تكريزة رمضان تقليد دمشقي

  • “تكريزة رمضان عادة مُتوارثة وقديمة من عادات أهل الشام
  • “تكريزة رمضان” نزهة تقوم بها العائلة أو الأصدقاء في الأيام الأخيرة
  • البيت الدمشقي للتراث يحيي «تكريزة رمضان»

يحافظ أهل دمشق على تقاليدهم، ومن بينها نزهة التكريزة التي يقومون بها في آخر أسبوع قبل رمضان، رغم التغييرات التي فرضتها عليهم الأزمة الاقتصادية في سوريا.

وقالت السورية هناء فواز “جو الحرب حرمنا كتير شغلات، صرنا نخاف نطلع مشوار ونعمل تكريزة، وهلق بعد الحرب اجتنا الحرب الاقتصادية والناس ما عندها هالقدرة المادية تعمل سيرين (رحلات) وإنها تجيب اللحوم وتشويها ويكونوا كتار بس بعدها موجودة التكريزة بس على أبسط، يعني صار الواحد يجيب الأشياء من بيته، ما عاد هم الأكل، المهم هي جمعة الناس”.

غير أن هذا العام يحل مع أعباء إضافية تجعل الأطعمة على طاولاتهم أكثر تواضعا لتحل المأكولات البسيطة محل اللحوم المشوية.

ويدفع الناس في متنزه جوهرة الغوطة 2550 ليرة (0.34 دولار) مقابل الدخول فقط ولهم الحق في إحضار وجباتهم الخاصة.

وقال غسان مغربية صاحب المنتزه “يلي بيجو سيران (رحلة) أكلهم خفيف، يعني عادي فول حمص وطبخات بالبيت، أما مشاوي لحم للشوي صار خمسة بالمئة فقط، يعني قليل، أنا السنة الماضية كانت أفضل ما عاد في أكل مشوي، طبخ بيتي، وكأكل كان ينزل قبل كان أكتر من اليوم”.

دمشق

أعضاء فرقة البيت الدمشقي يصلون إلى الحديقة على عربة يجرها حصان خلال نزهة “تاكريزا” خلال الأسبوع الأخير قبل رمضان في دمشق بسوريا في 11 مارس 2023.رويترز

ويدفع الانهيار الاقتصادي في سوريا، الناجم عن الصراع المستمر منذ سنوات، والعقوبات الغربية وانهيار العملة وفقدان الحكومة السيطرة على أراضيها المنتجة للنفط في شمال شرق البلاد، ملايين الأشخاص إلى براثن الفقر كل عام.

ومع تراجع إيرادات الدولة، اضطرت السلطات إلى خفض الدعم الذي يُخفف على السوريين أسوأ آثار للأزمة. وتكافح الحكومة لدفع ثمن واردات الوقود بعد أن أدت الحرب في أوكرانيا إلى ارتفاع أسعار الطاقة العالمية.

ومن أجل تشجيع الدمشقيين على الحفاظ على تقليد التكريزة في ظل الضغوط الاقتصادية، نظمت فرقة من البيت الدمشقي نزهة من هذا النوع وقدمت خلالها رقصات شعبية وقامت بسرد روايات وأشعار مما جذب عددا كبيرا من الرواد.

على الرغم من الكوارث المتتالية في سوريا .. يمارس أهل دمشق عاداتهم التقليدية قبل شهر رمضان

وقال عدنان تنبكجي من أعضاء البيت الدمشقي التراثي “الحضور حلو وأنا بفرح بالأطفال يلي عم يعيدو تاريخ المجد ويتذكرو آباءهم وأجدادهم، متل ما قلتلك نحكيها حكاية ما يفهموها وبس يشوفو هاي الطقوس حيّة وبيعونهم والأطفال كانوا عم يلعبوا بالسيف ويقولوا علمني”.

ويخرج الناس في نزهة التكريزة في الربوة والغوطة الشرقية ومساحات خضراء أخرى محيطة بدمشق قرب نهاية شهر شعبان عادة أي قبل بداية شهر رمضان مباشرة.