هل السجائر الإلكترونية صحية؟ وما هي النتيجة إذا تمت مقارنتها بالسجائر العادية؟

لا تزال السجائر الإلكترونية موضوع جدل: هل هي صحية؟ وما هي النتيجة إذا تمت مقارنتها بالسجائر العادية؟ كيف تحدث عملية “التدخين” فيها؟ وهل تصدر منها مركبات سامة؟

إذ تحتوي السجائر العادية على كمية كبيرة من النيكوتين وتبغ محترق وتصدر دخانًا سامًا كما تشكل خطرًا للمدخنين والمحيطين بهم وتسبب مشاكل صحية خطيرة مثل سرطان الرئة.

أيهما أخطر.. السجائر العادية أم الإلكترونية؟

اما السجار الإلكترونية لا تصدر دخاناً إنما بخاراً. هذا ما تجب معرفته أولاً.

عندما يشعل المستهلك سيجارة عادية ويحرق تبغها، تبدأ عملية من التفاعل الكيميائي بالحدوث، بين النار والحرارة والأكسجين. وتسمى هذه العملية علمياً “الاحتراق” وتصدر عنها مكونات سامة مثل أول أكسيد الكربون وسيانيد الهيدروجين [حمض سيان الماء والبنزين وأكسيد النتروجين والقطران.

وهذا الخليط من السموم يساهم في إصابة المدخن، ومن حوله أيضاً ولكن بدرجة أقل، بأمراض السرطان وأمراض الجهاز التنفسي وأمراض القلب والأوعية الدموية.

ولكن عندما تستهلك السجائر الإلكترونية، فإن ما يحدث هو التبخر، أي أن المادة تتحوّل من الحالة السائلة إلى الحالة الغازية.

هذه العملية تحدث بسبب ارتفاع حرارة الموصلات المعدنية  إلى نحو 200 درجة مئوية ولكن العملية لا تكون كيميائية وهي بالتالي أخف وطأة على المستهلك.

ويقول الخبراء إن تدخين السجائر الإلكترونية يخفض كمية السموم التي يستهلكها الجسم بنسبة 95 بالمئة مقارنة بالسجائر العادية، مع ذلك فهم لا ينصحون غير المدخنين باستهلاك السجائر الإلكترونية رغم “نظافة العملية”.

أيهما أخطر.. السجائر العادية أم الإلكترونية؟

 هل تتسبب بالأمراض؟

تتكوّن السوائل في السجائر الإلكترونية من مركب عضوي اصطناعي هو بروبيلين غليكول والغليسيرين النباتي.

بحسب شارلي بيرو، أحد المختصين في الشأن، يؤمن المُركب الأول، فيزيولوجياً، الشعور الذي يبحث عنه المدخنون السابقون، أما الثاني فيؤمن للمستهلك مذاقاً حلواً إلى حدّ ما ويعزز عملية إنتاج البخار.

ويدخل النيكوتين إلى هذين المركبين بدرجات مختلفة كما هو معروف.

تسبب السجائر الإلكترونية تلفا مشابها للأوعية الدموية مثل تدخين التبغ، في حال تلف الأوعية الدموية أو عدم تمكنها من العمل بشكل صحيح، يصبح من الصعب انتقال الأكسجين إلى القلب وأعضاء الجسم.

ويعاني مستخدمو السجائر الإلكترونية من التهاب رئوي أكبر مما لدى مدخني السجائر وغير المدخنين، وفقا لدراسة جديدة نُشرت في مجلة The Journal of Nuclear Medicine.

وهذه الدراسة هي الأولى التي تقدم دليلا على أن تبخير السوائل الإلكترونية بالسجائر الإلكترونية يخلق استجابة التهابية فريدة في الرئتين تختلف عن تدخين السجائر العادية، وفقا لصحيفة ديلي ميل البريطانية.

زاد استخدام السجائر الإلكترونية بشكل كبير في السنوات الماضية، خاصة بين المراهقين والشباب، حيث كان يفترض أنها أكثر أمانا من السجائر التقليدية، إلا أن الباحثين من جامعة بنسلفانيا، قالوا إن السجائر الإلكترونية يمكن أن تسبب التهابا رئويا وتزيد من خطر الإصابة بأمراض الرئة.

ووجد باحثون آخرون أن السجائر الإلكترونية تسبب تلفا في القلب والرئة على قدم المساواة مع السجائر التقليدية.

هل السجائر الإلكترونية أفضل من الدخان؟

تتفق أغلب الأبحاث والدراسات على وجود مميزات للسجائر الإلكترونية تجعلها أفضل من السجائر العادية، لكنها أفضلية نسبية، بمعنى أن الضرر واقع في الحالتين، مع وجود مميزات واضحة للسجائر الإلكترونية مثل التخلص من القطران وانبعاثات الاحتراق وبعض المواد السامة الناتجة عن التدخين، وتقليل أخطار الحرائق المنزلية.

سجائر التبغ العادية تحتوي على 7000 مادة كيميائية الكثير منها مواد سامة ومسرطنة، وعلى الرغم من أن السجائر الإلكترونية لا تعتمد على احتراق التبغ إلا أنها لا تخلو من الضرر.

ففي دراسة أجراها معهد مكافحة الأمراض في الولايات المتحدة الأميركية، أظهرت نتائج المقارنة بين عينات بول مدخني السجائر الالكترونية والسجائر العادية أن بول مستخدمي السجائر الالكترونية بشكل يومي يحتوي على نسبة 19 بالمائة أكثر من الرصاص، و23 بالمائة أكثر من عنصر الكادميوم، و20 بالمئة أكثر من مادة البيرين وهي من العوامل الحيوية المسرطنة المرتبطة بالنوبات القلبية، و66 بالمائة أكثر من مادة أكريلو نتريل وهي مادة سامة تسبب تهيج في الجهاز التنفسي عند استنشاقها، ما يعني أن خطر التدخين ما يزال قائماً.