المصرية “آية” تكافح اضطراب الحركة بممارسة النشاطات اليدوية

كانت لحظة فارقة في حياة المصرية آية الشربيني (34 عاما) عندما تم تشخيصها باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (إيه.دي.إتش.دي).

وعندما نصحها أحد المعالجين النفسيين بممارسة نشاط يدوي، تذكرت غرامها بالعطور والروائح العربية.

وقالت الشربيني “أنا كان عشان أقدر أنفذ أفكاري، وأقدر أنفذ إللي أنا عايزاه، وأقدر أركز في البيبان (الأبواب) الكتير، شغلي والولاد وجوزي والبيت والطبخ والمسئولية والتمارين، فكان لازم يبقى ليا حاجة أخلص الشحنة إللي عندي زيادة، فكانت الدكتورة قالتلي لازم حاجة يدوية”.

وبعدما طلبت من على الإنترنت معدات صغيرة لتصنيع الشموع، تدير الشربيني الآن عملها الخاص الذي تبيع من خلاله الشموع المعطرة عبر صفحتها على الإنترنت التي تحمل اسم (فليمز).

وقالت “أنا كنت عايشة في السعودية التلات سنين ونص دول أو الأربع سنين، فأنا كنت موهومة بفكرة العطور العربية. فوالله أنا كنت قاعدة في مرة ففتحت أمازون، فلقيت الكيت (المعدات) بتاعت تعليم الشموع. وفعلا عملت أوردر (طلب) وجاتلي وقعدت ألعب”.

شٌخصت بفرط الحركة ونقص الانتباه.. مصرية تكافحه بتصنيع الشموع

وبدأت الشربيني مشروعها قبل بضعة أشهر لتترك مجالها المهني الذي استمر 14 عاما في عالم الشركات الذي تقول إنه لم يتمكن من تلبية احتياجات حالتها المتعلقة بالصحة العقلية.

وأوضحت أن عملية تصنيع الشموع الدقيقة شجعتها على ترتيب أفكارها بشكل أفضل والتعامل مع اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

وأردفت قائلة “فإن أنا أقدر بقى أرتب أفكاري، كل ده كان بفضل الشموع. لا أنا هرتب واحد بعد كدة اتنين بعد كدة تلاتة. زي ما إنتي شايفة لما إحنا جينا إشتغلنا، الشمعة من أول ما نبدأ فيها هي ليها تفاصيل ليها خطوات لو ما اتبعتهاش، هعيد. فهو بيجبرني إني أمشي على الخطوات واحدة واحدة. فدة في حد ذاته خلاني رسيت والترتيب بقى في حياتي في عناصر كتير، منها ولادي، منها البيت، منها أهلي، حاجات كتير زي كدة”.

وقد استطاعت منذ ذلك الحين الاستمتاع بعلاقة أكثر استقرارا مع عائلتها وزوجها وطفليها، أحدهما يوسف البالغ من العمر ست سنوات والذي تم تشخيصه أيضا باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

ولم يتم تشخيص حالة الشربيني إلا قبل عام ونصف العام فقط بعد أن قال معلمو ابنها إنه بحاجة إلى زيارة أخصائي.

وأضافت “روحنا لدكتورة معروفة جداً في المجال ده، وإحنا هناك كنت بحكي القصة زي ما بحكيها كدة. وأنا يا دكتور عارفة أهندل (أتعامل مع) الولد، المدرسة هي إللي مش عارفة تهندله. فقالتلي إنتي عارفة تهندليه مش بس عشان إنتي مامي، بس عشان انتو الاتنين (إيه.دي.إتش.دي). الولد عنده (إيه.دي.إتش.دي) إللي هو الإيمبالسيف (الاندفاع) وإنتي عارفة مفاتيحه عشان هو وارث منك الـ (إيه.دي.إتش.دي)”.

شٌخصت بفرط الحركة ونقص الانتباه.. مصرية تكافحه بتصنيع الشموع

وبدعم من زوجها وعائلتها، تشارك الشربيني شغفها بهذا العمل مع طفليها.

وبينما نصح المتخصصون الابن الأصغر بممارسة السباحة والملاكمة، فإنه يستمتع الآن مع شقيقه الأكبر ووالدته بتنمية مشروعهم الصغير.

“أنا مبحسش الـ(إيه.دي.إتش.دي)، لا هو مرض، ولا هو عطل، ولا هو مشكلة. بالعكس إللي بيفهمه وإللي بيعرف يتعامل معاه، هو أكتر واحد مستفيد، وإللي حواليه بيستفيدوا كتير، لأن هو طاقة مش عارفة تتفرغ”.