مخيمات النازخين في سوريا تعاني من شحة مياه الشرب

استمرار انقطاع المياه عن نحو 42 بلدة وقرية في ريف إدلب شمال غربي سوريا ، بعد توقف تمويل برنامج محطات ضخ المياه. يعتمد سكان العديد من المدن والبلدات الواقعة في مناطق سيطرة المعارضة المسلحة على محطات ضخ تديرها منظمات محلية أو دولية لتوفير مياه الشرب.

كما تعتمد مخيمات النازحين في المنطقة على المنظمات لتأمين المياه بالصهاريج وغيرها من الوسائل، لذا فإن وقف الدعم لهذه المحطات يمثل أزمة بالنسبة لهم.

وقبل 31 يومًا ، في 31 تشرين الأول / أكتوبر ، أوقفت منظمة “جول” ، التي تنشط في سوريا منذ 2012، دعم 11 محطة ضخ مياه في 11 بلدة.

تستجيب المنظمة لاحتياجات المجتمعات المتضررة في شمال غرب سوريا، من خلال توفير المساعدات الغذائية وغير الغذائية للسكان، بما في ذلك المياه والصرف الصحي والنظافة.

وفي حديث خاص لأخبار الآن تقول أم عمر من ريف معرة النعمان:” أصبح لي هنا في رحلة النزوح أكثر من ثلاث سنوات وما زلنا نعيش معاناة من فقدان المياه منذ أكثر من ستة أشهر لا يوجد مياه إطلاقا وكما تعلمون مع الانتشار الكبير للأمراض و الأوبئة هنا في المخيمات ونحاول التخفيف من حمام الأطفال كوننا نعيش هنا عائلتين وكل عائلة تملك سبعة أطفال وبحاجة على الأقل لخزان مياه واحد كل ثلاثة أيام”.

وأضافت:” الحالة المادية لدينا صعبة جدا ولدينا رحلة عذاب وصعوبة في حال قررنا الحصول على مياه نذهب لأماكن بعيدة للحصول على كمية قليلة من المياه وهذا جميعه جعلنا مجبرين على الاستخدام الضروري فقط للمياه في حياتنا مع انقطاعها”.

أزمة مياه خانقة في 42 بلدة وقرية ومخيمات النازحين في إدلب

وفي حديث أخر مع أحد النازحين في المخيم يقول فيصل الحسن من سهل الغاب:” أملك عائلة مكونة من زوجتي و أربع أطفال .. مشروع المياه أصبح منقطع عنا منذ الشهر الخامس والمياه التي نستخدمها حاليا عن طريق الشراء ونحن في بلد فرص العمل فيه قليل جدا وهذا يعني أنه لا يوجد لدينا دخل ونضطر إلى شراء صهريج المياه بسعر 50 ليرة تركية وهو مبلغ كبير علينا وخاصة كوننا نعيش في ظروف عودة الكورونا من جديد و الكوليرا والأوبئة وغيرها من الأمراض”.

وأضاف:”هذا الأمر سيحدث مشاكل كبيرة لدينا ويزيد الأوبئة لدينا في المخيم ونتمنى أن يتم العثور على حل من قبل السلطات المعنية وكنا سابقا عن طريق المجالس المحلية بالتحدث إليهم لضخ المياه لنا في كل شهر مرة واحدة فقط وحاليا ومع انقطاع المياه لم نعد نتلقى المياه إطلاقا وهذا ينذر بكارثة”.

أزمة مياه خانقة في 42 بلدة وقرية ومخيمات النازحين في إدلب
من جهته أوضح مدير المجلس المحلي في أرمناز فراس زنور أنه تم إبلاغنا من قبل منظمة جول في تاريخ 01/06/222 بإيقاف المنحة لمشروع دعم المياه في أرمناز وفعلا تم إيقاف المنحة في تاريخ 31/10/2022.

وأكد أن هذا الأمر تسبب بضرر كبير على الساكنين في المخيمات خاصة بسبب الفقر الشديد المتواجد في أرمناز و إدلب بشكل عام وخاصة مع أعداد المهجرين الكبيرة حيث في أرمناز لوحدها تعيش 7000 عائلة من المهجرين وتسبب انقطاع المياه بضغط مالي كبير على الأهالي، أيضا أدى انقطاع المياه لتضرر عشرات المخيمات المستفيدة من مشروع ضخ المياه وهناك خمسة مخيمات تضررت بشكل كامل تحوي 1200 عائلة تضررت بشكل كبير”.

 

أزمة مياه خانقة في 42 بلدة وقرية ومخيمات النازحين في إدلب
ونوه في ختام حديثه لأخبار الآن أنّ هناك أكثر من 42 مدينة وقرية تم إيقاف دعم المياه عنها من قبل منظمة جول بسبب توقف المانح

مضيفا: “نناشد جميع المنظمات الفاعلة في هذا الشأن المساعدة قد الإمكان في تأمين المياه للأخوة المهجرين وكذلك المدن و البلدات وبحسب ما جاء في بيانات فريق “منسقو استجابة سورية” حول الوضع الإنساني في مخيّمات النازحين، في الرابع من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، فإنّ 47 في المائة من المخيّمات تعاني من غياب المياه النظيفة والمياه الصالحة للشرب. وبلغ عدد المخيمات غير الحاصلة على خدمة المياه في شمال غرب سورية 658 مخيماً، وقد توقّع الفريق ارتفاع عددها مع توقّف المشاريع الخاصة بها.