خبير اقتصادي لأخبار الآن: المواطن التونسي ينظر لمشاكله اليومية على أنها رخاء مقارنة بما يعيشه الناس في غزة

ينشغل التونسيون بشكل كبيرة بأحداث غزة الأخيرة حتى أن الاعلام التونسي أعلن حالة طوارئ إعلامية أي قرر أنه سيركز بشكل كبير على ما يحدث في فلسطين ونتيجة لذلك تناسى المواطنون في تونس بشكل كبير التحديات التي تواجهها بلادهم وللحديث أكثر عن هذا الموضوع تواصلت أخبار الآن مع الخبير الاقتصادي بسام النيفر الذي قال: “أحداث في القطاع الفلسطيني استحوذت على اهتمام التونسيين في الفترة الحالية على حساب مشاكلهم الداخلية، كان الناس معتادين على خوض نقاشات كبرى حول قانون المالية والمشاكل الاقتصادية التي تعصف بالدولة في هذه الفترة من السنة”.

وأضاف: “طغت النقاشات حول القضية الفلسطينية في تونس على النقاشات حول مشروع قانون الموازنة للعام المقبل الذي بدأ البرلمان في مناقشته رغم تأثير أحكامه على الواقع المعيشي للتونسيين في المرحلة القادمة”.

ومؤخراً شرعت لجان مجلس نواب الشعب في مناقشة مشروع موازنة 2024 التي تقدر بنحو 77.8 مليار دينار (حوالي 24.4 مليار دولار)، بينها 28 مليار دينار (9 مليارات دولار) يفترض تعبئتها عن طريق القروض، أكثر من 5 مليارات دولار منها من الخارج.

خبير اقتصادي لأخبار الآن: أحداث غزة طغت على المشاكل الاقتصادية التي تعصف بتونس

ووفق مشروع موازنة العام المقبل من المتوقع أن يزيد الإنفاق العام بنسبة 9% مقارنة بموازنة العام الجاري، كما تتجه نية السلطات نحو مواصلة دعم المحروقات والطاقة بمخصصات تبلغ 7.086 مليارات دينار (حوالى 2.2 مليار دولار) مقابل نحو 7.030 مليارات دينار خلال العام الحالي، إلى جانب دعم للغذاء الأساسي بقيمة 2.6 مليار دينار.

وأضاف الخبير في هذا الإطار: “هناك العديد من المشاكل الكبيرة في الدولة لكن القضية الفلسطينية حاليا طغت على كل ذلك وأصبح المواطن ينظر للصعوبات الاقتصادية والغلاء وأزمة التزود بالمواد الغذائية والدواء في بلاده على أنها مشاكل لا قيمة لها وهي نوع من الرخاء مقارنة بما يعانيه الفلسطينيون حاليا وبالتالي المواضيع الاقتصادية وحتى السياسية المثيرة للجدل في العادة لم يعد أحد يتحدث عنها”.

وأشار الخبير إلى أنّ الحروب والأزمات الدولية تنسي الشعوب عادة أزماتهم الداخلي، نظراً لتأثيراتها المباشرة وغير المباشرة على مناطق النزاع أو المناطق المحيطة بها.

هذا وقام التوانسة بعدد كبير من المبادرات المساندة لفلسطين إما عن طريق جمع التبرعات أو عن طريق مساعدة الطلبة الفلسطنيين الموجودين في داخل البلاد والذين انقطعت عنه الإمدادت المالية بسبب الحرب أو حتى عن طريق الخروج في المسيرات المؤيدة لفلسطين التي أصبحت عادة يومية للتونسيين.

وفي آخر تطورات الحرب في القطاع الفلسطيني فإن حصيلة القتلى في القطاع ارتفعت بسبب الغارات الإسرائيلية منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر إلى 8306 فلسطينيا، بينهم 3457 طفلا، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس، الاثنين.

ولا يزال ما يقدر بنحو 1700 شخص محاصرين تحت الأنقاض، بحسب أسوشيتد برس، إذ تعرقل الغارات الجوية الإسرائيلية عمال الدفاع المدني وتعرض أفراده للخطر، وقد قُتل أحدهم خلال مهمة إنقاذ، الجمعة.