أخبار الآن | لندن – theguardian

نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانيّة تقريراً تطرقت فيه إلى زوجة قيادي في تنظيم “داعش” الإرهابي المنهزم، تدعى نسرين أسعد إبراهيم وتلقّب بـ”أم سيّاف” وتبلغ من العمر 29 عاماً، وهي التي ساعدت وكالة الإستخبارات الأمريكية (CIA) في معرفة أسرار زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي.

وبحسب الصحيفة، فإنّ “إم سياف كانت زوجة للداعشي فتحي بن عون مراد التونسي الملقب بـ”وزير نفط داعش“، وذلك قبل مقتله في عملية نفذتها يد قوات أمريكية في سوريا منذ 4 سنوات. العملية نفسها أسفرت عن اعتقال “أم سياف”، وقد ساهم ذلك في تحولات بارزة”.

وكشفت “الغارديان” أنّ “أم سياف كشفت خلال مقابلة تمت في السجن برفقة ضابط استخبارات كردي عن المعلومات التي منحتها للاستخبارات الأمريكيّة، فيما قال مسؤول استخباراتي كردي إن أم سياف منحتهم صورة واضحة عن عائلة أبو بكر البغدادي والأشخاص المهمين له”.

ولفت إلى أنّ “أم سياف وفرت لهم معلومات عن زوجات المقربين للبغدادي، كما أنها تعرفت على كثير من قيادات التنظيم وحددت مسؤولياتهم”، موضحاً أنّ “السيدة هذه رفضت في البداية التعاون مع المحققين، ولكن في عام 2016 بدأت الكشف عما في جعبتها من أسرار، حيث قالت إنها منحت المحققين الأمريكيين كل ما لديها من معلومات بشأن الصور والخرائط التي قدموها لها، وأكدت أنهم كانوا مهذبين جداً”.

ولفتت الصحيفة إلى أنّ “أم سياف، باتت جزءاً لا يتجزأ من عملية جمع المعلومات الاستخباراتية عن التنظيم المتطرف، بل إنها ساعدت ضباطاً أمريكيين وأكراداً على مداهمة مخبأ للبغدادي كانت عمتها أعدته له، وأوضحت أن عمتها كانت مع زعيم داعش من البداية، بل إنها فقدت اثنين من أبنائها كانوا يحاربون مع التنظيم”.

وبحسب الصحيفة، فقد كشفت “أم سياف” أنّ “البغدادي كان يزورها مع زوجها كثيراً واصطحبهما في زيارة لمدينة الرقة. ونظراً لقرب زوجها من البغدادي وانضمام عدد كبير من أفراد عائلتها لداعش، استطاعت أن تكون الأكثر قرباً لزعيم التنظيم من باقي نساء “داعش”، بل كان بإمكانها حضور الاجتماعات والمناقشات الشخصية وحضرت تسجيل البغدادي لرسائل صوتية، وأوضحت أن عملية التسجيل كانت تتم في منزل زوجها لأنه كان مسؤولاً عن الإعلام في التنظيم”.

ووفقاً لـ”الغارديان”، فإنّ “أم سياف استطاعت خلال شهر فبراير/شباط 2016، من تحديد منزل في الموصل كان يختبئ فيه زعيم داعش. لكن المسؤولين الأميركيين رفضوا قصفه تحسباً لسقوط ضحايا مدنيين، وقالت إن هذا المنزل كان من الأماكن التي يحبها البغدادي، كما رجحت أن يكون الأخير عاد إلى العراق لأنه يشعر بالأمان هناك إذ أنه لم يشعر بالرضا في سوريا“. تشير الغارديان أيضاً إلى أنّ “أم سياف كشفت أنّ آخر ما سمعته عن البغدادي هو أنه أراد الذهاب إلى مدينتي القائم أو بو كمال”.

وكانت محكمة عراقية في أربيل أصدرت حكم الإعدام بـ”أم سياف” لاتهامها بالتورط في بعض أكثر جرائم “داعش” بشاعة، كاستعباد كايلا مولر، عاملة الإغاثة الأمريكية التي وقعت أسيرة في قبضة عناصر التنظيم. وبحسب مسؤولين أمريكيين، فإنّ “أمل كلوني، المحامية المتخصصة في قضايا حقوق الإنسان، طلبت نقل أم سياف من العراق إلى الولايات المتحدة الأمريكية لمعاقبتها على جرائمها”. وأوضحت كلوني أمام مجلس الأمن في نيسان/أبريل الماضي أنّ “أم سياف حبست ضحاياها في غرفة وحرضت على ضربهن، بل إنها كانت تجهزهن للاغتصاب بتزيينهن”.

مصدر الصورة:  getty

للمزيد:

المسماري: القتال ليس بين الليبيين