مر 8 سنوات على حادث متحف باردو الإرهابي

رغم مرور 8 سنوات لا تزال ذكرى الحادث الإرهابي في متحف باردو في تونس، عالقة في الأذهان.

في عام 2015، قام شابان تونسيان تدربا في معسكر ليبي باحتجاز السياح كرهائن في المتحف، وبعد ثلاث ساعات أنهت القوات الأمنية حصارها المسلح بقتل المسلحين، وقتل 21 سائحا أجنبيا وضابط شرطة.

ذلك الهجوم الذي تم بالقرب من مبنى البرلمان التونسي، وخلف عشرات الضحايا. وبحسب التقارير التي وردت بعض الهجوم الإرهابي فأن المنفذان ينتميان إلى كتيبة تابعة إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.

الحادث الذي شهده متحف باردو الذي يُعد من أبرز المعالم السياحية التونسية نطرًا لكونه يضم بين جدرانه واحدة من أكبر مجموعات الفسيفساء الرومانية.

بالتزامن مع ذكرى هجوم متحف باردو .. كيف يمكن للفكر الإرهابي أن يدمر مستقبل شبابنا العربي؟

تفاصيل الحادث

يتذكر بوعلي، 44 عامًا، رؤية المسلحين يدخلون المتحف عرضًا حاملين بنادق هجومية من طراز AK47 معلقة على أكتافهم.

اختبأ مع زوجين إسبانيين في غرفة التوابيت، ولم يخرج إلا بعد 22 ساعة – بعد ساعات من قيام الشرطة بتأمين المبنى، حيث لم يعثر أحد في البداية على الثلاثي ليخبرهم أنه آمن.

لكن بالنسبة لعمال المتحف البالغ عددهم 160 عاملاً، بما في ذلك حراس الأمن والحاضرين وبائعي التذاكر، فإن الصدمة الناجمة عن إطلاق النار لم تصبح أسهل في الأشهر التي تلت ذلك.

هذا وقد أطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي حملة منذ شهر تقريبا، لإعادة فتح المتحف الذي تم إغلاقه في عام 2021 من قبل الرئيس التونسي قيس سعيد

بالتزامن مع ذكرى هجوم متحف باردو .. كيف يمكن للفكر الإرهابي أن يدمر مستقبل شبابنا العربي؟

الإيديولوجية الفكرية المتطرفة وتسللها لعقول الشباب

ذلك الحادث الأليم الذي شهدته تونس، يضعنا أمام المعضلة الكبرى وهي كيف يتسلل ذلك الفكر الإرهابي إلى عقول الشباب ليعبث بعقولهم، ويدمر مستقبلهم، حتي يقود شابين لفعل مثل ذلك الحادث دون رحمة غافلين كل معاني الإنسانية، وغافلين عواقب تلك الفعلة عليهما، وإنها بالتأكيد لن تمر مرور الكرام.

الإرهاب نٙبُت من فكر معوج كبر وٱنتشر بفعل قمع الحريات وتكميم الأفواه بالإضافة للتتدهور الاقتصادي اللي تعاني منه أغلب الدول العربية، وما زاد الطين بلة هو إنعدام المشاركة الشبابية الفعالة في الحياة السياسية في ظل أنظمة منعت المشاركة السياسية للشباب وقصرتها على رعايا كل نظام حاكم.

وفي وسط هذا لابد أن تكون النتيجة بسيطة ومنطقية؛ وهي أن الباب ترك مفتوحًا أمام الجماعات المتطرفة (الإرهابية) لنشر سمومها والاستيلاء على عقول شبابنا.

السبب فيما سبق وتحثنا عنه في الذكرى الثامنة لأحد أشهر الحوادث الإرهابية التي شهدتها تونس وكانت نتيجة لتسلل ذلك الفكر المتطرف إلى عقول شبابين وانسياقهم خلفه، حتى أصبحت نهايتهم محتومة فلم تجد الشرطة سبيلًا أخر غير تصفيتهم بعد فعلتهم الإرهابية، فمابالك بشابين في مقتبل العمر بدل من أن يكونوا الآن هما عصب المجتمع أصبحا ذكرى في حادث مأساوي راح ضحيته العشرات.

لذلك يجب أن تضافر كل الجهود الفكرية والسياسية للوصول إلى منهجية وآلية لمكافحة الارهاب، حتى نستطيع أن نحمي النشئ من تلك الأفكار المسمومة التي لا تهدف إلا لخراب المجتمع والنيل من شبابه.