أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (وكالات)

شكّل إعلان الرئيس الجزائري عبد العزيز بو تفليقة، يوم أمس الإثنين، تخليه عن قراره الترشح لفترة ولاية خامسة وتأجيل الإنتخابات التي كانت مقررة في نيسان المقبل، عنواناً عريضاً لنجاح الجزائريين في بسطِ كلمتهم، إذ أنهم خرجوا بمظاهرات شبه يومية ضمّت عشرات الآلاف من مختلف الطبقات الإجتماعية رفضاً للنظام السياسي الذي سيطرَ عليه الجمود منذ استقلال الجزائر عن فرنسا عام 1962.

ففي عنوانها اليوم، كتبت صحيفة “الشرق الأوسط”: “بوتفليقة ينحني للعاصفة… ويخرج من السباق”، وقالت أنّه “فيما بدا استجابةً لضغوط الحراك الشعبي وانحناءً للعاصفة، قرر الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، الانسحاب من المشهد السياسي بعد نحو عشرين سنة من تسلمه الحكم”. وأضافت الصحيفة: “وجّه الرئيس بوتفليقة، أمس، رسالة إلى الأمة، أعلن فيها عن سبعة قرارات، بينها تأجيل الانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة يوم 18 أبريل (نيسان) المقبل، وعدم ترشحه لعهدة خامسة. ووعد بوتفليقة بمرحلة انتقالية تقودها حكومة كفاءات، وعقد ندوة وطنية مستقلة تعد لإصلاحات ستشكل أساساً لنظام جدي للبلاد. ومن المفترض أن تشرف على الندوة المرتقبة هيئة تعددية برئاسة شخصية مستقلة، على أن تنهي أعمالها قبل نهاية العام الحالي. كما يفترض أن تعد الندوة الوطنية لمشروع دستور يعرض على الاستفتاء الشعبي، وإجراء انتخابات رئاسية جديدة”.

أمّا موقع “اليوم الثامن”، فلفت إلى أنّ “ردود الفعل تتواصل على الساحة السياسية في الجزائر عقب البيان الذي أصدره الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، والذي أعلن بموجبه الانسحاب من السباق الرئاسي، ورأى عدد من الساسة أن هذه الخطوة بها تحايلاً من الرئيس على الدستور ورغبات الشعب، فيما رأى البعض أنها تمثل انتصاراً سياسياً للشارع وطموحه السياسي”.

ووفقاً للموقع، فإنّ العديد من الصحف العربية الصادر اليوم الثلاثاء، أشارت إلى أن “اسم وزير الداخلية نور الدين بدوي تردّد ليكون مرشحاً لرئاسة الوزراء، فيما طالبت قيادات المعارضة بمحاسبة كبار المسؤولين الجزائريين في عهد الرئيس بتفليقة على ما سببوه من أضرار للشعب”.

إلى ذلك، فقد رصدت صحيفة “الانديبندنت عربية” تداعيات ما يجري في الشارع الجزائري، وتساءلت هل ما يجري هو انتصار أم تحايل من الرئيس سياسياً لكسب المزيد من النقاط السياسية؟.

وأشارت الصحيفة، إلى “انقسام الشارع حيال القرارات التي أعلنها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة”، موضحة أنّ “البعض وصف هذه الخطوات بأنها تمثل “انتصاراً جزئياً”، وذهب رأي آخر إلى التأكيد أن السلطة مررت التغيير الذي يخدمها عن طريق تمديد ولاية بوتفليقة الرابعة سنةً إضافية، بغرض إعادة ترتيب حساباتها”. وأوضحت الصحيفة أنّ “ما أعلنه الرئيس يعني الالتفاف حول الرغبة الشعبية في الذهاب إلى انتخابات حقيقية”.

من جهتها، لفتت صحيفة “قبرص ميل” إلى إنّ “آلاف الجزائريين نزلوا إلى الشوارع في احتفالات عارمة مساء الإثنين، بعد إعلان الرئيس المريض عبد العزيز بوتفليقة تراجعه عن الترشح لولاية رئاسية خامسة”. واعتبرت الصحيفة أنّ “أن قرار بوتفليقة إنما يمثل خضوعاً منه بعد أسابيع من التظاهرات ضد حكمه الذي امتد عقدين من الزمان”. ونقلت الصحيفة عن سائق تاكس جزائري في الخمسين من عمره قوله: “لقد قطفت ثورتنا الثمار، لقد هزمنا أنصار العهدة الخامسة”.

أحداث الجزائر على مواقع التواصل

ومن عالم الصحف إلى عالم مواقع التواصل الإجتماعي، حيثُ لم يغب روادها عن التعليق على أحداث الجزائر. فالعديد من الناشطين رحبوا بقرارات بوتفليقة التي اعتبروها انتصاراً للإرادة الشعبية.

وقال أحد الناشطين عبر “تويتر”: “الشعب الجزائري يفرض إرادته. تطور سيصيب الشبيحة وجماعة الثورة المضادة بالصداع. لن يستسلموا بالطبع، وسيواصلون رحلة البحث عن عقوبة، وفق نظرية “شوفوا سوريا”، لكن مسيرات الشعوب نحو الحرية والتحرر لم تكن سهلة ومعقمة في أي يوم. سلام على الجزائر التي تعيد لنا بعض الأمل من جديد”.

كذلك، قال ناشط آخر: “انتصار الجزائر هو انتصار للعرب جميعا وللمصريين على وجه الخصوص بصرف النظر عن النتائج وهي ان شاء الله نتائج عظيمة”.

وعلّق آخر على التطورات الجزائرية بالقول: “على الشعب الجزائري أن يتعلَّم من أخطاء الثورة المصرية، عندما أطاح المصريون بمبارك وتركوا نظامه، فتسبَّب ذلك بأسوأ كارثة لمصر في تاريخها الحديث. الجزائر تحكمها عصابة تسيطر على جميع مفاصل الدولة، لذلك عدم إزاحة هؤلاء الفاسدين قد يتسبَّب بكارثة أكبر من بقاء بوتفليقة في الحكم”.

مصدر الصورة: dmcnews

للمزيد:

1000 قاض جزائري: “لا انتخابات” إذا شارك بوتفليقة