طهران تعلن عن تأسيس بنك وشركة تأمين في سوريا

أعلنت طهران عن تأسيس بنك وشركة تأمين سوريّة- إيرانية مشتركة، مع وجود خطط لإنشاء منطقة حرة إيرانية في سوريا بعد إلغاء التعرفة الجمركية بين البلدين، ما يثير التساؤل عن سبب تزايد نشاط الحركة الإيرانية الاقتصادية في سوريا.

وجاءت الإعلانات الاقتصادية بعد نشاط سوري- إيراني متبادل في الزيارات الحكومية، بدءًا من الزيارة الأولى للرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، إلى دمشق في أيار الماضي، وما تبعها من زيارات متواترة لوزراء في الحكومة الإيرانية، ومؤخرًا زيارة الوفد الوزاري في حكومة النظام السوري إلى طهران.

وخلال زيارة الوفد السوري التي استمرت عدة أيام، أعلن وزير الشؤون الاقتصادية والمالية الإيراني، إحسان خاندوزي، مطلع آب الحالي، عن تأسيس بنك وشركة تأمين مشتركة بين إيران وسوريا.

وأوضح خاندوزي بعد لقائه مع كل من وزير الاقتصاد السوري، محمد سامر الخليل، ووزير الاتصالات، إياد الخطيب، أن هاتين المؤسستين تأتيان نتيجة الاتفاقات الموقعة خلال زيارة رئيسي إلى دمشق، التي بلغت 16 وثيقة تعاون بين البلدين، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا).

وخلال زيارة الرئيس الإيراني إلى دمشق مطلع أيار الماضي، شرح حساب “الرئاسة السورية” في “فيس بوك”، الخطوات الاقتصادية المتفق عليها خلال الزيارة، ومنها “تسريع الإجراءات الثنائية المطلوبة لتأسيس مصرف مشترك بهدف تسهيل التبادل التجاري”.

بنك وشركة تأمين.. إيران تعزز نفوذها الاقتصادي في سوريا

وستكون شركة التأمين المشتركة عبارة عن “تحالف” من شركات التأمين الإيرانية والسورية، ومن ناحية البنك المشترك، ستسهم إيران بـ60% من أصوله بينما 40% من إسهام الجانب السوري، وفق تصريحات الوزير الإيراني، الذي أشار إلى أنه جرى ترخيص هاتين المؤسستين لتعملا “كمحركين” دافعين للاستثمار بين إيران وسوريا.

بدوره، أعلن وزير الطرق الإيراني، مهرداد بذرباش، بصفته رئيس اللجنة الاقتصادية المشتركة بين إيران وسوريا، أن التعرفة التجارية على جميع السلع المتفق عليها بين إيران وسوريا وصلت إلى الصفر.

وفي حديثه عن نتائج المحادثات، أشار بذرباش إلى أن البنك الإيراني- السوري المشترك سيبدأ نشاطه في الأسابيع المقبلة، كما أن شركتين إيرانيتين لصناعة السيارات في سوريا أنشئتا سابقًا، ستعيدان نشاطهما “بمساعدة الجانب السوري”.

وبدأت أنشطة شركة صناعة السيارات الإيرانية “سايبا” في سوريا منذ 2004 بإنشاء مصنع “سيفيكو” لإنتاج السيارات، ثم أنشئت شركة “سيامكو” عام 2007، لإنتاج سيارة “شام”، لكن إنتاج الشركتين توقف بسبب معايير الجودة والأمان.

منطقة حرة إيرانية

في أيار الماضي، قال نائب وزير الخارجية الإيراني، مهدي شوشتري، لوكالة أنباء “فارس” الإيرانية، إن “سوريا ليست بلدًا فقيرًا ولديها موارد وقدرات كثيرة”، مؤكدًا أنه “لم يكن أي نوع من التعاون الذي حددناه في المجال التجاري والاقتصادي بين البلدين مجانيًا أو بلا مقابل في أي فترة من الفترات”.

وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية السوري، محمد سامر الخليل، قال خلال زيارته الأحدث ضمن الوفد السوري لطهران، إن “التعاون المصرفي وإنشاء شركة الضمان والسياحة والنقل والتجارة الحرة كانت من بين هذه الاتفاقيات التي آتت ثمارها”.

وهو ما أكده تصريح رئيس الغرفة التجارية السورية- الإيرانية المشتركة، فهد درويش، الذي كشف عن وجود خطة لإنشاء منطقة حرة إيرانية وسط سوريا، “لدعم العلاقة الاقتصادية بين البلدين، وبهدف تهيئة البيئة الاستثمارية الإيرانية في سوريا”، بحسب ما قاله لصحيفة “تشرين” الحكومية في 6 من آب الحالي.

قبل عام 2011، قُدّرت الاستثمارات الإيرانية في سوريا بنحو 400 مليون دولار، بينما بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 1.88 مليار دولار خلال عام 2022، كما بلغت صادرات إيران إلى سوريا من السلع غير النفطية عام 2021 قرابة 218 مليون دولار، و243 مليون دولار عام، وفقًا للملحق التجاري بالسفارة الإيرانية في دمشق.