إرهابيو القاعدة خارج أسوار سجون ميليشيا الحوثي

قايض تنظيم القاعدة عناصره في السجون بمقاتلين حوثيين أُسروا في المعارك القتالية بين الجانبين في اليمن عام 2015، وبهذه الطريقة حررت التنظيم الإرهابي معظم عناصره في أقل من خمس سنوات، وعزز صفوفه بعشرات المعتقلين المفرج عنهم، الأمر الذي ساعده في التغلب على أزمة التجنيد التي واجهها بسبب عجزه عن اجتذاب عناصر جديدة.

إطلاق سراح معتقلي القاعدة يشكل تهديدًا لحياة الأفراد في المناطق التي ينشط فيها كما يمثل عقبة أمام الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب وإيجاد تسوية سلمية دائمة إذ أن العزلة الدولية التي تواجهها جماعة الحوثيين شجعتها على التعامل مع المعتقلين كشأن يمني بحت، دون إيلاء اعتبار للتداعيات الواسعة النطاق التي تترتب على الإفراج عنهم على الأمن في المنطقة وخارجها.

 

محمد عايض الحرازي أحد أبرز الأفراد في تنظيم القاعدة بجزيرة العرب اعتقل في سجن الأمن السياسي بصنعاء شديد الحراسة عام 2011 وحُكم عليه بالسجن عشر سنوات لكن أطلق سراحه فجأة عام 2016 في إطار صفقة لتبادل الأسرى بين تنظيم القاعدة الإرهابي وميليشيا الحوثيي التي استولت على السلطة في صنعاء عام 2014، وهو واحد من عشرات الشخصيات في تنظيم القاعدة الذين أُطلق سراحهم ضمن صفقات تبادل الأسرى بين عامي 2016 و2021.

وفي المراحل الأولى من استيلائهم على السلطة عامي 2013 و2014، تبنت ميليشيا الحوثي فكرة محاولة تحييد المعارضة الدولية لها من خلال تقديم ضمانات بشأن التعاون في “الحرب على الإرهاب”. إلا أنها غيرت سياستها في سنة 2015 ووضعت نهجها المستقل إزاء قضية القاعدة.

في أعقاب الانقلاب الحوثي على حكومة هادي في صنعاء بلغ عدد معتقلي تنظيم القاعدة في السجون الحوثية أكثر من 400 وأصبحت الأعداد المتزايدة مشكلة مساحة وأموال بالنسبة للحوثيين في مواجهة العزلة الدولية والحصار والحرب. كان هذا شكل عبئًا ماليًّا شتت انتباه ميليشيا الحوثي عن أولوياتها وكان اتباع استراتيجية خطرة متمثلة بسياسة الإفراج عن عناصر تنظيم القاعدة يهدد بتعريض سلطات الحوثيين إلى مزيد من الاستهجان الدولي.

خلال المعارك القتالية مع تنظيم القاعدة في محافظة البيضاء عام 2015، اعتبرت سلطات الحوثيين مقايضة الأسرى وسيلة جيدة لضمان إطلاق سراح مقاتليها، بغض النظر عن المخاوف الدولية بشأن إبرام الصفقات مع الإرهابيين وأُفرج عن عشرات المعتقلين من تنظيم القاعدة عام 2016 وطالبت القاعدة إخلاء سبيل العديد من عناصرها مقابل الإفراج عن أسير حوثي واحد ينتمي إلى أسرة هاشمية مرموقة حيث كان لتنظيم القاعدة القدرة على مقايضة معتقل واحد ينتمي للهاشميين بـ20 معتقلًا أو أكثر من عناصره.