داعش يستنزف موارد أفرعه الخارجية.. ما علاقة مقتل “بلال السوداني”؟

  • وثيقة مسربة من التنظيم تكشف: داعش يستنزف أموال أفرعه الخارجية

كشفت وثيقة مسربة من داخل تنظيم داعش أسرار عملية تحويل الأموال بين أفرع التنظيم، والطريقة التي يُوظف بها التنظيم المركزي “داعش في العراق وسوريا” أفرعه الخارجية في إفريقيا وآسيا، وذلك بعد نحو يومين من إعلان وزارة الدفاع الأمريكية مقتل “بلال السوداني”، القيادي البارز بداعش وأحد مسؤولي تمويل التنظيم، في عملية عسكرية خاصة استهدفته في شمال الصومال.

وتُظهر الوثيقة مراسلة بين أمير إدارة الولايات البعيدة بتنظيم داعش عبد الرؤوف المهاجر أو أبو سارة العراقي، الذي يُوصف بأنه المتحكم الأول في داعش وخليفته حاليا، وعبد القادر مؤمن والي/ أمير ما يُعرف بولاية الصومال، فرع داعش المحلي في شرق إفريقيا.

 

ويبدو من تحليل نص الرسالة أنها عبارة عن رد من عبد القادر مؤمن، والي ولاية الصومال الداعشية، على رسالة سابقة لأمير إدارة الولايات البعيدة عبد الرؤوف المهاجر بخصوص عمليات تتعلق بتمويل التنظيم، فضلًا عن إشارة الرسالة إلى معسكرات يؤسسها داعش في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

وقال عبد القادر مؤمن في رسالته إن طلب تنظيم داعش المركزي إرسال أموال من ولاية الصومال إلى تركيا وشبه الجزيرة العربية أمر صعب على التنظيم لكنه سيحاول إتمام الأمر رغم صعوبته، مضيفًا أن إرسال الأموال إلى اليمن مباشرة أسهل بالنسبة لكوادر التنظيم العاملين في إدارة الملف المالي أو ما يُطلق عليه “المفصل الاقتصادي” لداعش.

وأوضح عبد القادر مؤمن أن الأموال التي يحصل عليها فرع داعش في الصومال من المفصل الاقتصادي تكفيه للإنفاق على ضروريات وكماليات العمل الجهادي، على حد تعبيره.

وتوضح الرسالة السابقة أن فرع داعش في الصومال يتلقى تعليمات من قيادة التنظيم المركزي بنقل جزء من الأموال التي يحصل عليها إلى دول أخرى، بتكليفات من التنظيم المركزي وإدارة الولايات البعيدة التابعة له، وهو ما يعني أن داعش يستغل بعض أفرعه لتمويل الأفرع الأخرى.

بعد مقتل بلال السوداني.. أسرار تمويل داعش عن طريق ولاياته الخارجية

الدور الغامض لـ”مكتب الكرار”

ووفقًا لتقرير سابق صادر عن فريق الدعم التحليلي المعني بملفي داعش والقاعدة في مجلس الأمن الدولي فإن فرع داعش في الصومال دعم أفرع خارجية لداعش بالمال ومن بينها ما يُعرف بـ”ولاية خراسان”، فرع التنظيم في أفغانستان.

وبحسب تقرير صادر عن فريق الدعم التحليلي في يوليو/ تموز من العام الماضي، فإن مكتب الكرار، وهو أحد المكاتب الخارجية المسؤولة عن إدارة أفرع وولايات داعش بالتنسيق مع التنظيم المركزي، ويشرف على تنسيق أعمال التنظيم في الصومال- شرق إفريقيا-، وموزمبيق- جنوب شرق القارة الإفريقية-، والكونغو الديمقراطية- وسط إفريقيا.

ومن جانبها، ذكرت قناة “فضح عُباد البغدادي”، التي يُديرها منشقون عن تنظيم داعش إن مكتب الكرار له دور كبير في تمويل العديد من ولايات/ أفرع داعش وفي القلب منها الفرع المركزي للتنظيم في سوريا والعراق، معتبرةً أن قيادة داعش العليا تتعامل مع فرع الصومال كأنه “ماكينة صرف آلي للأموال” فقط.

وفي نفس السياق، ألمحت القناة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية حصلت على المعلومات التي أدت إلى مقتل “بلال السوداني”، القيادي البارز بالتنظيم، عبر سجناء التنظيم الذين قبض عليهم في الفترات السابقة، قائلةً إن سجناء داعش أدلوا بتلك المعلومات عن طيب خاطر، على حد قولها.