مخيم اليرموك.. يواجه تهميش النظام السوري والفقر والعنف

يقع المخيم على بُعد أكثر من سبعة كيلومترات جنوب دمشق، وتبلغ مساحته نحو كيلومترين مربعين، وألحقته محافظة دمشق بها إدارياً خلال سنوات الحرب، بعدما كانت تديره منذ ستينات القرن الماضي “لجنة محلية” بشكل مستقل.

وشهد مخيم اليرموك دمارًا كبيرًا خلال عمليات القصف الجوي والصاروخي التي شنّها النظام السوري عام 2018، حيث تحوّل حينها إلى سابع أكبر نقطة دمار في سوريا خلال الحرب وفق مسحٍ أجرته وكالة الأمم المتحدة للتدريب والبحث عام 2019.

النظام السوري قام بتغيير اسم مخيم اليرموك في العاصمة دمشق إلى شارع اليرموك.

كيف يبدو مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سوريا؟

وإضافة إلى تغيير اسم المخيم، قامت محافظة دمشق التابعة للنظام بإزالة جميع الرموز الفلسطينية من المنطقة، بعد الانتهاء من ترميم معظم شوارع المخيم وإعادة تأهيلها.

واعتبر أهالي المخيم هذه الخطوة “محاولة لطمس هوية المخيم”، ودليلًا على التوجّه لتمييع فكرته، فعلى الرغم من ترويج النظام للقيام بمشاريع في المخيم إلا أنّ عجلة الحياة فيه شبه متوقفة.

أما عن الناحية الأمنية، فإنّ المخيم يشهد عمليات سرقة ونهب وُصِفت بالمنظمة من قبل قوات النظام، والمجموعات الموالية لها.

 

 

 

وكان عدد سكان المخيم من اللاجئين الفلسطينيين قبل عام 2011 يصل إلى نحو 144 ألف شخص حسب موسوعة المخيمات الفلسطينية، وهو واحد من ثلاثة مخيمات غير رسمية في سوريا.

وبلغ عام 2018 نحو 160 ألف لاجئ فلسطيني، كثير منهم لاجئون منذ حرب 1948.

في مايو 2018، سيطرت قوات النظام مجدداً بشكل كامل على منطقة الحجر الأسود ومخيم اليرموك، عقب سيطرة فصائل المعارضة المسلحة، ومن ثم داعش وهيئة تحرير الشام أواخر عام 2012، تمت استعادة

اليرموك بعد عملية عسكرية عنيفة أدت إلى تدمير 80 في المئة من الأبنية السكنية في المخيم، وتهجير مئات الآلاف من السكان إلى داخل أو خارج سوريا.

كيف يبدو مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سوريا؟

ووثقت “مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا” مقتل 4214 لاجئاً فلسطينياً في سوريا، منذ عام 2011.

أكدت المجموعة في تقرير صدر عام 2018 أن مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق يشهد تدهوراً حاداً بالوضع الصحي والبيئي والغذائي ويهدد حياة الأطفال والشيوخ والنساء المحاصرين داخل المخيم .
وأشار التقرير إلى أن مخيم اليرموك شهد خلال الأشهر الأولى من 2018 تدهوراً متسارعاً في الوضع الصحي حيث أصيب العشرات من أبناء المخيم بأمراض متعددة يتعلق معظمها بأمراض الكبد والكلية.

وأفاد أن جميع مستوصفات ومشافي المخيم مازالت متوقفة عن العمل بسبب نفاد المواد الطبية وعدم تواجد الكوادر الطبية بسبب استمرار حواجز قوات نظام الأسد والمليشيات المسلحة الداعمة لها فرض

حصارها المشدد على آلاف مدنيين منذ منتصف عام 2013 والذي راح ضحيته أكثر من 200 لاجئا قضوا بسبب نقص التغذية والرعاية الطبية.

وأكد التقرير أن أحياء مختلفة داخل اليرموك تشهد انتشار مرض الحمى التيفية (التيفوئيد) واليرقان بشكل كبير بين الأطفال والمسنين نتيجة الحصار المفروض على الأهالي وبسبب شرب مياه الآبار الملوثة والتي تفتقر للمعايير الصحية.

كيف يبدو مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سوريا؟

سكان مخيم اليرموك ينتظرون للحصول على المساعدات الإنسانية التي تقدمها الأونروا- الصورة تعود لفبراير 2014- غيتي

وحتى عام 2023 لم يتغير حال مخيم اليرموك وعلى الرغم من صدور قرارات رسمية بإعادة نازحي مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين الواقع جنوب دمشق إلى منازلهم، وتوجيهات بالإسراع في إعادة الخدمات

الأساسية إليه، فإن الحياة فيه لا تزال مستحيلة، بسبب بطء الحكومة في إعادة تأهيله، واقتصار الأمر على جزء صغير منه.

ويذكر الأهالي في المخيم أن أكثر من 6 آلاف عائلة تقدمت بطلبات العودة، لكن «الموافقات الأمنية» الخاصة بذلك لم يتم منحها سوى لمئات معدودة، مقدرين أن عدد العائلات الموجودة لا يتجاوز 500 عائلة.