الجيش الإسرائيلي يواصل توجيه ضربات في قطاع غزة تستهدف حماس

يتعرض شمال قطاع غزة منذ مساء الجمعة لقصف إسرائيلي كثيف “هو الأعنف” منذ بداية الحرب الأخيرة، وذلك على ما أظهرت لقطات مباشرة بثتها وكالة فرانس برس وحركة حماس الفلسطينية.

بدورها تحدثت خدمة نت بلوكس NetBlocks المعنية بمراقبة الاتصال بالإنترنت، عن “انهيار الاتصال في قطاع غزة”، وأوضح صحافيو وكالة فرانس برس في قطاع غزة أنهم لا يستطيعون التواصل إلا في المناطق التي تتوافر فيها الشبكة الإسرائيلية.

 

 

وبدأت الضربات الإسرائيلية على القطاع في السابعة مساءاً بالتوقيت المحلي وظلت متزاصلة لبعد ساعة من ذلك.

وقال مكتب الإعلام الحكومي في غزة إن “سلطات الاحتلال الإسرائيلي قطعت الاتصالات ومعظم الانترنت بالكامل لارتكاب مجازر”، مضيفا أن الجيش الإسرائيلي يقوم “بقصف انتقامي دموي من الجو والبر ومن البحر، وهو الأعنف منذ بدء الحرب على مدينة غزة ومخيم الشاطئ وكافة مناطق شمال القطاع”.

وقال الجيش الإسرائيلي لوكالة فرانس برس إنه “يواصل توجيه ضربات في قطاع غزة” مستهدفا حركة حماس التي تسيطر على القطاع.

وأكد الجيش الإسرائيلي أنه كثف ضرباته “في شكل كبير جدا” مساء الجمعة على غزة، وأعلن أنه “سيوسّع” عملياته البرية في القطاع. وقال المتحدث باسم الجيش دانييل هاغاري إن القوات “ستواصل ضرب مدينة غزة وضواحيها”.

وطالبت حماس في بيان الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي بتحمل المسئولية والتحرك الفوري لوقف الجرائم ومسلسل المجازر بحق الشعب الفلسطيني.

وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني عبر منصة إكس “انقطعنا عن الاتصال بشكل كامل عن غرفة العمليات في قطاع غزة في ظل قطع سلطات الاحتلال للاتصالات والإنترنت بشكل كامل”.

وأضاف الهلال الأحمر الفلسطيني أن هذا الأمر “يؤثر على خدمة الاتصال المركزي 101 ويعوق وصول سيارات الاسعاف إلى المصابين والجرحى”، معربا عن “القلق الشديد” بشأن قدرته على الاستمرار في تقديم الرعاية في ظل هذه الظروف، وكذلك عن قلقه على سلامة موظفيه.

إطلاق صواريخ نحو الأراضي الإسرائيلية

وردا على القصف، أعلنت حركة حماس أنها أطلقت مساء الجمعة “رشقات صاروخية” في اتجاه إسرائيل، وقالت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس عبر تلغرام “إطلاق رشقات صاروخية في اتجاه الأراضي المحتلة ردا على المجازر بحق المدنيين” الفلسطينيين.

وذكرت وسائل إعلام إٍسرائيلية أن الصواريخ أطلقت باتجاه تل أبيب ووسط إسرائيل وشمال الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، وسمع أحد صحافيي وكالة فرانس برس دوي انفجارات قوية في منطقة رام الله في الضفة الغربية، كما دوت صفارات الإنذار في مدينتي عسقلان وسديروت في جنوب إسرائيل قرب قطاع غزة.

الجيش الإسرائيلي “يوسع عملياته البرية” في غزة

قال كبير المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة إن القوات الجوية والبرية الإسرائيلية تكثف عملياتها، وقال الأميرال دانييل هاغاري في مؤتمر صحفي بثه التلفزيون: “بالإضافة إلى الهجمات التي نفذت في الأيام القليلة الماضية، توسع القوات البرية عملياتها الليلة”.

وقال الجيش الإسرائيلي لوكالة فرانس برس إنه “يواصل توجيه ضربات في قطاع غزة” تستهدف حركة حماس الفلسطينية التي تسيطر على القطاع.

وفي مواجهة الضربات الإسرائيلية، دعت حماس العالم إلى “التحرك الفوري” لوقف “القصف الجوي والبري ومن البحر”، بينما أكدت أنها “جاهزة” في حال وقوع هجوم بري إسرائيلي.

كما أعلنت الحركة إطلاق “رشقات صاروخية” على إسرائيل.

ومساء الجمعة، كانت السماء فوق قطاع غزة حمراء وبرتقالية جراء الانفجارات والنيران الناتجة من الغارات، بحسب لقطات مباشرة لفرانس برس.

الجمعية العامة للأمم المتحدة تطالب بـ”هدنة إنسانية فورية” في قطاع غزة

وفي نيويورك، طالبت الجمعية العامة للأمم المتحدة الجمعة في قرار أقر بالغالبية “هدنة إنسانية فورية”.

ورغم أن قرار الجمعية العامة غير الملزم إلا أن إسرائيل والولايات المتحدة انتقدتاه لعدم إشارته إلى حركة حماس.

وأيد القرار على وقع التصفيق 120 عضوا وعارضه 14 فيما امتنع 45 عن التصويت، من أصل 193 عضوا في الجمعية العامة.

وسارع السفير الإسرائيلي لدى المنظمة الدولية جلعاد أردان إلى التنديد بالقرار، قائلا “إنه يوم مظلم للأمم المتحدة والإنسانية”، مؤكدا أن إسرائيل ستواصل استخدام “كل السبل” المتاحة لها بهدف “إنقاذ العالم من الشر الذي تمثله حماس” و”إعادة الرهائن” الذين تحتجزهم الحركة الفلسطينية في القطاع.

من جهتها، رحبت حماس بقرار الجمعية العامة الذي طالب بهدنة إنسانية فورية.

وقبيل التصويت على القرار، حذر وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي عبر منصة إكس من أن شن إسرائيل هجوما بريا على قطاع غزة سيؤدي إلى “كارثة إنسانية ذات أبعاد تمتد لسنوات”.

وفي وقت سابق الجمعة، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أنه “بدون تغيير جوهري، فإن سكان غزة سيتكبّدون وابلاً غير مسبوق من المآسي الإنسانية”.

بدوره، قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني الجمعة من القدس “سيموت كثير من الأشخاص قريباً، جراء تداعيات الحصار المفروض على قطاع غزة”، مضيفا أن “الخدمات الأساسية تنهار والأدوية تنفد والمواد الغذائية والمياه كذلك، كما بدأت شوارع غزة تفيض بمياه الصرف الصحي”.

يأتي ذلك فيما أعربت الأمم المتحدة الجمعة عن قلقها من أنّ “جرائم حرب” قد تكون ترتكب في النزاع بين إسرائيل وحركة حماس، من الجانبين.

قصف غير مسبوق وقطع للاتصالات وتحركات برية.. ما الذي يحدث في غزة؟

وفي تمهيد لاجتياح بري تلوّح به إسرائيل منذ بدء الحرب، ينفذ الجيش الإسرائيلي منذ 3 أيام توغلات بقواته البرية تدعمها طائرات على أطراف قطاع غزة، واتهم حماس بـ”شن حرب” من المستشفيات واستخدام السكان كدروع بشرية، ونفت حماس على الفور هذه الاتهامات الإسرائيلية في بيان لها.

وقُتل في قطاع غزة أكثر من 7326 شخصا، معظمهم مدنيون، وبينهم نحو 3038 طفلاً، حسب وزارة الصحة الفلسطينية.

وفي الجانب الإسرائيلي، قتل 1400 شخص معظمهم مدنيون قضوا في اليوم الأول من هجوم حركة حماس، وفق السلطات الإسرائيلية.

ووفقا للجيش، تحتجز حماس 229 رهينة، وهم إسرائيليون مزدوجي الجنسية وأجانب، وقد أفرجت الحركة خلال الأسبوع الماضي عن أربع نساء.