سينتكوم أعلنت مقتل قيادي قاعدي في سوريا دون الكشف عن هويته

أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من ١ إلى ٧ مايو ٢٠٢٣. في عناوين هذا الأسبوع:

بعد فشل التجربة الجهادية في سوريا، جهاديون فرنسيون يعتزلون.

في اليمن، فيما تتردد أنباء عن زواج باطرفي بشابة مصرية في صنعاء، تنظيم القاعدة في اليمن يستجدي الصدقات

”انكماش“ داعش على الأرض والورق – باحثون: إخفاق داعش في تنفيذ هجماته المعهودة في العراق للمرة الأولى منذ تأسيسه

(فابريكا) مشروع روسي طموح لفبركة الأخبار. نتحدث اليوم مع الأستاذ فراس دالاتي. محرر ومتحقق من الأخبار في موقع (مسبار)

جهاديون فرنسيون يهجرون ”الجهاد“

لم يعد سراً أن عدداً غير معلوم من الجهاديين عالقون على الحدود التركية طالبين الترحيل إلى بلادهم بعد فشل المشروع الجهادي في سوريا.

هذا الأسبوع، جهاديان فرنسيان يتصدران أخبار ”المهاجرين العائدين.“

الأول هو برايان دانكونا الذي سلم نفسه إلى القنصلية الفرنسية في إسطنبول طالباً ترحيله مع طفلته.

انكونا هو من أصغر الجهاديين الفرنسيين؛ انضم إلى جماعة الغرباء الفرنسية التي يقودها عمر أومسين ديابي في ٢٠١٣ ولما يكمل السابعة عشرة من عمره.

تزوج مهاجرة من بلده في ٢٠١٩ وأنجب منها طفلة قبل أن ينفصلا.

في يوليو ٢٠٢٠، أدرج الاتحاد الأوروبي اسمه على قوائم الإرهاب. في عام ٢٠١٧، ظهر دانكونا في وثائقي عن فرقة الغرباء من إنتاج France 2 اعترف فيه بأنه قتل وبأنه يسعى إلى الشهادة.

الإعلام الفرنسي نقل أن دانكونا وصل إلى تركيا بمساعدة هيئة تحرير الشام، وأن محامية والدته تتولى قضيته.

الفرنسي الثاني هو أبو إبراهيم الذي يعمل مع هيئة تحرير الشام. معارضو الهيئة قالوا إن الهيئة سهّلت له اختطاف ابنته من مخيم فرقة الغرباء والسفر بها إلى تركيا حيث التقه والدته بانتظار أن يسلم نفسه إلى السلطات.

المعارضون وخاصة جماعة الغرباء رجحوا أن يكون عقد صفقة مع السلطات الفرنسية لتخفيف الحكم المتوقع عليه؛ وهو أن يُخبر عن الجهاديين الفرنسيين الموجودين في سوريا.

حساب مزمجر الثورة السورية المعارض ذهب إلى أبعد من هذا واعتبر أن أبا إبراهيم ”عاد إلى الفرع الذي خرج منه بعد انتهاء المهمة الاستخباراتية بنجاح.“

المرصد رقم 191| بعد فشل التجربة الجهادية في سوريا جهاديون فرنسيون يعتزلون

أنباء عن زواج باطرفي فيما التنظيم يستجدي الإحسان

وردت لهذا البرنامج أنباء تقول إن خالد باطرفي زعيم تنظيم القاعدة في اليمن تزوج مطلع العام من شابة مصرية.

ما استطعنا معرفته هو أن الزواج كان سرياً بترتيب من قيادي مصري مقرب من باطرفي وأن الزواج تمّ في صنعاء حيث حضرت الشابة بالطائرة من القاهرة. مصدر رجّح أن تكون قريبة أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة. لم تتوفر لنا معلومات أخرى حتى الساعة.

يلفت هذا الخبر بالنظر إلى حالة الاستنزاف المالي والمعنوي التي يعاني منها عناصر التنظيم، فلا يزال أنصار التنظيم يدرجون منشورات ”تستجدي“ الإحسان من ”أصحاب الأيادي البيضاء والقلوب الدافئة.“

حساب وريث الريمي أشار إلى ”أولوية الصدقة في زمن الكوارث والمجاعات والنوازل،“ واستنهض الهمم لـ ”إعانة الأخوة.“

هذه المنشورات هي استمرار لحملة بدأت في شهر رمضان تطلب دفع الصدقة للتنظيم. في المقابل، تنشر مؤسسة الملاحم الذراع الإعلامية للتنظيم مرئياً عن ”فرحة المجاهدين في أبين وشبوة بعيد الفطر،“ وينشر حساب عزم مجاهد بوستر ”أنصار الشريعة: سائرون نحو حياة كريمة.“

نقرأ هذا ونتذكر أن تنظيم القاعدة في اليمن حتى وقت قريب كان من أغنى أفرع القاعدة؛ حتى إنه كان يمول فروعاً أخرى مثل حراس الدين في الشام.

ولنتذكر أنه عندما سيطر التنظيم على المكلا في حضرموت في أبريل ٢٠١٥، كان يجني مليوني دولار يومياً من الضرائب على السلع والوقود فقط.

حساب أنباء جاسم الذي ينشر بين الفينة والأخرى وثائق سرية وأنباء خاصة عن الجهاديين، كان لفت إلى سلوك ”غريب“ في إعلام قاعدة اليمن ملمحاً إلى ”فساد مالي وإداري.“ أنباء جاسم قال إنه سيكشف عن التفاصيل قريباً.

في الأثناء، في موقع أخبار الآن، ملف كتبه الصحفي عاصم الصبري عن الصراع الطبقي والمالي داخل تنظيم القاعدة في اليمن.

داعش ”ينكمش“ على الأرض والورق

١- استنزاف قيادات داعش

كيف يبدو أنصار داعش بعد الأنباء عن قتل ”الخليفة“ المزعوم يوم ٢٩ أبريل؟

الحساب المتميز قناة فضح عباد البغدادي والهاشمي المتخصص في اختراق التنظيم قال إن أنصار التنظيم اليوم ”يرتعشون من عبارات ’قريباً’ و’مؤسسة الفرقان’ لأنهم بصراحة لا يريدون سماع نعي آخر لـ ’خليفة’ مجهول وتنصيب آخر لا يقل عنه جهالة وهلامية … وبالتالي فإن خرج (المتحدث الرسمي) فتلك مصيبة وإن لم يخرج فالمصيبة أعظم.“

وفي باب استنزاف قيادات داعش غير المسبوق في سوريا والعراق، نقل الحساب نفسه أنباء ”غير مؤكدة“ عن قتل أبي خديجة نائب أمير مكتب بلاد الرافدين في قصف على وادي الشاي في كركوك.

أبو خديجة، واسمه الحقيقي عبدالله مكي مصلح مهدي الرفيعي، هو والي العراق وربما كان الرجل الأهم في التنظيم بعد قتل أبي سارة العراقي أمير إدارة الولايات البعيدة.

اللافت في قصة أبي خديجة هي أنه في ٢٧ فبراير الماضي، نقل الحساب نفسه أن ”أصواتاً“ من داخل التنظيم ترجح أن يكون أبو خديجة قُتل في الأنبار.

بعد شهر تقريباً، وفي ٢٩ مارس، أكد الحساب أن الرجل كان على قيد الحياة. واليوم، في ٥ مايو، ينقل بلا تأكيد أن الرجل ربما قُتل.

كل هذه التكهنات تصب في خانة الاستنزاف. من يمسك بزمام الأمور في داعش إما مقتول أو ملاحق أو حيّ ميت – كما هو التنظيم.

أبو خديجة ”شغل عدة مناصب منها أمير الشرطة العسكرية بفرقة القادسية التي كان مقرها بولاية ديالى وبعدها نائب والي ديالى ومن ثم والي ديالى وبعدها نائب والي العراق وبعدها عين والياً على العراق، وبالتالي فهو على الأرجح أمير مكتب بلاد الرافدين.“

المرصد رقم 191| بعد فشل التجربة الجهادية في سوريا جهاديون فرنسيون يعتزلون

٢- داعش أخلف الوعد

هذا الاستنزاف في ”القيادة“ انعكس على الأرض، إذ لاحظ باحثون ”تقلصاً“ وانكماشاً غير مسبوقين في هجمات داعش وحتى في إنتاجهم الإلكتروني أيضاً.

جويل وينغ Joel Wing صاحب مدونة Musings on Iraq وبعد تحليل بيانات صحيفة التنظيم الأسبوعية المخضرمة النبأ ووكالة أعماق المتعلقة بالهجمات في العراق تحديداً، خلص إلى أن داعش ”فشل في تحقيق هجماته المعهودة“ هناك في رمضان من كل عام؛ حتى إن ”التمرد“ أو ”الإرهاب“ كاد يختفي من العراق للمرة الأولى منذ العام ٢٠٠٣. يقول الباحث إن داعش أخلف وعده ”بإعادة البناء“ بعد هزيمة ٢٠١٧؛ وإن التنظيم في العراق بات ”على فراش الموت.“

مينا اللامي، الباحثة في BBC Monitoring، قالت إن صحيفة النبأ تتقلص هي الأخرى إلى ٨ صفحات بدلاً من الصفحات الـ ١٢ المعهودة. وأضافت أن افتتاحية الصحيفة ومقالاتها تستلهم الأخبار من إفريقيا لتثيت أن ’الخلافة’ قائمة.

من القاعدي المقتول في إدلب؟

ظهر الأربعاء ٣ مايو ٢٠٢٣، شن التحالف غارة قرب بلدة قورقانيا شمال إدلب في سوريا، بعد ثلاث ساعات تقريباً، أصدرت القيادة المركزية الأمريكية (السينتكوم) بياناً قالت فيه إنها استهدفت ”قيادياً بارزاً في القاعدة“ وإنها ستوفر معلومات أكثر في وقت لاحق. حتى ساعة إعداد هذه الحلقة لم يصدر شيئ عن السينتكوم بشأن العملية التي تمت في شال سوريا.

ناشطون في المنطقة قالوا في البداية إن المستهدف كان مدنياً يرعى الغنم، وقد لا نأخذ كثيراً بهذا الكلام بالنظر إلى مرات سابقة قالوا فيها إن المستهدف مدني ليتضح لاحقاً أنه من داعش مثلاً.

لكن لاحقاً، اتضح بحسب هؤلاء الناشطين أن القتيل هو فعلاً مدني ولكنه حمو ”كادر“ من هيئة تحرير الشام كان هو المستهدف على ما يبدو وقد نجا، من العملية الأمريكية في سوريا.

تجفيف هتش مالياً

فرضت وزارة الخزينة الأمريكية، وبالتعاون مع تركيا، عقوبات على مُيسرين ماليين لارتباطهما بتمويل الإرهاب في سوريا.

الاثنان هما: القيادي الرفيع في هيئة تحرير الشام، جهاد عيسى الشيخ – أو عمر الشيخ- أبو أحمد زكور، وقوبيلاي ساري المرتبط بكتائب التوحيد والجهاد، وبهذا تُجمد الحسابات التي يملكها الطرفان.

بيان الخزينة ذكّر بتصنيف هيئة تحرير الشام ضمن قوائم الإرهاب باعتبارها اسماً آخر لجبهة النصرة التي وضعت على قوائم الإرهاب أول مرة في ١٤ مايو ٢٠١٤.

منهل باريش من صحيفة ”القدس العربي“ وصف زكور بأنه ”صاحب الشبكات التجارية الممتدة من إيران والصين إلى إدلب في سوريا، وهو المشرف على توزيع احتكارات السلع الرئيسية في شمال سوريا ومهندس الحركة التجارية بين مناطق سيطرة الهيئة في إدلب ومناطق سيطرة النظام عبر معبر معارة النعسان غير المعلن.“ وبهذا، اعتبر أن القرار الأمريكي ”صفعة“ للهيئة.

زكور، في حسابه على تويتر، لام الطرف التركي على هذا التصنيف واعتبره ”رداً على خلافات معينة على أمور مصيرية تخص الثورة من قبل بعض الأشخاص من الطرف التركي،“ مؤكدا ”اتساقه“ مع السياسة الدولية الرافضة وجود الإرهابيين في سوريا مثل القاعدة ممثلة بتنظيم حراس الدين.

الحساب المعارض للهيئة، مزمجر الثورة السورية، قال إن زكور وغيره من قيادات الهيئة هم في الأصل ”داعش التي خرجوا من رحمها،“ وإن ”الملايين (التي صادرها القرار) هي أموال الضرائب والمكوس والرسوم والمخالفات والمعابر“ التي استحوذت عليها الهيئة بلا حق.

طالبان ورضى الأنصار

انتقد أنصار طالبان الزيارة التي قام بها وزير الخارجية بالوكالة أمير خان متقي إلى العاصمة الباكستانية إسلام أباد حيث عُقدت اجتماعات ثلاثية مع مسؤولين صينيين.

الباحث الأفغاني عبد السيد ترمذي سادات لفت إلى هذا الامتعاض فأشار إلى تغريدة من أحد أشد الموالين لطالبان، جنرال مبين خان، يقول فيها إن على طالبان ”ألا يثقوا بباكستان،“ واعتبر أن هجوم داعش على المصالح الصينية في كابول كان ”مؤامرة من إسلام أباد حتى تظهر للعالم أن العاصمة الأفغانية غير آمنة.“

أنصار داعش لم يوفروا الخبر ولفتوا إلى تعاون طالبان، قاعدية الهوى والمصير، مع جهات مُنكرة في عُرف الجهاديين مثل باكستان و“حتى الصين الشيوعية.“