قراءة في خطوات تطوير قطاع التعليم في دول مجلس التعاون الخليجي
تأسس مجلس التعاون الخليجي عام 1981 وكان ذلك في أبوظبي في دولة الإمارات العربية ويضم البحرين والكويت وسلطنة عمان ودولة قطر والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
كانت إحدى أهداف المجلس وأولوياته هو تطوير التعليم في دول المجلس، وفي جلساته الأولى ركزت الدول الأعضاء على التوصل إلى خطة تطوير شاملة لهذا القطاع، وتم التوصل إلى هذه الخطة المشتركة في 1993.
كنتيجة لهذه الخطة، تم إحداث وزارات للتعليم العالي في معظم دول مجلس التعاون الخليجي، ثم تم تشكيل لجنة وزارية مشتركة للإشراف على نقاط التعاون في قطاع التعليم بالتزامن مع تحديد كل من الدول الأعضاء التزاماتهم وأهدافهم التعليمية. تهدف هذه الخطة المشتركة للتعليم إلى تعزيز وتقوية العلاقات بين الدول والروابط ونقاط التعاون بين شعوب المنطقة في مجالات متنوعة أهمها التعليم.
تطور التعليم في دول مجلس التعاون الخليجي
شهدت دول مجلس التعاون الخليجي تطوراً كبيراً في القطاع التعليمي على مر السنين. وكمثال، نذكر إنشاء منصة “مدرستي” الإلكترونية في المملكة العربية السعودية بعد انتشار فيروس كورونا والتي تعتبر مثالاً يحتذى به في المنطقة والعالم وتم تصنيفها بين المنصات الدولية الإلكترونية السبعة الأفضل في العالم وفق تصنيف المجمع التعليمي عن بعد.
بعيداً عن الأمثلة المتعلقة بالحالات التعليمية الخاصة، يمكن ملاحظة التقدم التعليمي في بلدان الخليج على الصعيد الفردي والذي ينعكس من خلال رؤية دول مجلس التعاون الخليجي الدولية. فنظراً لأهمية دور التعليم الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، حرصت دول الخليج على إيلاء اهتمام كبير لخططها الدولية التعليمية كما يلي:
خطوات تطور التعليم في المملكة العربية السعودية
إنجازات ملحوظة في القطاع التعليمي في السعودية
يعتبر التعليم في المملكة العربية السعودية واحداً من أهم القطاعات في رؤية المملكة لعام 2030. بالإضافة إلى ذلك، فالمملكة العربية السعودية واحدة من البلدان الرائدة في الاستثمار في التعليم. وقد كانت أهم الإنجازات في القطاع التعليمي في السعودية خلال الفترة الماضية تتضمن:
- زيادة نسبة القبول في الجامعات بمقدار 10%.
- تخصيص 60 منشأة تعليمية لمدينة مكة.
- إطلاق منحة طريق التميز في 32 اختصاص تعليمي في 70 جامعة دولية.
- توسيع مستشفى جامعة الملك خالد.
- إنشاء مركز جامعي لطب الأورام في جامعة الملك سعود.
رؤية السعودية 2030
تتضمن رؤية عام 2030 في المملكة العربية السعودية تحسين نوعية حياة المواطنين والقاطنين في السعودية تحت عدة برامج للوصول إلى هذه الرؤية. على سبيل المثال نذكر برنامج تطوير القدرة البرية الذي تم إنشاؤه بهدف تطوير المواطنين وتهيئتهم للمستقبل ودعمهم لاغتنام الفرص.
ومن أهم الأهداف التي تتعلق بالتعليم في رؤية السعودية 2030 نذكر:
- تحسين المساواة بالحصول على التعليم.
- تحسين النتائج التعليمية الأساسية.
- تحسين تصنيف المؤسسات التعليمية السعودية.
- الحرص على ملاءمة النتائج التعليمية مع احتياجات السوق العملية.
خطوات تطور التعليم في الإمارات العربية المتحدة
الإمارات العربية المتحدة دولة أخرى رائدة من دول مجلس التعاون الخليجي في قطاع التعليم. في 2010 أطلقت الإمارات العربية المتحدة رؤية الإمارات 2021 والتي تتضمن ست أولويات أهمها إيلاء الأهمية القصوى لنظام تعليم ذو المستوى العالي واقتصاد المعرفة المنافس.
بالإضافة إلى ذلك فقد تم إطلاق خطة دبي 2021 ورؤية أبوظبي 2030 بهدف تحسين نوعية التعليم عبر وضع مناهج محسنة وتطوير البنى التحتية التعليمية. كما أن وزارة التعليم أطلقت الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي 2030 في شهر سبتمبر من 2017 التي تهدف إلى تطوير المعايير التعليمية المهنية والعلمية لتخديم الأجيال المستقبلية. ومن المبادرات المتضمنة في الاستراتيجية نذكر مبادرة الاستثمار في المعرفة ومبادرة تمويل البحث التنافسي.
خطوات تطور التعليم في الكويت
أخذت الكويت خطواتٍ كبيرة لتحسين نظامها التعليمي حيث أن التعليم يعد حجر أساس في رؤية الكويت 2035 خصوصاً كمسارٍ في التقدم الاجتماعي والتنوع الاقتصادي والنمو المستدام.
من أهم البرامج التي تشملها رؤية الكويت 2035 برنامج نوعية التعليم وبرنامج التعليم العالي. وقد أنشأت الكويت برامج تطوير المدارس الكويتية الذي يهدف إلى تطوير تسع مدارس بقدرة استيعاب تصل إلى 4350 طالباً في مدينة الكويت تحت إشراف وزارة التعليم وبرنامج شراكة الدولة بين القطاعين العام والخاص وبرنامج مكتب الشراكة التقنية.
خطوات تطور التعليم في البحرين
إن الرؤية الاقتصادية البحرينية 2030 ترتكز على ثلاث محاور أساسية هي الاقتصاد والحكومة والمجتمع. وفي محور المجتمع، هناك هدفان يركزان على تطوير النظام التعليمي.
أولاً تهدف رؤية البحرين الاقتصادية لعام 2030 إلى وضع معيار عالي للمساعدة الاجتماعية يعطي كافة البحرينيين فرصاً متكافئة للانطلاق، وهذه تتضمن الناشئين الموهوبين خلال مراحل دراستهم.
وثانياً تهدف البحرين إلى تطوير نظام تعليم عالي الجودة يمكن البحرينيين من تحقيق طموحاتهم وتحسين المعايير التعليمية والمعاهد المهنية والجامعات.
خطوات تطور التعليم في سلطنة عمان
تضع رؤية عمان 2040 تركيزاً كبيراً على قطاع التعليم بما في ذلك التعلّم والبحث العلمي والقدرات الوطنية التي تعتبر أولويات محلية. بالإضافة إلى ذلك، وضعت رؤية عمان الأهداف التالية لتحسين قطاع التعليم مثل:
- نظام تعليم عالي المستوى ذو شراكة مجتمعية.
- نظام متكامل ومستقل لتقييم وإدارة النظام التعليمي وفق المعايير الوطنية والدولية.
- مناهج تهدف إلى ترسيخ القيم الأخلاقية التي تتماشى مع الأسس الإسلامية والهوية العمانية.
- نظام تعليم يعمل على تفعيل دور القدرات البشرية في القطاع التعليمي.
- نظام تعليم وطني يغذي البحث العلمي والإبداع والاختراع بهدف بناء مجتمع واقتصاد ذو أساس معرفي وثقافي.
خطوات تطور التعليم في دولة قطر
إن التعليم محور أساسي في رؤية قطر الوطنية لعام 2030 التي تهدف قطر عبرها إلى بناء نظام تعليمي عصري رائد في العالم يؤمن للطلاب تعليماً ذا مستوى عالي بالمقارنة مع أي مكان في العالم. وتتضمن بعض أهداف قطر في هذا الخصوص:
- تطوير المناهج التعليمية.
- توفير فرص تعليمية وتدريبية بمستوى رائد.
- تطوير البرامج التعليمية.
محفزات نجاح تطوير القطاع التعليمي في دول مجلس التعاون الخليجي
التمويل المالي الكافي لقطاع التعليم
واحد من أهم عوامل نجاح عملية تطوير القطاع التعليمي في دول مجلس التعاون الخليجي تكمن في العامل المادي و الميزانيات التي تخصصها الدول لهذا القطاع.
في 2019، على سبيل المثال، قامت حكومات دول مجلس التعاون الخليجي بتخصيص 13% من الإنفاق العام لميزانيات التعليم. وتابعت دول المجلس مسيرتها هذه في رفع ميزانية التعليم فيها خلال السنين اللاحقة، وكمثال على ذلك نذكر أن ميزانية التعليم في المملكة العربية السعودية في 2022 كانت 185 مليار ريال سعودي من أصل 955 مليار ريال سعودي التي كانت الميزانية العامة للمملكة وهي تمثل 19.37% منها.
وينطبق الأمر على باقي دول مجلس التعاون الخليجي حيث خصصت الكويت 12% من ميزانيتها العامة للسنة المالية 2021-2022 للقطاع التعليمي، و كانت حصة القطاع التعليمي في الإمارات 14.8% من الميزانية العامة للدولة في نفس العام.
التعداد السكاني المتزايد في دول الخليج
تشير الإحصائيات السكانية في دول الخليج إلى تزايد ملحوظ في عدد السكان كان لا بد معه من تحسين القطاع التعليمي ليتماشى مع الاحتياجات الاجتماعية واستيعاب الأعداد المتزايدة من الطلاب وتمكين دور التكنولوجيا التعليمية.