توفي أمير قاعدة اليمن دون أن يعلن التنظيم كيفية ذلك

  • غموض يكتنف وفاة أمير قاعدة اليمن واثنين من قادة التنظيم منهما ابن سيف العدل
  • هيئة تحرير الشام تستشعر الخطر على نفوذها في إدلب
  • ”تيار جديد“ بديلاً عن جماعات الإسلام السياسي المعهودة

ضيف الأسبوع الأستاذ هشام النجار الكاتب والخبير في شؤون حركات الإسلام السياسي، صاحب كتاب: ”جحيم الإرهاب المحلي: التكفيريون يحكمون -القاعدة وطالبان- بعد سقوط الإخوان“.

غزة: الأسبوع ٢٣

أهلاً بكم في أخبار الآن. في غزة، يقول أحدهم ”أحلم بالزنابق البيضاء؛ بشارع مغرّد و منزل مضاء … أريد يوماً مشمساً، لا لحظة انتصار مجنونةً.. فاشيّهْ؛ إن الوطن أن أحتسي قهوة أُمي، أن أعود، آمناً مع المساء“ (محمود درويش). في عالم الجهادية، الموت الغامض يلاحق قياديي اليمن؛ وهيئة تحرير الشام تستشعر الخطر، إلى التفاصيل.

وفاة باطرفي

توالت بيانات التعزية بوفاة خالد باطرفي زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب. بيانات العزاء جاءت من فرعي القاعدة في شمال إفريقيا وغربها: القاعدة في المغرب الإسلامي وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين في بيان مشترك؛ ومن جماعة الشباب الصومالية. هذه البيانات استقت من بيان الملاحم نفسه بالتأكيد على ”هجرة“ باطرفي وبالتالي استحقاقه لقب ”شهيد“ ومثلها جاءت بيانات العزاء من الإعلام الرديف كما في مؤسسة الواثبون وكتائب الإيمان والمِخْذَم.

لكن لفت بيان حراس الدين، فرع القاعدة في الشام؛ لأن هذا الفرع غير موجود على الأرض بعد أن انقضّت عليه هيئة تحرير الشام في ٢٠٢٠.

المرصد رقم ٢٣٦ | غموض يكتنف وفاة أمير قاعدة اليمن واثنين من قادة التنظيم منهما ابن سيف العدل

التعزية الأكثر غرابة كانت من أبي ماريا القحطاني الذي أُطلق سراحه أخيراً من سجون هيئة تحرير الشام على خلفية اتهامه بالعمالة. التعزية جاءت متأخرة أسبوعاً تقريباً. يوم ١٧ مارس، كتب القحطاني في حسابه على التلغرام مواساة مقتضبة وصف فيها باطرفي ”بالأخ“ الغريب في هذه المواساة هو موقف القحطاني من تنظيم قاعدة اليمن. لنتذكر أنه في ٢١ يوليو ٢٠٢٣، قبيل اعتقاله، قال القحطاني إن خالد باطرفي – مجرداً من الألقاب والصفات – ”دمر اليمن“ بقبوله وصاية سيف العدل على التنظيم وبالتالي تنفيذ أوامر الحرس الثوري الإيراني، بل زاد أن باطرفي ”يحاول تحريك فلول تنظيمه المسخ في الشام“ قاصداً حراس الدين ”لتكون خلايا تخدم مصالح إيران والنظام“.

توالت أيضاً المبايعات من أفراد التنظيم وأنصاره – مبايعة الأمير الجديد سعد بن عاطف العولقي.

وفاة باطرفي ومبايعة العولقي تجعلنا نسأل عن موقف أنصار التنظيم من سكوت قيادته عن حسم مصير القائد العام أيمن الظواهري حياً كان أم ميتاً، فبيانات العزاء شددت على أن ”الراية“ لم تسقط، بل انتقلت من يد إلى أخرى. وعليه، نسأل: من يحمل راية القاعدة الأم الآن؟ من هو الأمير الذي يبايعه على السمع والطاعة أمراء القاعدة وأفرادها وأنصارها؟

هل توفي ابن سيف العدل؟

وكأن إعلان وفاة باطرفي دون توضيح سبب الوفاة لم يكن كافياً؛ فما الذي منع التنظيم من القول إن باطرفي مات ميتة طبيعية مثلاً؛ أو إثر مرض؟ على كل حال، يُضاف إلى هذا الغموض ما تداوله أنصار التنظيم خلال الأيام الماضية عن وفاة اثنين من قياديي التنظيم، هما سليمان الصنعاني وأبو اليسر.

أما الصنعاني فهو المسؤول عن المسيّرات في التنظيم والمشهور بخطبه الحماسية. وقد نشر حساب سهام الخير صورته من دون أن يوضح سبب الوفاة. مصادر أخرى، ومنها أخبار الآن، أفادت أن الصنعاني، توفي في حادث مروري بين شبوة وأبين، أما أبو اليسر، فيبدو أن المقصود هو منصور أبو اليسر وهو اسم آخر عُرف به خالد المدني، ابن سيف العدل، بحسب أخبار الآن، لا تزال الأخبار متضاربة حول مصير الرجل، بعض المصادر نقلت أنه تُوفي في حريق في مأرب؛ وآخرون قالوا إنه أصيب.

وفي هذا لفت تعليق على منشور في حساب أنباء جاسم على منصة إكس. أنباء جاسم ترحم على الرجل إن كان الخبر صحيحاً؛ فردّ متابع أن توفي هو وابنه ذا الأربعة أعوام.

سلوك قاعدة اليمن يخدم الحوثيين

في ملف قاعدة اليمن، نتوقف عند منشور في مؤسسة سهام الخير الإعلامية – تيمناً بحملة ”سهام الحق“ التي أطلقها تنظيم القاعدة في سبتمبر ٢٠٢٢ ضد القوات اليمنية الجنوبية المدعومة عربياً. المنشور الذي وُقع باسم ”فتى الأخدود“ يعتبر أن ثمة مؤامرةً عالمية ”لتلميع“ الحوثيين ”تابع الفرس – إيران“ مقابل ”تشويه“ تنظيم القاعدة ”السّني“ ويبدأ بالسؤال: ”ما الذي يجعل الحوثي بطلاً … ويصوّر القاعدة بالإجرام والإرهاب؟“

وفي منشور تالٍ، يفكك فتى الأخدود تناقضات الحوثيين في زعمهم دعم غزة. وفي هذا التفكيك منطق كثير لا يتفق واقعاً مع سلوك تنظيم القاعدة في اليمن. يقول إن الحوثي ”محاصر ٥ مليون مسلم (في اليمن)، ويطالب اليهود بفك حصار ٢ مليون مسلم! قصف مكة المكرمة بحجة العدوان، ويريد توقيف اليهود القصف على غزة! الحوثي مسيطر على الحديدة من ٢٠١٤ لماذا لم يستهدف السفن منذ ذلك التاريخ! هل وصل الخبر متأخر ان الأقصى محتل عام 2023!“

المرصد رقم ٢٣٦ | غموض يكتنف وفاة أمير قاعدة اليمن واثنين من قادة التنظيم منهما ابن سيف العدل

لا شك سنجد في أدبيات القاعدة عموماً وقاعدة اليمن خصوصاً مثيل هذا الخطاب المناهض للحوثيين. لكن السؤال الذي يجب أن يتوقف عنده فتى الأخدود وغيره من أنصار التنظيم هو: لماذا سلوك التنظيم في اليمن يخدم الحوثيين المدعومين إيرانياً؟ لماذا أمّن التنظيم خطوط التماس مع الحوثيين ولم يشن هجمة واحدة ضدهم منذ ١٨ شهراً على الأقل ولو على سبيل التحرش؛ بينما كثّف هجماته ضد القوات اليمنية الجنوبية السنية المدعومة عربياً؟

هيئة تحرير الشام في خطر

لا شك أن قيادة هيئة تحرير الشام باتت تستشعر الخطر على خلفية تداعيات قضية العملاء. ومن علامات ذلك أن شخصيات وازنة باتت تتصدر التظاهرات المطالبة بعزل أمير الهيئة أبي محمد الجولاني تحت عنوان ”الثورة السورية الثانية.“ من هؤلاء عبدالرزاق المهدي الذي بات يحظى بقبول واسع في أوساط معارضي الجولاني بعد أن أخذوا عليه مواقف سابقة غير حاسمة. وكذلك أبو مالك التلي الذي يتحدث علناً ضد الجولاني وفي الأماكن العامة. ومثله بسام صهيوني الذي ترأس مجلس الشورى التابع للهيئة وأحد مؤسسي حكومة الجولاني المعروفة باسم حكومة الإنقاذ.

في وسط هذه التظاهرات، تأتي الذكرى الثالثة عشرة لانطلاق الحراك الشعبي ضد نظام الأسد في دمشق في ٢٠١١. معارضو الهيئة أحيوا المناسبة تحت شعار ”جمعة تجديد الثورة؛“ فيما سيّرت الهيئة تظاهرات تحت شعار ”ثورة لكل السوريين.“

في الأثناء، يواصل الجولاني لقاءاته بالفعاليات المتنفذة في إدلب ومحيطها ومنها اجتماع مع ”القوى الثورية والمؤسسات العامة وفعاليات المجتمع المدني“ في معبر باب الهوى، أفضى إلى اتفاق على تشكيل مجلس استشاري بديلاً عن مجلس قيادة للمحرر.

من جملة ما جاء في هذا الاجتماع أن الجولاني عرض على الحضور اختيار بديل عنه. وقال: ”ليس هناك خلاف على السلطة، تستطيعون الآن الاتفاق على شخص … وأنا معه وأول واحد أسلمه كل ما عندي على أن يلتزم بضوابط عمل يسير عليها المحرر، أنتم تمثلون كل شرائح المجتمع، فاتفقوا جميعاً أو الأغلبية”.

تعليقاً على هذا، اعتبر بسام صهيوني وكان رئيساً لمجلس الشورى العام ما حصل أمر غير جائز وقال: ”فالأمر يحتاج إلى تشاور وترتيبات وتنسيق ولا يتم بهذه الطريقة التي هي أشبه بالتعجيز؛ إما أن تختاروا بديلا الآن في هذه اللحظة أو أبقى أنا في مكاني!!“.

زكور يرد على صوفان

ومن علامات التوتر، نذكر أن الشرعي الأول في الهيئة عبدالرحيم عطون تصدر الرد على أبي مالك التلي، القيادي المتنفذ والمنشق عن الهيئة، الذي دعا في ٢٦ فبراير إلى عزل الجولاني. هذا الأسبوع، ظهر جدل مشابه بين حسن صوفان الموالي للجولاني من أحرار الشام، وأبي أحمد زكور جهاد عيسى الشيخ القيادي المنشق عن الهيئة في ديسمبر الماضي على خلفية ملاحقته بل ومحاولة اغتياله.

في منشور طويل، يحاول صوفان أن يبدو متوازناً فيذكر ما للهيئة وما عليها، ولكن في النهاية يأخذ صف: ”إنّ جلَّ العقلاء في المحرر رغم معارضة بعضهم للهيئة يدركون أن كثيراً من خصومها لا يصلحون بديلاً عنها … (و) إن الذين يُجهِدون أنفسهم بالتحريض الخارجي على الهيئة يفوتهم أنهم ينفذون عن غير قصد أجندات العدو“.

رد زكور في حسابه على منصة إكس مذكراً بتاريخ صوفان الذي بدأ مشواره في شمال سوريا بالتآمر على الجولاني. يستغرب زكور كيف تحول صوفان اليوم إلى ”مستسلم للحاكم المتغلب.“ يخلص زكور إلى أن الجولاني نجح في ”ترويض صوفان“ وغيره حتى ممن حضروا اجتماع باب الهوى ووافقوا على خطة المجلس الاستشاري ” فالجولاني رجل ذكي يملك كل مقدرات المحرر منذ سنوات فكان يحضر و يروض و ينشئ المجالس و اللجان من أجل هذا اليوم و لكنه نسي أن من جعله أمير و أجلسه على كرسيه و من يدافع عن المحرر هم المجاهدون المرابطون”.

المرصد رقم ٢٣٦ | غموض يكتنف وفاة أمير قاعدة اليمن واثنين من قادة التنظيم منهما ابن سيف العدل

تآكل الجبهة المؤيدة للجولاني

ومن التطورات اللافتة التي تظهر تآكل الجبهة المؤيدة للجولاني أن طالب إبراهيم شاشو وكان وزيراً للعدل في تشكيلة سابقة لحكومة الإنقاذ بإخراج ”معتقلي الرأي“ مثل عصام خطيب وأبو شعيب المصري. شاشو من الشخصيات النادرة التي يتوافق عليها مؤيدو الهيئة ومعارضوها.

يُقال إن الجولاني وعد بالاستجابة لمطلب شاشو شريطة ضمان سكوتهم عنه بعد خروجهم؛ فسمحت له بزيارة أبي شعيب المصري الذي اختطف في أعزاز في يوليو الماضي. شاشو نقل أن أبا شعيب تعرض لتعذيب شديد. في النهاية، وافق أبو شعيب على شرط الجولاني، لكن الجولاني تراجع وزاد أن أراد من شاشو أن يؤيد الجولاني وينتقد التظاهرات علناً.

شهادة زكور المتأخرة

لم يبدأ زكور بعد نشر شهادته على الجهاد الشامي التي توعد بها والذي كان واضحاً أنه تم تصويرها أو على الأقل كتابتها. لكن منذ مطلع الأسبوع، نشر في حسابه على إكس ملاحظاته بخصوص ملف العمالة. شهادة مقتضبة تركزت على أبي عبيدة منظمات مسؤول ملف التحالف، يذكر زكور وقائع تثبت عمالة أبي عبيدة وأنه نقل شكوكه إلى الجولاني الذي دافع عن أبي عبيدة قائلاً إنه لا ”يقوم بحركة“ دون إشرافه المباشر. في المقابل، كان الجولاني مقتنعاً بأن القحطاني كان عميلاً ”يحضر لانقلاب ضده“.

عباءة القحطاني

يواصل القحطاني استقبال المهنئين بخروجه من الحبس، خاصة من أبناء العشائر، ولفت هنا صورتان: الأولى عشائر موالية للجولاني ألبسته العباءة تشريفاً، والثانية، عشائر موالية للقحطاني ألبسته العباءة في طقس مشابه.

قطار الموت: إيران تحكم سيطرتها على العراق وسوريا

نشر مركز كاندل للدراسات والأبحاث دراسة قيمة للباحث محمد غزال عن مشروع خط السكة الحديدي من إيران إلى سوريا.

جاء في الدراسة أن ”قيام مشروع الشلامجة – البصرة – اللاذقية سيكون من شأنه إكمال تمكين إيران من السيطرة على الاقتصاد السوري لكونه أشبه بأنبوب نقل خيرات سوريا إلى إيران. (كما) يساهم هذا المشروع في التغيير الديموغرافي لبنية المجتمع السوري من خلال انتشار المظاهر الشيعية من أشخاص وكلمات وأفكار ومنتجات عبر تسهيل حركة النقل من إيران لسوريا … (ناهيك عن) إغراق السوق السورية والعراقية بالمنتجات الإيرانية وإلحاق الضرر بالمنتج المحلي، وإبطاء عجلة النمو الاقتصادية”.

طالبان تتلاعب بالمعلومات

كيف تحوّل أو تطور استخدام طالبان وسائل التواصل الاجتماعي منذ سيطروا على كابول في صيف ٢٠٢١؟
الصحفي الأفغاني بلال ساراوي قال إن جهاز الاستخبارات الطالباني يكثف استثماره في الفضاء الرقمي من خلال ”التلاعب“ بالمعلومات والأخبار ”وبث“ رسائله عبر السوشيال ميديا بهدف إسكات الأصوات المعارضة؛ وتضخيم الأصوات المؤيدة. وأضاف أن هذه الاستراتيجية تتضمن أيضاً تجنيد شباب من الغرب.