رحالة تونسي أدمن السفر.. زار 210 بلد حول العالم

  • نقل رقية عدوى حب السفر إلى زوجته وأطفاله

بوراوي رقية أكبر رحالة في العالم العربي، حيث بدأ شغفه بالسفر منذ أن كان طفلا في الكشافة التونسية في خمسينيات القرن الماضي، ثم تطور عشقه ليبلغ عدد البلدان التي زارها 210 دولة، وحصل على لقب أول مسافر في العالم العربي.

جمع من البلدان التي زارها الكثير من التذكارات التي تزين جدران منزله، ويختزن في ذاكرته طرائف ونوادر حصلت معه خلال تجواله. وألف العديد من الكتب عن مغامراته المتعددة.

بوراوي من مواليد 1942، وهو أستاذ جامعي في الفيزياء والكيمياء متقاعد، درّس في عدّة مؤسّسات جامعية تونسية من 1970 إلى 2002 منها المدرسة القومية للمهندسين وشغل في بعضها خطّة مدير قسم ومدير دراسات وعمل في جامعتي عنابة وقسنطينة بالجزائر من سنة 1976 إلى 1985.

وتقلّب في عدّة مناصب بالجامعة التونسية للرقبي من سنة 1972. وكان كاتب عام الجامعة الإفريقية للرقبي لمدّة 16 سنة. وهو يحذق إلى جانب العربية والفرنسية اللّغة الإنكليزية التي كانت عاملا مهمّا في نجاح سفراته.

وكانت أولى سفراته إلى الجزائر سنة 1965 وآخر سفراته إلى شيكاغو بالولايات المتحدة سنة 2017. وقد استمرّت أطول رحلة قام بها 6 أشهر عندما سافر من فرنسا إلى هايتي بالطائرة ثمّ زار كلّ بلدان أمريكا الجنوبية برّا.

 طرق مبتكرة لتغطية تكاليف الرحالات

كان رقية في بداياته يكتشف طرقًا مبتكرةً لتغطية تكاليف الرحلات، فكان يعمل في مطاعم الفنادق التي ينزل بها، في غسل الأواني وحمل صناديق الخضر في أسواق الجملة لتغطية مصاريف إقامته، فكان يذهب خالي الوفاض ويرجع محملًا بالهدايا.

 

كيف زار أكبر رحال تونسي 210 دولة في 50عاما؟

 

وساعدته فيما بعد وظيفته كأستاذ جامعي، دكتور مهندس في الكيمياء الفيزيائية، على توفير تكاليف السفر، في حين كان يفضل قديمًا السفر عبر القطارات والجلوس في المقاعد المجاورة للشبابيك حتى تتسنى له فرصة التمتع بمشاهدة المناظر الطبيعية الخلابة.

من أهمّ الفوائد التي استخلصها من رحلاته حسب قوله إنّ الإنسان في أيّ مكان في العالم لا يختلف عن غيره في مكان آخر يجمعهما هدف واحد هو حبّ العيش في سعادة كما استنتج أنّ كثرة السفر تنشر المحبّة بين الشعوب. واكتسب السيد بوراوي عديد الأصدقاء من سفراته وبقيت تربطه علاقة متينة بحوالي 100 منهم ينتمون إلى 100 بلد إلى اليوم ومنهم من زاره في تونس.

وله مجموعات تذكارية من الطوابع البريدية والقطع والأوراق النقدية والميداليات والبطاقات الهاتفية والتحف الفنية التي جمعها من كلّ البلدان التي زارها. كما وثقّ سفراته في كتابين واحد خاصّ بقارة إفريقيا والثاني بقارّة أوروبا.

عائلة عاشقة للسفر

نقل رقية عدوى حب السفر إلى زوجته وأطفاله الذين شاركوه في 50 مغامرة من رحلاته، فقد زاروا أوروبا كلّها برّا في رحلة بحافلة صغيرة. وقد زار أحد أبنائه إلى حدّ الآن 50 بلدا وهو لم يتجاوز بعد 30 سنة من العمر.

أكثر من 50 سنة من الحل والترحال بين القارات الخمس، تعلم خلالها الرحالة التونسي تحمل المسؤولية والقدرة على إيجاد الحلول والتحلي بالصبر، وعرف معنى التسامح وقبول الاختلاف والتعايش مع الآخر.

وتضمّ تونس أكثر من 1500 شخص يوضعون في صنف كبار المسافرين من بينهم حوالي 50 زاروا ما يزيد عن 100 بلد.