خبير لأخبار الآن: مشاركة “إيغاد” في المفاوضات يعني مزيدا من الضغط على الأطراف السودانية
منذ الـ15 من أبريل أدى النزاع بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان ونائبه السابق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو إلى سقوط أكثر من 9 آلاف قتيل، وفق حصيلة للأمم المتحدة، ونزوح أكثر من 5,6 ملايين شخص داخل البلاد أو إلى دول مجاورة.
وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان أوردته وكالة الأنباء الرسمية (واس) “ترحب المملكة العربية السعودية باستئناف المحادثات بين ممثلي القوات المسلحة السودانية وممثلي قوات الدعم السريع في مدينة جدة بتيسير من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية”.
وأكّد طرفا النزاع قبولهما دعوة لاستئناف التفاوض، لكنّ الجيش شدّد على أن “استئناف التفاوض لا يعني توقف معركة الكرامة الوطنية”.
قرارات ملزمة
من جهته قال أحمد عبدالله إسماعيل رئيس منظمة شباب من أجل دارفور لأخبار الآن إن هذه المفاوضات هي عبارة عن جولة اضطرارية لمتابعة ما توصل إليه الجانبين في اللقاء الأخير و جاءت من أجل توطيد وتبادل وجهات النظر.
وأكد أن المفاوضات تأتي أيضا لإجبار قوات الدعم السريع على الالتزام بالاتفاق على إخلاء المستشفيات التي تحتلها والخروج من منازل المدنيين، ووقف العلميات العسكرية التي استهدفت المواطنين الأبرياء.
وأشار إلى أن الجديد في هذه المفاوضات هو إضافة الاتحاد الأفريقي للضغط على الطرف الذي يتنصل عن التزاماته.
وتوقع أحمد عبدالله إسماعيل أن يكون هناك ضغط بصورة مباشرة على قوات الدعم السريع لتوقف انتهاكاتها ضد المدنيين والخروج من العاصمة الخرطوم، والالتزام بدخول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين.
مفاوضات سابقة
ولم تنجح حتى الآن كل محاولات الوساطة، بما فيها الأمريكية _ السعودية، في إحراز أي تقدم على طريق وقف الحرب، وأقصى ما توصلت إليه هو فترات قصيرة من وقف إطلاق النار.
وذكرت الوزارة في بيانها أنّ المملكة “تحث القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع على استئناف ما تم الاتفاق عليه بينهما في إعلان جدة والالتزام بحماية المدنيين في السودان في 11 مايو وعلى اتفاق وقف إطلاق النار قصير الأمد الموقّع من الطرفين في مدينة جدة في 20 مايو 2023”.
وشارك في مفاوضات جدة أيضا ممثلون عن “إيغاد”، التكتل المعني بالتنمية في شرق أفريقيا الذي تقوده كينيا الحليفة الوثيقة للولايات المتحدة.
وقالت الخارجية السعودية إنّ المملكة “تؤكد حرصها على وحدة الصف وأهمية تغليب الحكمة ووقف الصراع لحقن الدماء ورفع المعاناة عن الشعب السوداني”.
وتابعت أنها تأمل التوصل إلى “اتفاق سياسي يتحقق بموجبه الأمن والاستقرار والازدهار للسودان وشعبه الشقيق”.
ومع استئناف المحادثات الخميس، أفاد شهود عيان بتجدد القتال في الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وأعلنت قوات الدعم السريع أن مقاتليها سيطروا “بشكل كامل” على مواقع الجيش في نيالا، عاصمة جنوب دارفور وثاني أكبر مدينة في السودان من حيث عدد السكان.