعزيز الفرص التعليمية والوظيفية للشباب.

أكد رئيس الجمعية التونسية للوقاية من تعاطي المخدرات عبد المجيد الزحاف، أنّ 10% من الأطفال في تونس الذين يبلغ سنّهم أقل من 13 سنة استعملوا المخدرات، مضيفًا أنّه في سنة 2022، 16% من الأطفال يعترفون بأنهم يشترون “الزطلة” (القنب الهندي) أو المواد المخدرة بسهولة تامة، وفقه.

وتابع الزحاف، أنّ ما لا يقل عن 5% من الأطفال استعملوا المواد الطيّارة (المواد اللاصقة والطلاء..) مشددًا على أنّ الاستهلاك في تصاعدٍ كبير للغاية، إذ أنّ ثلث الأطفال في تونس بين 15 و17 سنة، أي 31% من الأطفال الذين يتعاطون المخدرات في الإعدادية استعملوا المخدرات ولو لمرة واحدة، وفق وصفه.

ونبّه عبد المجيد الزحاف من خطورة هذه الظاهرة، خاصة وأنّ الأرقام في ازدياد يومًا بعد يوم، وقال إنّ “الزطلة” القنب الهندي منتشرة بشكل كبير، وهناك رواج لأقراص المنومات والمهدئات التي يصفها المعالجون النفسيون، فضلًا عن أنّ المخدرات عن طريق الحقن أصبح أمرًا شائعًا لدى الأطفال أيضًا، بما يشكل خطرًا من انتقال أنواع عدة من الأمراض، من بينها الإيدز.

خبير يطلق صيحة فزع.. تفاقم أعداد أطفال تونس الذين يقبلون على استهلاك المخدارات

وأرجع رئيس الجمعية التونسية للوقاية من تعاطي المخدرات، هذه الظاهرة إلى عديد العوامل، من بينها سن المراهقة وأصدقاء السوء، متحدثًا عن أنّ العائلة أهملت نوعًا ما تربية أطفالها، بالشكل الذي يدفع الطفل إلى اللجوء للإدمان لتجاوز مشاكل عائلية كالطلاق مثلًا.

وأوضح الزحاف أنه للوصول إلى الإدمان، هناك جملة من العوامل التي تمهّد لذلك، من بينها التركيبة النفسية والبيولوجية والجينية التي تجعل الطفل معرضًا أكثر من غيره لذلك، بالإضافة إلى نوع المخدر، والمحيط الذي يعيش فيه.

وقال عبد المجيد الزحاف إنّ الدخول إلى عالم المخدرات سهل لكن الخروج منه هو الصعب جدًا، متحدثًا عن قيام الجمعية بتوعية 60 مربيًا في اختصاص علوم الحياة والأرض الأسبوع الفارط، الذين سيقدمون في حصصهم أيضًا مداخلات توعوية من مخاطر المخدرات، وأنّ هذا النشاط سيتكررمع دفعات أخرى من المربّين.

يذكر أنّ رئيسة الجمعية التونسية لاضطرابات التعلم بصفاقس والأخصائية النفسانية فايزة العباسي، كانت قد أكدت في جوان/يونيو 2023، بأن نسبة استهلاك المواد المخدرة في صفوف التلاميذ في تونس ارتفعت بشكل كبير.

وأفادت، خلال ندوة صحفية بقصر بلدية صفاقس، وقتها، بأن المعهد الوطني للصحة قام بمسح سنة 2021 وتم نشره سنة 2023، شمل 6200 تلميذ تتراوح أعمارهم بين 16 و18 سنة من مختلف ولايات الجمهورية، أظهر أن استهلاك مادة “الزطلة” الأكثر شيوعًا لدى التلاميذ، تضاعف 5 مرات ما بين 2013 و2021، بارتفاعه من 1.4% إلى 7.9%، وفقها.

وذكرت العباسي أن هذا المسح أظهر أن 9.6% من مستهلكي الزطلة من التلاميذ انطلقوا في استهلاكها قبل أن يصلوا سنّ الـ13، وأن 16.2% لا يجدون صعوبة في الحصول على هذه المادة، حسب تأكيدها.