أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من ٢١ إلى ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٢. في العناوين:

  • في حدث نادر، مظلمة الإيغور تشعل الصين ناراً
  • ناشطون يصفون إجراءات قمعية  ضد الإيغور بحجة مكافحة كوفيد
  • في الأثناء، طالبان ٢٠٢٢ يحمون تماثيل بوذا تودداً للصين
  • ولماذا يجدد أنصار داعش البيعة لخليفتهم المجهول؟ 

 

ضيوف الأسبوع، الناشطان الإيغور يان محمد أمين وأنور إردم. يحدثانا عن حريق أورومتشي واحتجاجات شنغهاي. 

وعمّا يعانيه الإيغور في شينجان، نعيد اليوم بث مقابلة أجريتها العام الماضي مع الدكتور تيموثي غروس أستاذ الدراسات الصينية في جامعة روز هلمان في ولاية إنديانا الأمريكية.

المرصد 168| في حدث نادر، مظلمة الإيغور تشعل الصين ناراً

 

تيانانمين ٢٠٢٢!

اندلعت هذا الأسبوع احتجاجات نادرة ضد الحزب الشيوعي الحاكم في الصين. كان المسلمون الإيغور في صلب هذه الاحتجاجات.  فما الذي حدث؟ 

بعد ثلاثة أعوام على تفشي كوفيد، لا يزال الحزب الحاكم بزعامة (شي جين بين) يطبق سياسة (زيرو كوفيد) بفرض الإغلاقات طويلة الأمد. صحيح أن هذه السياسة ساهمت في الحفاظ على عدد الإصابات في حدها الأدنى، إلا أنها شكلت عبئاً كبيراً على الاقتصاد حتى جاع الناس. الإغلاقات هذه تأخذ أشكالاً لا إنسانية تصل إلى حبس الناس في البيوت بإغلاق الأبواب من الخارج.

في المقابل، لا يمارس الحزب الحاكم السلطة نفسها في إلزام المواطنين باللقاحات المضادة لكوفيد؛ بل إن دور الحكومة في هذه المسألة لا يكاد تُذكر. 

الآن، في مدينة أورومتشي عاصمة إقليم شينجان حيث يعيش الإيغور المسلمون الذي يجمعهم بالدولة الصينية تاريخ مضطرب، اندلع حريق في برج سكني تسبب في وفاة عائلات بأكملها. 

الإيغور في المدينة التي حُبس أهلها في المنازل منذ ١٠٠ يوم تقريباً ألقوا باللائمة على السلطات وقالوا إنها تأخرت في الاستجابة للحدث بسبب سياسية (زيرو كوفيد). 

اندلعت احتجاجات في شنجان؛ وسرعان ما انتقلت إلى مدن كبرى في الصين أبرزها شنغهاي وتحديداً في شارع يحمل اسم (ولوموتشي) وهو الاسم الصيني لـ (أورومتشي). اللافت أن المحتجين أطلقوا شعارات يطالبون فيها بإسقاط الحزب الحاكم وزعيمه شي جين بين. وهذه أيام نادرة في الصين تُذكر بثورة (تيانانمين) في ١٩٨٩. 

عالم اللغة الإيغور ي، عبدالولي أيوب، وصف ما يحدث بأنه ”نار“ سوف ”تخفف من سطوة النظام (الصيني) الفاشي؛ حتى لو لن تحرقه أو تحوله إلى رماد.“ 

 

طالبان للصين: عيناك!

في الأثناء، حكومة طالبان أو ”الإمارة الإسلامية“ في أفغانستان، تسعى هذه الأيام إلى تسريع اتفاق مع الصين لاستثمار منجم نحاس أيناك في ولاية (لوغار) جنوب كابل في شرق البلاد. 

في المرات النادرة التي يظهر فيها عبدالغني بردار مهندس اتفاق الدوحة ونائب رئيس الوزراء في حكومة طالبان، زار منجم أيناك والتقى مسؤولين صينيين بهدف إتمام اتفاق استخراج النحاس واستثماره. 

يُعتقد أن أيناك يضم واحداً من أكبر احتياطيات النحاس في العالم. إن استُثمر قد يدر على أفغانستان تريليون دولار. الصين أكبر مستهلك للنحاس في العالم وتستورد ربع احتياجاتها من المعدن اللازم لعجلة الاقتصاد فيها. 

الآن، أين تكمن المشكلة في هذا الاستثمار؟ بالإضافة إلى العلاقة الإيغور ية الضائعة في سلوك طالبان هذا، كيف يمكن أن نقرأ في الصفقة بعضاً من صفات الجماعة التي يتطلع إليها الجهاديون ويعتبرونها نموذجاً يُحتذى مستمداً من إرث أسامة بن لادن؟ 

حصلت الصين على امتياز استثمار المنجم منذ أكثر من عشرة أعوام، إلا أن شيئاً لم يُنجز. لا يوجد سبب واضح أو سبب واحد لهذا التعطل؛ ولا يمكن استثناء الفساد في الحكومات الأفغانية السابقة. لكن يلفت من الأسباب الحالة الأمنية في البلاد.  

في مارس الماضي، نقلت وكالة الأسوشيتد بريس عن مسؤول صيني أنه استذكر كم كانت الطريق المؤدية إلى المنجم ملغمة بالعبوات الناسفة التي زرعها طالبان. وعندما أخبره طالبان أن الطريق أصبح آمناً لمواصلة التنقيب، قال ساخراً: ”ألم تكونوا أنتم من هاجمنا؟“ 

مسألة أخرى يكشف عنها المنجم وتهم الجهاديين هي حال معلم بوذي تاريخي يتقاطع مع المنجم. 

في ديسمبر ٢٠٢١، قال شيخ ديلاوار، وزير المناجم والنفط في حكومة طالبان، إن الصينيين اشترطوا لمواصلة التنقيب نقل المعلم البوذي إلى مكان آمن؛ وقال إنهم بدأوا ذلك بالفعل. يُذكِّر هذا بتماثيل بوذا في باميان التي دمرها طالبان بإيعاز من القاعدة قبيل السقوط الأول في ٢٠٠١. وإذ لا يزال الجهاديون يفاخرون بدمار باميان، كيف سينظرون اليوم إلى حماية آيناك؟ هل سيبررون لطالبان مرة أخرى بفقه الضرورة؟ 

 

طالبان ومطب حقاني

ليس الفقر جديداً على أفغانستان، لكنه تفاقم واستشرى بسيطرة طالبان على الحكم، ليس فقط بسبب العزوف الدولي عن تقديم المساعدات، وإنما بسبب سوء إدارة الجماعة. وهذا نموذج. 

في الأيام الأخيرة، تداول الأفغان صورة قيل إنها لامرأة أفغانية تبحث عن طعام أو رزق في القمامة. 

أحمد الله وثيق المسؤول الحكومي ومدير عام الإذاعة والتلفزيون التابع لطالبان أراد تصحيح المعلومة، فماذا فعل؟ 

غرّد معتزاً بأنه كشف خطأ ”الناشطين غير الشرعيين“ وقال: ”ظهرت الحقيقة اليوم والصورة ليست لامرأة بل لرجل!“ 

رد عليه أحدهم وقال: ”كان امرأة أم رجل من يجمع القمامة، أليس إنساناً؟ أم أن لا حق له في تعليم؟ حقه فقط في جمع القمامة؟“

تعليق آخر عرض صوراً لنساء وأطفال يتسولون ويبحثون في القمامة وقال: ”منافقون … وتقول إن النساء لا يعملن في أفغانستان؛ وهل هذه صور التقطت في باريس.“ 

تعليق آخر قال: ”عيب عليكم أيها الملالي؛ لا خطة لديكم لإطعام الشعب.“ 

عوداً على بدء، الصعوبات التي يواجهها الأفغان تحت حكم طالبان أشد مما كانت عليه في الماضي. المجتمع الدولي لم يعد قادراً على تقديم المساعدات لهذا البلد المرهق بسبب ممارسات طالبان أو على الأقل جناح من طالبان لا يزال يأوي الإرهابيين – جناح حقاني. 

في أخبار الآن ملف عن شبكة حقاني وكيف أنها تقف عائقاً أمام طالبان والأفغان. 

 

الصوماليون بين قدر الجفاف وقهر الإرهاب

ومثلهم الصوماليون الذين يقفون اليوم على حافة المجاعة بسبب جفاف هو الأسوأ منذ ٤٠ عاماً وإرهاب جماعة شباب الذين لا يتركون مجالاً لسلام أو استثمار أو استقطاب مساعدات. 

بعد شهر بالضبط على هجوم قتل أكثر من ١٠٠ شخص في محيط وزارة التعليم في العاصمة مقديشو، شن مقاتلو الجماعة الموالية للقاعدة هجوماً على فندق (فيلا روز) حيث يقيم مسؤولون حكوميون وحيث القصر الرئاسي على مرمى حجر. 

وكالة شهادة التي تبث أخبار جماعة شباب الصومالية قالت إن مقاتلي الجماعة بدأوا الهجوم بتفجير انتحاري أعقبه إطلاق نار. وزير واحد على الأقل أصيب. 

قبل أن ينتهي الهجوم، طالب صوماليون بمساءلة الجهات الأمنية عن هذا الاختراق لموقع يُفترض أنه محصن ومحاط بنقاط تفتيش.  

 

المونديال 

اتفق داعش والقاعدة على تهديد مونديال قطر

بعد البيانات الرسمية التي أصدرها تنظيم القاعدة، خصص تنظيم داعش افتتاحية صحيفته الأسبوعية النبأ الصادرة في ٢٤ نوفمبر للحشد ضد هذا الحدث. 

استخدم داعش كلمات قريبة من تلك التي استخدمتها القاعدة من قبيل وجوب طرد ”اليهود والنصارى“ من جزيرة العرب، ووصف كأس العالم ب“كأس الهوان.“ لكن يشعر القارئ أن افتتاحية داعش كانت أدعى إلى العنف من بيانات القاعدة. 

في الأثناء، احتفى أنصار القاعدة في اليمن بتخريب اللوحات الإعلانية التي تتضمن أخباراً عن كأس العالم، بحسب ما نقل حساب أخبار الآن اليمن على التلغرام. 

هل تورطت الهيئة في تفجير تقسيم؟

قالت حسابات معارضة لهيئة تحرير الشام إن ن منفذة تفجير تقسيم في تركيا هي شقيقة قائد في ”فرقة السلطان سليمان شاه“ والتي تُعرف محلياً بـ ”العمشات.“ وقالت هذه الحسابات إن العمشات ينسقون مع هيئة تحرير الشام. 

حساب أس الصراع في الشام المخضرم أكد أن الرجل المعني ”يعمل في فصيل العمشات واسمه  محمد بشير والمسؤول عنه اسمه أبو فياض الحديدي أحد قادة أبو عمشة … (وأضاف أن) شقيقها سابقاً كان مع داعش في بلدة الخفسة ثم انضم لفصيل العمشات.“

فضح عباد البغدادي

ذكر حساب فضح عباد البغدادي والهاشمي أن أنصار داعش أطلقوا ”حملة“ ”لتجديد البيعات لخليفتهم المجهول.“ 

يلفت الحساب إلى أن آخر مرة أطلقت حملة مماثلة كانت عندما أفرج عن وثائق اعترافات أدلى بها عبدالله قرداش، الخليفة المزعوم السابق، وهو في سجن بوكا وفيها وشى بعناصر التنظيم في الموصل. 

وعليه، يتوقع الحساب أن الدافع وراء هذه الحملة هو ”كارثة جديدة عصفت بالتنظيم من الداخل.“ 

قام على هذه الحملة حساب من أهم مناصري داعش ومعروف باسم ”صوت الزرقاوي.“ 

يتابع حساب فضح عباد البغدادي أن بعض أنصار التنظيم شككوا في جدوى هذه الحملة واعتبروا أنه ”خدمت العدو قبل الصديق“ من حيث أن ”من أعطوا البيعات المكتوبة يخذلون التنظيم بأفعالهم وفحشهم في القول والعمل وأن أعداد البيعات الشكلية فاق بأشواط أعداد الأنصار النشطين.“