أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (تحليل)

في النهاية، تم العثور على أبو بكر البغدادي في حضن العدو، مختبئاً داخل أراضي هيئة تحرير الشام. ليس من الغريب أن يلجأ زعيم إرهابي إلى مكان غير محتمل ليكون قادرًا على الاختباء ممن يلاحقه. إلا أن هذا لا يفسر الدور الذي لعبته هيئة تحرير الشام في مقتل البغدادي. هناك سيناريوهات متعددة لما حدث سيتم شرحها في التحليل التالي:

1- (ليس السيناريو المرجح) هيئة تحرير الشام لم تكن على علم بشيء.

السيناريو الأول هو أنه عندما ظهرت المروحيات وقوات الكوماندوز الأمريكية، فوجئت هيئة تحرير الشام تمامًا مثل السكان المدنيين في إدلب وكان كل شيء قد انتهى قبل أن تتمكن هيئة تحرير الشام من الاستجابة والتعامل مع الموقف. من المعروف أن هناك خلايا نائمة تابعة لداعش في إدلب، وتقوم هذه الخلايا بالمشاركة في اغتيالات لأفراد من الجماعات الجهادية الأخرى بما في ذلك هيئة تحرير الشام، فعلى أرض الواقع لا تسيطر هيئة تحرير الشام على كل سنتيمتر من أراضيها في إدلب أيضًا. لذا في حين أنه من الممكن أن يتسلل البغدادي إلى إدلب بمساعدة عملاء داعش داخل حراس الدين، فإن هذا ببساطة ليس سيناريو محتمل. خلال العملية، تمكنت هيئة تحرير الشام من الابتعاد عن طريق الأميركيين، ما يشير إلى أنهم لم يكونوا جاهلين تمامًا بما كان يحدث.

2- (ليس السيناريو المرجح) هيئة تحرير الشام ساعدت في إتمام العملية بشكل فعال

السيناريو الثاني يفترض أن هيئة تحرير الشام كانت على علم بموقع البغدادي بشكل دقيق، وقامت بإرساله إلى الأكراد في سوريا أو إلى السلطات العراقية أو ربما للسلطات الأمريكية مباشرة. في حين أن أحدا لن يرفض استخدام معلومات حول مكان تواجد البغدادي، إلا أن هيئة تحرير الشام في النهاية هي تنظيم إرهابي، وسيواجه هذا التعاون عقبات عدة. إضافة إلى ذلك، سوف يتم النظر إلى هذه المعلومات المقدمة من هيئة تحرير الشام بشكل مشبوه ومثير للشك. لذا لا يمكن أن يستند المهاجمون على معلومات مقدمة من هيئة تحرير الشام فقط.

3- (السيناريو المرجح) كان لدى هيئة تحرير الشام بعض المعلومات التي جعلت العثور على البغدادي سهلاً

وفقًا للسيناريو الثالث، كانت لدى هيئة تحرير الشام فكرة عامة عن المكان الذي كان يختبئ فيه البغدادي. وبالنظر إلى أين ستذهب الأمور وما يمكن أن يحدث، غيرت هيئة تحرير الشام ترتيباتها الأمنية في المنطقة. هذا الأمر لم يضمن فقط عدم حدوث أي تبادل لإطلاق النار مع هيئة تحرير الشام، بل ربما كانت هذه المعلومات التي قدمتها هيئة تحرير الشام بمثابة إشارة إلى استخبارات التحالف التي كانت تحاول تحديد الإحداثيات الدقيقة للبغدادي في الوقت الفعلي. هذا السيناريو هو الأكثر منطقية لأنه لا يفترض وجود تنسيق بين القوات التي كانت تلاحق البغدادي وهيئة تحرير الشام، مع السماح بإمكانية قيام هيئة تحرير الشام بمساعدة أحد أعدائها في العثور على عدو آخر. الطريقة التي تحتفل بها حسابات وسائل التواصل الاجتماعي المؤيدة لهيئة تحرير الشام بوفاة البغدادي تدعم هذا السيناريو أيضًا، حيث أنهم لم ينددوا غارة العدو على أراضيهم.

وسائل التواصل الاجتماعي زخرت بالتعليقات حول موضوع تورط تحرير الشام بعملية اغتيال البغدادي.. إليكم بعض التعليقات التي اخترناها

https://twitter.com/SthkakThawre/status/1188692608148750337

 

https://twitter.com/AbiMaysarah/status/1188493532174176258

أقرا ايضاً:

أسئلة ملّحة لابدّ من طرحها بعد قتل البغدادي