أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (تحليل) 

مدينة سرت الليببية خالية من تواجد داعش بالكامل تقريباً،  حيث قامت القوات المعارضة لداعش بقيادة  البنيان المرصوص باقتلاع داعش من سرت سنتيمترا تلو الآخر. هزيمة داعش في سرت لا تعد نهاية حلمه بالتواجد في شمال افريقيا فحسب، بل تعد ايضا هزيمة استراتيجية جديدة تضاف الى مجموع انقساماته وهزائمه.اليكم تحليلنا:

 

تحليل:

على قادة داعش ان يلقوا نظرة عن كثب على الصورة الناشئة من مدينة سرت وسوف يتعرفون عليها، لأن سرت كانت كوباني أخرى، شدّادي اخرى ومنبج ايضاً. بعد قتال طويل، داعش غير قادر على مقاومة القوات المتفوقة التي تهاجمه.

 

ولكن، ما الذي يحدث في سرت بالضبط ؟

في سرت قام الليبيون باستصلاح ليبيا بعد التقلص السريع لداعش في المدينة. فرع داعش في ليبيا خسر أراضيه بسرعة. المقاتلون الأجانب في داعش بدؤوا يدركون أن ليبيا كانت سببا للخسارة، وتوقفوا عن التضحية بأنفسهم من أجل داعش ليبيا.

 

حاول العديد من كبار قادة داعش الفرار من المدينة عن طريق ارتداء ملابس مدنية ومنها ملابس نسائية. قرارهم بالهروب من القتال، والطرق التي استخدموها في الهرب، ستبقى في تاريخ داعش كخطوة هامة نحو الفشل التام.

 

باقتراب نهاية المعركة، شهد أفراد الصف الثاني لداعش في سرت صدمة مريرة، حيث تم تركهم وعائلاتهم  من قبل القادة والتخلي عنهم في نهاية المطاف. وفي الوقت ذاته قام قادة داعش بالفرار من سرت مع عائلاتهم.

 

مرة أخرى، أظهر داعش أنه لم يهتم بأرواح المقاتلين العاديين وأسرهم.

بما أن مقاتلي داعش فروا جنوباً إلى المناطق الصحراوية الداخلية الليبية ، فإنهم لن يلاقوا سوى المزيد من المقاومة من المواطنين الذين يعيشون في تلك المناطق.

 

الإطاحة بداعش في سرت، كما حصل في درنة قبل عام، هو دليل على أن الشعب الليبي يرفض رسالة داعش وترهيبه. وعلى نطاق أوسع، فهم داعش المنحرف للدين ليس مرغوباً في ليبيا التي هي حريصة على تحقيق استقرارها السياسي الخاص والشرعية.

 

داعش ليبيا هو سبب الفشل الذي سيدفع حتى مؤيديه الى عدم  هدر الموارد أكثر من ذلك.

أصبح داعش أكثر دراية بهذا النوع من الهزائم المدمرة: فانه يُهزم في كل مرة يواجه هجوماً. هزم في كوباني، الشدادي والفلوجة والرمادي وتكريت ومنبج والآن في سرت. داعش يُهزم في أي مكان تقوم بمواجهته قوة منظمة حقاً، وتكون هزيمته سريعة. 

 

مثلما حصل منبج، هزيمة التنظيم في سرت أيضا أصبحت وشيكة، فضلاً عن انهيار سيطرته في المدينة أيضا، حيث تمكن المواطنون من الفرار من سيطرته، مما يسرّع في إنهاء احتلاله. هؤلاء المواطنين أصبحوا الآن قادرين على العودة إلى ديارهم والبدء في إعادة بناء حياتهم.

في النهاية، سرت هي الوعد السعيد لبقية المدن التي تقاتل داعش، ونذير على الانهيار التام للتنظيم.

 

إقرأ أيضاً

من هو القيادي في داعش أبو محمد الفرقان الذي أكد داعش مقتله؟

قوات البنيان المرصوص تُعلن تقدمها باتجاه الجيزة البحرية في سرت