إدخال 200 شاحنة يوميًا من مصر إلى غزة

كشف ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، الجمعة، تفاصيل تتعلق باتفاق الهدنة بين إسرائيل وحماس، ودخول المساعدات إلى غزة.

وأكد “رشوان” أن اتفاق الهدنة سيبدأ صباح الجمعة في الساعة السابعة صباحًا بتوقيت غزة، وذلك بعد توافق الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي على بنودها التفصيلية، برعاية مصرية وقطرية وأمريكية

‏وأضاف رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، أنه في إطار اتفاق الهدنة “سيتم يوميا دخول 130 ألف لتر سولار، وأربع شاحنات من الغاز من مصر إلى قطاع غزة”.

وتابع: “كما سيبدأ تدفق المساعدات الإنسانية من مصر إلى قطاع غزة، فور بدء سريان اتفاق الهدنة، حيث سيتم إدخال عدد 200 شاحنة يوميًا، محملة بالمواد الغذائية والأدوية والمياه وذلك للمرة الأولى منذ خمسين يوما”.

وأوضح أنه “بالتزامن مع سريان الهدنة، ستواصل مصر استقبالها لمجموعات من الجرحى والأطفال المصابين من أبناء غزة، لعلاجهم بالبلاد”.

مع بدء الهدنة.. ما الذي ستقدمه مصر إلى غزة؟

وأشار إلى أنه “سيتم استقبال الراغبين من الأجانب ومزدوجي الجنسية المحتجزين بقطاع غزة، وتسهيل سفرهم للدول التي يحملون جنسياتها”.

وأوضح قائلا: “للمرة الأولى منذ بدء النزاع، سيتم السماح من الجانب المصري ببدء دخول العالقين الفلسطينيين بالبلاد، إلى قطاع غزة بناء على رغبتهم”.

70% من إجمالي المساعدات

وفي السياق، قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، إنه “لا تهجير للفلسطينيين في قطاع غزة إلى مصر“. مضيفًا أن موقف مصر “حاسم في رفض مخططات تهجير الفلسطينيين سواء من غزة أو الضفة لمصر والأردن”.

وشدد الرئيس المصري، خلال فعالية جماهيرية للتضامن مع الفلسطينيين في استاد القاهرة، الخميس، على أن “التهجير خط أحمر، لم ولن نقبل أو نسمح به”. في حين قال إن “بلاده لم ولن تغلق أبداً معبر رفح الحدودي أمام المساعدات الإنسانية لقطاع غزة”.

وحذرت مصر مراراً منذ بداية الأزمة في قطاع غزة عقب عملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، من خطورة دفع سكان غزة إلى مغادرة أراضيهم نحو سيناء.

وأعرب الرئيس المصري في أكثر من مناسبة عن رفض بلاده “التهجير القسري” لسكان غزة.

وفي استعراض عسكري لإحدى فرق الجيش المصري الشهر الماضي، حذر السيسي من خطورة المساس بالأمن القومي المصري، مؤكداً أنه “لا تهاون في حماية الأمن القومي لمصر”.

وشهدت احتفالية بعنوان “تحيا مصر… استجابة شعب تضامناً مع فلسطين” احتشاد آلاف من المصريين، رافعين أعلام مصر وفلسطين على وقع أغانٍ وطنية، فيما اصطفّت عشرات الشاحنات التي تُقلّ مساعدات إنسانية أمام الاستاد قبيل انطلاقها إلى معبر رفح.

وفي كلمته خلال الفعالية، حذَّر الرئيس المصري من أن القضية الفلسطينية تواجه “منحنى شديد الخطورة والحساسية” في ظل ما سمّاه “تصعيداً غير محسوب وغير إنساني”، قائلاً إن التصعيد اتخذ “منهج العقاب الجماعي وارتكاب المجازر وسيلة لفرض واقع على الأرض وتهجير الشعب والاستيلاء على الأرض”.

وذكر السيسي أن “القاهرة أدخلت 12 ألف طن من المساعدات عبر 1300 شاحنة، منها 8400 طن قدَّمتها مصر، بما يمثل 70 في المائة من إجمالي المساعدات”.

وقال: “كنا على قدر المسؤولية، ونتحرك لنخفِّف عن أهلنا في القطاع بالمساعدات”، لافتاً إلى أن مصر “تسعى لإدخال أكبر كميات من المساعدات للتخفيف عن أكثر من مليونَي فلسطيني تحت الحصار”.

بدوره أعلن “التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي” في مصر، الخميس، انطلاق قافلة مساعدات جديدة تضم أكثر من 500 شاحنة جديدة مُحملة بالأدوية والمواد الغذائية والملابس والأغطية بإجمالي وزن 8950 طناً من المساعدات الموجهة إلى فلسطين، من أمام استاد القاهرة متوجهةً إلى معبر رفح لتسليمها للجانب الفلسطيني، وذلك بمشاركة ما يزيد على 15 ألف متطوع.

في غضون ذلك قال السيسي إن “بلاده لم ولن تغلق أبداً معبر رفح الحدودي أمام المساعدات الإنسانية لقطاع غزة”، مشيراً إلى أن “المعبر من الجانب الفلسطيني قصفته القوات الإسرائيلية أربع مرات”.

ولفت إلى أن “مصر بذلت جهوداً صادقة ومكثفة للحيلولة دون التصعيد لهذه الحرب؛ وذلك على المستويات كافة، إذ قامت مصر سياسياً بعقد أول قمة دولية في القاهرة بمشاركة دولية وإقليمية واسعة من أجل الحصول على إقرار دولي بـ(ضرورة وقف هذا الصراع وضمان تدفق المساعدات الإنسانية لقطاع غزة)”.

واستضافت العاصمة الإدارية الجديدة بمصر، الشهر الماضي، قمة السلام التي دعا لها السيسي.

وأكد الرئيس المصري حينها أن “تصفية القضية الفلسطينية دون حل عادل لن يحدث، وفي كل الأحوال لن يحدث على حساب مصر أبداً”.

كما دعت القمة العربية – الإسلامية التي أُقيمت في الرياض الشهر الجاري، إلى “كسر حصار غزة، وفرض إدخال قوافل مساعدات إنسانية عربية وإسلامية ودولية تشمل الغذاء والدواء والوقود إلى القطاع بشكل فوري”.

وحث السيسي خلال كلمته على “ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار والعودة لطاولة المفاوضات للوصول إلى سلام عادل وشامل وقائم على إقرار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية”.

وأضاف أن “الجهود المصرية المشتركة مع الولايات المتحدة الأمريكية والأشقاء القطريين تكللت بالوصول لاتفاق هدنة إنسانية لمدة أربعة أيام قابلة للتمديد، وآمل أن يبدأ تنفيذها في الأيام القادمة دون تأخير أو تسويف”.