أخبار الآن | درعا – سوريا – (محمد الحوراني)

حررت فصائل المعارضة السورية مناطق في البادية الشامية جنوب سوريا من احتلال تنظيم داعش خلال الأيام الماضية ضمن معركة اطلقت عليها اسم " وسرجناالجياد " التي جاءت على مرحلتين من العمليات العسكرية ضمن غرفة عمليات تضم كل من " جيش العشائر , والوية الشهيد احمد العبدو, وجيش اسود الشرقية.

وقال قادة المعركة إن قواتهم حررت مساحات كبيرة من الأراضي من تنظيم داعش في جنوب سوريا في الأسبوعين الماضيين، وجاءت هذه المكاسب السريعة تتويجا لشهور من العمليات السرية نصبوا خلالها الكمائن وقطعوا خطوط الاتصالات لإضعاف معقل مقاتلي داعش في المنطقة الحدودية الجنوبية الشرقية بالقرب من العراق والأردن.

وقال طلاس السلامة، قائد جيش "أسود الشرقية"، أكبر فصائل الجيش السوري الحر في المنطقة: "سيطرنا على مساحات شاسعة في الحماد الشامي والقلمون الشرقي بعد اشتباكات عنيفة مع داعش  في 16 يوما وضربنا مواق داعش وسيطرنا عليها.

" وأضاف " جاءت هذه العملية العسكرية على مرحلتين الأولى تطهير البادية السورية بشكل كامل من خلابا داعش لضرب نقاط ارتكازه الرئيسية في جبل دكوة وجبل المكحل والسيطرة على بئر القصب بعد انسحاب عناصر داعش من منطقة حوش حماد شرق منطقة اللجاة شمال درعا " بعد التقدم النوعي، وغير المتوقع الذي أحرزته قوات المعارضة على حساب تنظيم داعش في البادية، اتخذ التنظيم إجراءات احترازية، تمثلت باستقدامه تعزيزاتٍ قتالية وعسكرية إضافية من مناطق سيطرته في الرقة ومحيط تدمر، للحيلولة دون تقدم فصائل المعارضة في المنطقة. 
 
واصبح واضح أن التنظيم بات يخشى جديًا من إمكانية انتقال فصائل الجيش الحر ، من حالة الدفاع إلى الهجوم، على الرغم من قطعه طرق الإمداد والتموين عنها، وتعدّد الجبهات التي يخوضها من خلالها معارك في أنحاء متفرقة من المنطقة منذ ثلاثة أشهر متواصلة.

استراتيجية المعركة: بعد أسبوعين من إطلاق فصائل المعارضة معركتين (أحدهما في البادية جنوب البلاد وأخرى في محيط منطقة القلمون شرقي دمشق)، باتت فصائل المعارضة السورية، على وشك فك الحصار عن القلمون الشرقي بريف دمشق المحاصر من قبل النظام السوري وتنظيم "داعش" منذ قرابة العامين.

وتهدف المعركتين التي حققت 90 بالمئة من أهدافها، إلى ربط المنطقتين ببعض وطرد تنظيم "داعش" منها. وفي حديث مع المقدم "أبو يعقوب "احد قيادي الوية الشهيد احمد العبدو اهم الفصائل المشاركة في البادية قال " سيطرنا على مساحة واسعة بعمق 150 كم من الحدود الأردنية السورية وصولا إلى اوتستراد دمشق بغداد ولهذه المنطقة أهمية جغرافية تنبع من خلال ما تتصف به من وجود مناطق وعرة وجبلية كانت قواعج لانطلاق الجيش الحر لقتال النظام السوري باتجاه الغوطة الشرقية والقلمون الشرقي وكانت تشكل هذه المنطقة العمق العملياتي لتنظيم داعش بعد اقتراب معركة الرقة التي كانت عناصر داعش تعد إلى الانسحاب الى البادية من الرقة ودير الزور " وأضاف " ان اغلب المحاور التي كنا نسلكها لامداد قواتنا في القلمون  كانت تقع ضمن هذه المنطقة التي تسيطر عليها داعش التي بدورها كانت تساند النظام السوري بمحاصرة ثوار الغوطة الشرقية من دمشق والقلمون " وأشار
أبو يعقوب إلى أسباب انهيار التنظيم بهذه السرعة هوا سياسة التنظيم بسحب عدد كبير من عناصرة باتجاه الرقة لزجها في معاركه بالموصل والرقة وأضاف أنه "لم يبق سوى ريف حمص الشرقي الجنوبي (وسط سوريا) ويشمل منطقتي المحسا وجنيفيس، ما يعني اقتراب فك الحصار عن القلمون الشرقي، المحاصر من قبل النظام السوري وتنظيم "داعش" منذ قرابة عامين".

وتوقع العقيد أبو يعقوب، أن تكون المعارك القادمة "قوية، بعد أن أعدت فصائل الجيش الحر للهجوم على آخر نقاط التنظيم المسلح، من عدة محاور لا سيما الحماد، والبادية السورية، ومن داخل القلمون الشرقي المحاصر، تمهيدا لأن يلتقي الطرفان في نقطة المحسا".  

وعن الخطوات القادمة بعد كسر الحصار عن القلمون الشرقي، قال "الفصائل ستقوم بالتموضع على بوابة الغوطة الشرقية في ريف دمشق، في جبل الدكوة (ريف السويداء جنوب سوريا)، وملاحقة التنظيم المسلح إلى الشرق باتجاه دير الزور (شرق سوريا)  من جانبه، قال محمد عدنان المسؤول الاعلامي في "جيش أحرار العشائر" التابع للجيش السوري الحر، إن "فصائل الجيش الحر تقترب من فك الحصار عن القلمون الشرقي بعد التقدم الكبير الذي أحرزته من خلال معاركها في منطقة البادية السورية ضد تنظيم داعش، إذ لا يفصلها عن مناطق سيطرتها في القلمون سوى 20 كيلو مترا كحد أقصى".

وأضاف، "من أبرز المناطق التي سيطرت عليها الفصائل هي تل دكوة في منطقة القلمون، ومنطقة بئر القصب شمال غرب السويداء، التابعة إداريا لريف دمشق". 

 

إقرأ أيضاً

 خاص | ساعة الحسم إقتربت.. الرقة تتخلص من جاهليتها وتتجه نحو المدنية

خاص | "هادي العبد الله": الثورة السورية تواجه كل مجرمي الأرض