لماذا رفضت زوجة البغدادي الحديث عن العدناني؟
في حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي الفترة من 12 إلى 18 فبراير 2024.. وأبرز عناوينها:
- إعلام القاعدة الرسمي ”مهووس“ بسيف العدل؛ والرديف يأكل بعضه بعضا
- أول إصدار من داعش خراسان في عامين. ما دلالات ارتباط الرسمي بمؤسسة العزائم؟
غزة: الموت وقوفاً
في غزة، “نريد أَن نحيا قليلاً لا لشيء.. بل لِنَحْتَرمَ القيامَةَ بعد هذا الموت اُلموت لا يعني لنا شيئاً. نكونُ فلا يكونُ. اُلموت لا يعني لنا شيئاً. يكونُ فلا نكونُ. ورتّبوا أَحلامُهُمْ بطريقةٍ أخرى . وناموا واقفين!” – محمود درويش
في عالم الجهادية، داعشيات يبحثن عن مخرج، وتخبط في الإعلام.
الداعشيات شريكات في الجرم
بثت قناة العربية سلسلة مقابلات مع زوجتين من زواجات أبو بكر البغدادي الزعيم السابق لتنظيم داعش وإحدى بناته.
المقابلة الأولى كانت مع أسماء محمد أم حذيفة وهي أولى زوجات البغدادي. الثانية كانت مع ابنته التي زوجها لمرافقه وكانت في سن الثانية عشرة، والثالثة كانت مع زوجته الثالثة نور إبراهيم.
تركزت المقابلات على شخص البغدادي. فقالت أسماء إن غروراً أصابه لدرجة أن أعلن ”الخلافة؛“.
جزء آخر مهم من المقابلات تركز على هوس البغدادي بالنساء سواء تعدد الزوجات أو اتخاذ الأسيرات ”سبايا“ خاصة من الطائفة الإيزيدية التي ابتليت بلاء عظيماً في صيف ٢٠١٤. في المقابل، قالت هؤلاء النساء إنهن عاملن الإيزيديات معاملة ”حسنة.“
باختصار، تنصلت النساء الثلاثة من التنظيم ومن شخص البغدادي وأبدين امتعاضاً من ممارسات التنظيم. إلى أي درجة هذا الأمر حقيقي؟.
سيبان، إحدى الضحايا الإيزيديات اللواتي أسرها البغدادي، دحضت ما قالته أسماء وقالت إنها كانت تهينها وتضربها بل كانت تتاجر بالإيزيديات وتجلبهن إلى زوجها.
نادية مراد، إحدى ضحايا ذاك السبي، قالت إن نساء البغدادي وداعش لسن ضحايا ويجب أن يعاقبن على الجرائم التي ارتكبنها. وقالت: ”داعش بنى تنظيماً دولياً على تجارة الجنس واغتصاب النساء والبنات.“
لفت في المقابلة رفض أسماء محمد الإجابة عن سؤال تعلق بتعاملها مع أبي محمد العدناني، المتحدث باسم التنظيم آنذاك. فأي علاقة كانت تجمع الاثنين؟ هذا أمر غير واضح بعد.
لم نرصد رداً في مجموعات أنصار القاعدة على هذه المقابلات. أما في داعش، فكان واضحاً الامتعاض من الصحفي الذي أجرى المقابلات.
على الهامش، في تداول خبر المقابلة، ظهر حجم مهول من المعلومات والصور المضللة التي نُسبت خطأ لنساء البغدادي.
سيف العدل ”يتمدد“
إعلام القاعدة الرسمي يحتفي مجدداً بسيف العدل وبطريقة غير اعتيادية.
في يوم 15 فبراير، نشرت مؤسسة السحاب، الذراع الإعلامية للقيادة العامة لتنظيم القاعدة مقالاً جديداً ضمن سلسلة ”هذه غزة“ للكاتب سالم الشريف.
صدر ضمن هذه السلسلة مقالان للكاتب في أكتوبر ونوفمبر 2023 على التوالي. المهم في هذا المقال الثالث هو أن السحاب أقرّت أخيراً بأن سالم الشريف هو اسم مستعار آخر لسيف العدل، محمد صلاح الدين زيدان. تحت هذا الاسم، كتب سيف العدل مقالات في مجلة أمة واحدة في الأعداد 1، 3، 5، و8.
كما يوحي العنوان، سلسلة ”هذه غزة“ تحتفي بفعل حماس في غزة منذ السابع من أكتوبر. هذا المقال الأخير جاء بعنوان: ”هذه غزة .. آيام الهدنة وفلسطين منذ ٧٥ سنة إلى اليوم،“ يشيد فيه الكاتب، سيف العدل، بما وصفه ”بالحرب الأخلاقية“ التي قال إن ”المجاهدين“ ربحوها في غزة. يلفت في هذا المقال فقرة جاءت في الهامش على الصفحة رقم ٧، نفهم منها أن سيف العدل متحفظ بعض الشيئ على أهداف حماس من ٧ أكتوبر. وهذا أمر لافت لا نجد مثله في متن المقال. بل ويُذكّر بصراع صهره مصطفى حامد أبي الوليد المصري مع تنصل حماس من إحداث اختراق في غزة بحجم ضرب مفاعل ديمونة الإسرائيلي الذي من شأنه أن يخدم إيران أولاً.
في هذا الهامش، يعتبر سيف العدل أن حماس إنما تسعى إلى ”أهداف تحسينية“ أي تجميلية؛ من قبيل ”تصفير السجون.“ يقول: ”لا خلاف على الهدف الاستراتيجي للصراع، لكن الأهداف المرحلية نقطة تحتاج إلى مراجعة ومدارسة، والنصح فيها واجب؛ فالأهداف يجب أن تقود للتحرير لا لتلبية مطالب تحسينية من عدو متمرس بالخداع.“ وهذا بالضبط فحوى مقالات حامد: تحرير الأسرى لا يعني شيئاً، المهم هو تحرير الأقصى بل والسيطرة على البحر الأحمر: مكة والمدينة.
كيف ردّ أنصار القاعدة على هذا الكشف؟
لم نرصد في القنوات العامة لأنصار القاعدة رداً شديد الحماسة لكلام يكتبه قيادي مخضرم مرشح لأن يكون زعيم القاعدة ثالث أسامة بن لادن والظواهري.
حساب جديد في مجموعات الأنصار بعنوان ”ناشر فوضى النكرات – مُلهِم الأيوبي“ أقرّ ”بالمفاجأة“ في تثبيت الاسم المستعار ونسبته إلى سيف العدل وإن اهتمّ أكثر بالمحتوى فاعتبر أن كلام سيف العدل عن الحرب الأخلاقية”يعدّل“ الصورة النمطية ”لتنظيمات الجهاد“ التي بحسبه ”تُشوه وتجرم بشكل مستمر.“
ردّ أهم جاء من حساب Without Title أو ”بلا عنوان“، وهو شخص له وزنه في مجموعات أنصار القاعدة على التلغرام؛ وصرّح أخيراً أنه يعيش في مكان ما في قطاع غزة. ”بلا عنوان“ لم يعلّق على نسبة الاسم المستعار لسيف العدل وإنما اكترث بدحض كلام قاله سيف العدل عن حماس. يستغرب سيف العدل من قدرة حماس على جمع الأموال لتمويل الحرب ”وهم مخنوقون بقوانين بني إسرائيل.“ فيرد ”بلا عنوان: ”والله يا شيخ أنت المخنوق وليسوا هم. هم خانقون وليسوا مخنوقين، خنقونا على مدار ١٧ سنة بالضرائب والغرامات وعمليات النهب المنظم … حماس أغنى من داعش عندما كانت داعش في قمة مجدها.“
وفي فقرة أخرى، يُعجب سيف العدل بحماس الذين ”أظهروا معدنهم الحقيقي“ في هذه الحرب. حساب ”بلا عنوان“ يرفض هذه الكلام جملة وتفصيلاً مذكراً بقتال حماس أبا النور المقدسي، السلفي الذي أعلن ”إمارة“ في غزة في 2009. يقول: ”معدنهم الحقيقي بان على أصوله في سجونهم خاصة مع أبناء السلفية الجهادية بغزة … يا ريت نصف معدنهم الحقيقي أو ربعه الذي تعاملوا به مع الأسرى اليهود كانوا تعاملوا به مع المسلمين في سجونهم بغزة.“
لكن لنعد إلى الأصل والمهم: ماذا يعني أن تقر السحاب بنسبة هذا الاسم المستعار إلى سيف العدل؟ الحساب الجهادي ”أنباء جاسم“ يرى أن سيف العدل من خلال أسمائه المستعارة: سالم الشريف، وأبي خالد الصنعاني، وحازم المدني، بات يكتب ”معظم إصدارات السحاب.“
وعليه، ربما لم يتجاوز الأمر إخفاقات إعلامية داخل السحاب، لكن ربما كان هذا انعكاساً لتراجع قيادات القاعدة فلم يعد منهم إلا حفنة. فلربما يحاول القائمون على السحاب الإيحاء بوجود ”أكثر من قيادي يكتب لصالح السحاب. إنما في الواقع يبدو أنهم تراجعوا وبقي فقط سيف العدل وعبدالرحمن المغربي وأواب الحسني.“
يذهب أنباء جاسم إلى احتمال ثالث وهو رغبة سيف العدل في الاستثمار بالحرب في غزة من دون أن يبدو قياديو القاعدة وكأنهم يؤيدون ”عملية نفذها فرع للإخوان المسلمين.“ وعليه، اختيار الاسم المستعار جاء من باب المواربة ”لكي لا يكون واضحاً للجميع أن المحرك الفكري الرئيسي للقاعدة في هذه المرحلة يكتب من طهران، الأمر الذي يسبب حرجاً له، وربما للأجهزة الإيرانية على الساحة الدولية.“
يخلص أنباء جاسم إلى أن ”الدرس المستفاد من كل هذا أن سيف العدل (هو) كاتب أي إصدار جديد صادر من السحاب إلى حين يثبت عكس ذلك.“
صراع إعلام القاعدة الرديف
بالحديث عن ”الإخفاقات“ في إعلام القاعدة الرسمي، لا يبدو الرديف أفضل حالاً. ليست المرة الأولى التي يتفجر فيها جدل في أوساط أنصار القاعدة يصل إلى حد التخوين والطرد من المجموعات.
لفت خلال فترة رصد هذه الحلقة، ظهور حساب باسم ”عولقي فذ“ يرعاه حساب ”عزم مجاهد“ وهو من الحسابات المعروفة بتأييدها لقاعدة اليمن.
في 12 فبراير، أعلن هذا الحساب عن طلب ”استشهاديين“ لصالح قاعدة اليمن، وقد واجه هذا الإعلان استنكاراً من جانب مناصري التنظيم. عولقي فذّ ردّ بأن هؤلاء الناقدين يمثلون ”الطبقة الوسطى“ داخل التنظيمات الجهادية والتي تقع بين طبقة الأمراء وطبقة الجند، والتي ”تمتنع من توصيل كثير من الأمور للأمراء ومن أهمها (مظالم الجند، والاوضاع الراهنة في الساحة الجهادية).“ في مقال طويل عن هذه الطبقة الوسطى، يكرر عولقي فذ أن تنظيم قاعدة اليمن كلّفه ”باستقطاب نافرين“ الأمر الذي أثار حفيظة هذه الطبقة التي ”تسعى لتكون هي الشريان الرئيسي للتنظيم الجهادي وتنظر للعاملين وإن كانوا من خارج التنظيم على أنهم منافسين.“
الحسابات التي شككت في نوايا عولقي فذ وعزم مجاهد انطلقت من مبدأ أن التنظيم يتولى مسألة التجنيد بطريقة مؤسسية واصفين منشورات فذ ومجاهد بأنها ”مسرحية.“
يتواصل الأخذ والرد بين الفريقين. يرد عولقي فذ/عزم مجاهد بأن التنظيم طلب منه ”نافرين“ فاجتهد بطلب ”استشهاديين“ لأن ”كثيراً من النافرين همه الوحيد يقاتل يوم يومين او شهر شهرين ويترك التنظيم أو يترك الجهاد بعكس الاستشهادي.“
ويضيف ”أن بعض النافرين همه امتلاك سلاح وجعبه والبعض شارد من بيت أهله ومن الدراسة والبعض جواسيس؛“ وعليه فإن ”العملاء والجواسيس“ لن يتجرؤوا على التقدم كاستشهاديين خاصة وأن التنظيم يصادر الهواتف ووسائل التواصل من المتقدمين.
في النهاية، وإزاء حملة التخوين هذه، أعلن الحساب ”إلغاء الطلب“ من جانبه.
المعارضون أخذوا كلام عولقي فذ حجة عليه من حيث أن التنظيم – إن طلب – فقد طلب نافرين وليس استشهاديين.
الطرف الآخر، فذ/مجاهد، تعهدا بتقديم وثائق تثبت التكليف.
هذا التجاذب مهم لأنه يقدم توصيفاً لشريحة من الجهاديين المنضوين تحت راية تنظيمات جهادية أو المناصرين لها.
من ناحية، يدّعي فرد يقول إنه مكلف بالتجنيد، أي أنه عضو فاعل، أن ثمة ”أخطاءً جساماً“ في هذه التنظيمات، وأن الكشف عنها يأتي من باب النصيحة.
من ناحية أخرى، يكره مناصرون أن يخرج هذا النقد إلى العلن باعتبار أن النصح خير في السر. وفي المحصلة، يتبادل الطرفان الاتهامات بأن نصرة أحدهم التنظيم ناقصة وعابرة.
بوادر خلل في إعلام داعش المركزي
بث تنظيم داعش إصداراً مرئياً من ”ولاية خراسان“ بعنوان ”وقاتلوا المشركين كافة.“
الإصدار الذي امتد خمساً خمسين دقيقة تضمن مشاهد بشعة من الذبح وهجمات التنظيم ضد طالبان في أفغانستان. ومن تلك المشاهد ما عُرض لأول مرة.
مينا اللامي، المتخصصة في رصد الجماعات الجهادية في BBC Monitoring، علّقت أن البشاعة في هذا الإصدار تذكر بإصدارات التنظيم في أوجه. لكن اللامي أضافت أن الإصدار ياتي في وقت تقلصت فيه هجمات التنظيم في أفغانستان بشكل ملحوظ.
الباحث الأفغاني المتخصص في المنطقة، عبد السيد ، قال إن هذا أول إصدار من ”الولاية“ في عامين وإن علامات مؤسسة العزائم، من إعلام داعش الرديف، بادية في الإنتاج الأمر الذي يعزز العلاقة بين الرديف والرسمي.
متابع بحساب @observer1442 كان لاحظ أثر العزائم في الإنتاج معلقاً أن هذا ”يلقي ضوءاً على ضعف إعلام داعش المركزي.“
ملف العمالة في هيئة تحرير الشام
في ملف العملاء في هيئة تحرير الشام بإدلب ومحيطها، أبرز التطورات هذا الأسبوع:
– أبو محمد الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام، يواصل وكبار معاونيه زياراته إلى القياديين العسكريين الذين أطلق سراحهم في ملف العمالة
– أبو أحمد زكور، القيادي المنشق عن الهيئة، لم يُصدر بعد ما يشي بقرب نشره شهادته على ”الجهاد الشامي“ وكشف أسرار الهيئة كما وعد سابقاً.
– تململ داخل الجناح العسكري لكن من دون بوادر انشقاق، أبرز الذي علقوا عملهم هذا الأسبوع كان قائد الجناح العسكري أبو حسن ٦٠٠. وفيما وصف بأنه ”أسرع استقالة في التاريخ“ عاود عمله بعد اجتماع مع الجولاني. حساب أبو هادي علّق: ”دعا الجولاني جميع القادات العسكرية في الجناح العسكري لاجتماع مطول وخدعهم جميعاص وكالعادة وقعوا في فخاخه … وجميعهم عادوا لعملهم.“
– تواصل الهيئة الإفراج عن معتقلين كان من أبرزهم أبو أسامة العدني المعروف بحساب ”الشمالي الحر.“
إيران وهندسة الاكتئاب
نشر موقع Atlantic Council مقالاً بحثياً مثيراً للاهتمام عن كيف فرضت السلطات الإيرانية اكتئاباً جمعياً لكبح العصيان والانشقاق في المجتمع.
المقال يصف إجراءات النظام الإيراني الحاكم في فرض أيديولوجية معينة على المجتمع بما يُسهّل السيطرة على جوانح الإيرانيين وجوراحهم. من ذلك دفع المجتمع نحو التطرف وكره الآخر خدمة لأهداف الملالي.
سورا
في آخر تقليعات الذكاء الاصطناعي، أعلنت شركة Open AI للذكاء الاصطناعي عن النجاح في تطوير برمجية تحول الكلمات إلى فيديو.
”سورا“ Sora هي اسم هذه الخدمة أو البرمجية وبموجبها يمكن أن يكتب أي شخص وصفاً لمشهد يتخيله، فتقوم ”صورة“ بإنتاج فيديو يصل إلى ٦٠ ثانية مطابق للوصف المذكور بأدق تفاصيله.
القائمون على هذا المنتج قالوا إنهم يعملون مع آخرين على وضع إجراءات للتصدي لتزييف المعلومات والبيانات وبث الكراهية والتطرف.
إرهاب الساحل
التخوف من انتقال العنف من إفريقيا إلى أوروبا ليس جديداً، لكن الجديد هو الدليل بالأرقام.
الباحث بيتر فان أوستاين الذي يرصد هجمات القاعدة وداخل في منطقة الساحل الإفريقي علّق في حسابه على منصة إكس أن هجمات التنظيمين في المنطقة تجاوزت ٩٠ هذا الشهر وبالتالي: ”لم يعد السؤال “إذا” بل “كيف ومتى سيصل العنف والإرهاب الجهادي إلى أوروبا.“