أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من ١٧ إلى ٢٣ أكتوبر ٢٠٢٢. إلى العناوين:

  • الدكتورة لحود: تنظيم القاعدة ”شبه تدمر“ مع نهاية ٢٠٠١
  • حسابات معارضة لهتش: الجولاني فشل في إقناع الأتراك ببقائه في درع الفرات
  • اختراق قيادات داعش في شمال سوريا وجنوبها

إذاً، هذا الأسبوع نتحدث إلى الدكتورة نيلي لحود، الأستاذة المحاضرة في كلية الحرب الأمريكية. أشرفت في فترات عملها السابقة على فريق العمل الذي درس الوثائق المسترجعة من أبوت أباد حيث قُتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن في ٢٠١١. ترجمت آلاف الوثائق ووضعتها في سياقها في الكتاب المتميز: وثائق بن لادن: كيف كشفت غارة أبوت أباد حقيقة زعيم القاعدة وعائلته.“

ما بعد عفرين

الثابت في أحداث ما بعد عفرين في شمال سوريا هو أن الوحيد القادر على حسم الأمور هو تركيا، ولو بتصريح واحد. 

هل كانت مغامرة أكتوبر التي قامت بها هيئة تحرير الشام باتجاه الشمال مثل سابقاتها؟ أم هي المرحلة الأخيرة لتأكيد وضع نهائي في شمال سوريا؟  ليس ثمة معطيات قاطعة على الأرض. الذي لا جدال فيه هو أن الهيئة مصرة على ضمّ الشمال الخاضع للجيش الوطني السوري وحكومة الائتلاف؛ والهيئة لا تحظى بحضور شعبي في الشمال؛ وثمة مشكلة حقيقية في حكومة الائتلاف وأدواتها في الشمال الذي ضاعت فيه بوصلة الولاءات.  

إليكم ما حدث. 

ابتداء من ١٨ أكتوبر، قالت حسابات موالية لهيئة تحرير الشام إن الهيئة انسحبت من عفرين؛ لكن حسابات معارضة أصرت أن الهيئة لا تزال موجودة إما فعلياً أو رمزياً من خلال حلفائها من فصائل الجيش الوطني السوري. 

حساب مزمجر الثورة السورية في تاريخ ٢٣ أكتوبر ذكر أن ”أكثر من ألف عنصر مع قوة الإسناد للواء عمر التابع لهيئة الجولاني موجودون في عفرين.“

في الأثناء، تمركز الجيش التركي في نقاط ”تفصل بين مناطق درع الفرات وغصن الزيتون وإدلب.“ 

أي دور لعبته تركيا في تمدد الجولاني وانكماشه؟ هل تأخرت تركيا في الرد؟ هل تجاوز الجولاني حدوداً متفقاً عليها؟ غير واضح. 

حساب أبو هادي على التلغرام نشر سلسلة تسريبات عن العلاقة التركية؛ يقول فيها إن ”الجولاني يريد الدخول الى مدن ريف حلب الشمالي لفرض أمر واقع على الحكومة التركية“ لكن الجولاني ”فشل“ في ” إقناع المخابرات (التركية) ببقائه في المنطقة فلجأ إلى خط ثاني عبر الاتصالات المكثفة الفردية مع أطراف وقيادات تتبع للفيلق الثالث لإقناعهم بالعودة للإتفاق السابق ويقدم وعود لهم بمحاسبة الحمزات والعمشات ويفشل أيضاً.“ 

ماذا يعني هذا بالنسبة للوضع النهائي في المنطقة؟ مرة أخرى، الأمور غير واضحة. 

 

إدارة واحدة

هيئة تحرير الشام لا تزال تدفع باتجاه تأسيس ”جسم موحد“ يحكم شمال سوريا وتقدم نفسها على أنها الوحيدة القادرة على تنفيذ هذا المشروع. 

في محاولة للرد على معارضي الهيئة ورافضي وصايتها على الشمال، اعتبر القيادي في الهيئة أبو ماريا القحطاني أن هؤلاء ”النخب السياسية“ أبدوا ”فشلاً متكرراً“ في الحكم؛ وقال إنهم ”(طوال) سنوات … عجزوا (عن) أن يصنعوا قرية نموذجية … يديرونها كما تدار مدينة من مدن إدلب.“ 

ورداً على إشكالية تصنيف الهيئة على قوائم الإرهاب حتى في تركيا، وصف أبو ماريا هذه القضية بأنها ”شماعة“ وقال إنه ”لم يعد لها معنى في ظل الظروف التي يعيشها العالم“ بالنظر إلى أن ” قيادة تحرير الشام وقفت بوجه داعش وأخواتها وجنبت إدلب أن تكون كالباغوز والرقة.“ 

حساب ”حقائق من الواقع“ التابع للهيئة قال: ” هيئة تحرير الشام ليست مشروع جماعة أو فصيل أو حزب حتى يتم مقارنتها بأي فصيل آخر أو جماعة آخرى … (بل هي) تعدت هذه المُسميات بمراحل، نحن اليوم نتحدث عن سوريا المستقبل من أقصاها إلى أقصاها.“ 

الحسابات المعارضة مثل مزمجر الثورة السورية علّقوا بأن ”لا خيار أمام ما تبقى من فصائل الثورة في إدلب إما أن يندمجوا مع الجولاني أو سيقتلهم ويفرطهم.“ حساب آخر قال: ”الأسد والجولاني وجهان لعملة واحدة … ”الأسد أو نحرق البلد! الجولاني أو نقتل الذرية والولد!“

معارضو الهيئة يعولون على المظاهرات المضادة لإفشال مشروع الجولاني. فاحتفوا بصور من مظاهرات في مناطق الدرع والغصن ضد الجولاني. في المقابل، تحاول الهيئة أن تُظهر تأييداً شعبياً لمشروعها ”الموحد.“ فنشرت بيانات مؤيدة نسبتها إلى عشائر وقبائل. حسابات معارضة قالت إن البيانات مزورة. 

الهيئة دعت أيضاً إلى تظاهرة مؤيدة في إدلب، لكن الحسابات المعارضة أظهرت جانباً هزيلاً من الحضور وقالت إن الهيئة فرضت الحضور على الهيئات والفعاليات الشعبية. 

سينما ومدارس

أعلن في إدلب عن افتتاح سينما للمرة الأولى منذ عقود. في المقابل، أعلن عن إغلاق عدة مدارس لعجزها عن دفع رواتب المعلمين. 

تساءل أحدهم: ”أين أرباح معبر باب الهوى (التي تبلغ) شهرياً أكثر من 20 مليون دولار“

آخر قال: ” عندما تغلق المدارس وتزيد عدد السجون وتهين المعلم وتكرم الأمني الأمي فعن أي نجاح تتحدث وأي تجربة ستنقلها للناس.“ 

اختراقات داعش

أعلنت وزارة الداخلية التركية أنها اعتقلت تسعة عناصر من داعش في عملية خاصة في مدينة الباب شمال شرق حلب السورية. وقالت إن من بينهم متنفذين مثل مساعد الأمير الشرعي لمنطقة دمشق؛ ومسؤول الاغتيالات في التنظيم. 

الباحث السوري أحمد حسن قال في حسابه على تويتر إن هذه ”أول“ عملية من نوعها؛ أي عملية تركية خاصة في مدينة الباب. 

حساب أس الصراع في الشام المخضرم ربط بين هذا الإعلان وأحداث عفرين. وقال: ”عندما خرجت الحمزات من مدينة الباب لم يبق غطاء لداعش وخلاياها.“ 

في مسألة مشابهة، سألت قناة فضح عباد البغدادي والهاشمي عن ”ماذا يجري في منطقة جاسم؟“ في منطقة حوران جنوب سوريا وذلك بعد أنباء عن قتل قائد تنظيم داعش هناك. 

تقول القناة إن جهات أكدت قتل أبي عبد الرحمن العراقي المعروف بلقب ”سيف بغداد.“ وقالت إنه من راوة في الأنبار وكان ”جاهلاً من الغلاة .. ومقرباً من الصف الأول في التنظيم.“ 

وأضافت أن ثمة معلومات تشير إلى أن معتقلين من التنظيم هم من قدموا معلومات حول مكان وجود الرجل. 

لا-داعش

أقرت شركة لافارج الفرنسية بأنها دعمت منظمات إرهابية في سوريا من بينها داعش بين عامي ٢٠١٣ و ٢٠١٤. لافارج دفعت عمولات لداعش تحديداً وصلت إلى ١٠ ملايين دولار حتى تستمر بعملها في سوريا. 

ستدفع الشركة غرامة مقدارها ٧٧٨ مليون دولار لوزارة العدل الأمريكية. 

وفي مايو الماضي، أيدت محكمة الاستئناف الفرنسية قراراً يدين المجموعة بالتواطؤ في جرائم ضد الإنسانية في سوريا. 

في ردود الفعل، كتب حساب قاعدي: ”داعش تجيز لنفسها ما تجعله مُكفّراً لطالبان من التعامل مع الكفار

فتبرر لتعاملها بالضرورة … أما طالبان فتعاملها الاقتصادي مع الصين أو غيرها موالاة مكفرة عند داعش وخذلان للإيغور.“ 

ونحن نسأل أنصار القاعدة: هل ما فعله داعش يبيح لطالبان ما يفعلون؟ 

ونكرر: أنتم من يضع تنظيماتكم موضع الفضيلة. ولنستعر من مفرداتكم، فأنتم تبررون لكل خلل بـ ”فقه الضرورة“ حتى صار أقرب إلى التمييع. وفي هذا لستم خيراً من داعش. 

مهندس معتقلات الإيغور إلى التقاعد

احتفت حسابات الإيغور بخبر غياب تشين غوانغو من قائمة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الحاكم في الصين. تشين كان حاكم إقليم شنجان المسلم أقصى غرب الصين. وقبل ذلك كان مسؤولاً في إقليم التيبت حيث بدأ برنامجاً لقمع التبت البوذيين الطامحين إلى الاستقلال. نقل التجربة إلى شنجان حيث أقام معسكرات الاعتقال الجماعي التي تسميها الصين مراكز تأهيل. 

ويأتي تشين على رأس قائمة عقوبات غربية تضم مسؤولين صينيين بسبب ممارساتهم في إقليم شنجان. 

لم يتضح بعد سبب غياب تشين من المكتب السياسي للحزب الحاكم. البعض يقول إنه تقاعد مبكر. وآخرون يقولون إن الرئيس شي جن بين بدأ تطبيق سياسة التقاعد المبكر حتى يحيط نفسه بأعوان صغار السن يسهل تطويعهم. 

قاعدة الجزائر يائسون

يبذل تنظيم القاعدة في شمال إفريقيا جهداً كبيراً في حشد الدعم الشعبي لهم بعد الضربات الأمنية الموجعة التي وجهتها لهم السلطات الجزائرية في معاقلهم غرباً وشرقاً. 

منذ أشهر، بدأ مؤسسة الأندلس الذراع الإعلامية للتنظيم ببث سلسلة يقوم عليها أبو ياسر الجزائري الذي قُدّم له بأنه ”مجاهد.“ السلسلة تُعنى بتفنيد الفتاوى التي لم تُغلب ”الجهاد“ في الجزائر في مقابل فتاوٍ تُكفر الحكام. هذا الأسبوع نشرت الأندلس الجزء الثاني من هذه السلسلة. الجزء الأول كان في أغسطس الماضي.