في تونس 250 ألف شخص يستخدمون مياه الشرب غير المحسنة

كشف المرصد التونسي للمياه أن 57 بالمئة فقط من التونسيين يحصلون على مياه ذات جودة، وفق معطيات وزارة الفلاحة والشركة المحلية لاستغلال وتوزيع الماء.

وأفاد المرصد التونسي غير الحكومي، خلال ندوة صحفية حول ”جودة المياه بين الواقع والمعايير”، الثلاثاء، بأن “250 ألف شخص يستخدمون مياه الشرب غير المحسنة من الينابيع والآبار”.

وكشف منسق المرصد التونسي للمياه، علاء المرزوقي، عن وجود تسربات في شبكة المياه تفوق الـ30 بالمائة بسبب تقادم الشبكة، مبينا أن ذلك يتسبب في تلوث المياه.

وفي نفس السياق أشار المرزوقي في تصريح لإذاعة “شمس“، إلى أن التحاليل والعينات التي تم رفعها أثبتت أن 10.6 بالمئة من المياه غير مطابقة للمواصفات المطلوبة بعدة مناطق في الأرياف والحواضر.

وسط أزمة عالمية.. 57% فقط من التونسيين يحصلون على مياه "ذات جودة"

وأضاف المتحدث ذاته، أن المرصد تلقى خلال العام الماضي حوالي 2299 تبليغا من المواطنين؛ منها 74 تشكيا من تدهور جودة المياه.

واعتبر منسق المرصد في تصريحات صحفية، أن الحديث عن جودة المياه لا يقل أهمية عن موضوع وفرته، مشيرًا في هذا السياق إلى “توسع خارطة العطش بتعمل ولايات تونس الكبرى، بالإضافة إلى بعض المدن الداخلية والساحلية، نتيجة قلة تساقط الأمطار واهتراء البنية التحتية للسدود التونسية”.

قضية أممية

حذّرت الأمم المتّحدة في تقرير جديد لها من أنّ الاستهلاك المفرط للمياه والتغيّر المناخي جعلا “نقص المياه مستوطناً” في جميع أنحاء العالم ممّا أدّى إلى “خطر وشيك” بحدوث أزمة عالمية.

وذكر مؤتمر الأمم المتّحدة للمياه ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في تقرير مشترك صدر في نيويورك قبيل ساعات من افتتاح مؤتمر نادر حول هذه القضية الشائكة إنّ نحو ملياري شخص يفتقرون إلى مياه شرب مأمونة في حين يفتقر 3.6 مليار شخص إلى خدمات صرف صحّي موثوق بها.

وفي مقدّمة التقرير، وجّه الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش تحذيراً من أنّ العالم “يسير بشكل أعمى في طريق خطر”.

كما حذّر غوتيريش من أنّ الإفراط في استخدام المياه الجوفية وارتفاع درجة حرارة سطح الكوكب والتلوّث تؤدّي مجتمعة إلى “استنزاف شريان حياة البشرية” المتمثّل بالمياه.

وبحسب التقرير فإنّ استخدام المياه زاد حول العالم بنسبة تناهز 1% سنوياً على مدار السنوات الأربعين الماضية.

ولمواجهة هذا العطش، يلجأ البشر إلى حفر الآبار ولا يتوانون عن استخراج المياه بكميات مفرطة في بعض الأحيان: ما بين 100 و200 كيلومتر مكعب من الاحتياطيات الجوفية تنضب كل عام، وفقاً للتقرير.

كذلك لفت التقرير إلى أنّ حوالي 10% من سكّان العالم يعيشون في دول تعاني من مستوى إجهاد مائي عالٍ أو حرج، ممّا يحدّ “بشكل كبير” من تلبية احتياجات الناس.

وبحسب التقرير فإنّه من المتوقع أن يرتفع عدد سكّان المناطق الحضرية المعرّضين لخطر نقص المياة من 933 مليون نسمة في عام 2016 إلى ما بين 1.7 و 2.4 مليار نسمة في عام 2050.