هل نعرف العادات والتقاليد المختلفة لكل شعب؟
يقال أن العالم صغير، ولكن هل هذه المقولة صحيحة؟ ما هي معلوماتنا عن كل أرجاء العالم وهل نعرف العادات والتقاليد المختلفة لكل شعب؟
في الحقيقة يختلف الناس عن بعضهم البعض اختلافاً كبيراً حيث قد يكون الاعتيادي عند أحد الشعوب غريباً أو مقززاً بالنسبة لشعب آخر، وفي هذا المقال نتحدث عن أغرب العادات والتقاليد لدى شعوب العالم.
كيف يحصل الاختلاف الحضاري؟
ينبثق الاختلاف الحضاري الذي يضم اختلافاتٍ في التقاليد والمفاهيم والطقوس من الخصوصية الحضارية لأي شعب في العالم، حيث أن بعض الأفكار والتقاليد والأحداث التي مر بها الشعب تقود بدورها إلى تطور هذه التقاليد بطريقة معينة تختلف بالشكل والجوهر عن تقاليد الشعوب الأخرى.
يفيد فهم الاختلاف الحضاري بين الشعوب ومعرفة العادات والتقاليد الخاصة والغريبة بأي بلد أو شعب في معرفة المبادئ والأفكار الجمعية لهذا الشعب ويسهل المقاربة الثقافية والتجارية وإمكانية إيصال الأفكار إلى هذا الشعب عبر فهم الأفكار والمواضيع التي تشد انتباههم والتي يمكنهم فهمها. تحظى هذه الأفكار بشعبية كبيرة في الأدب والحملات الإعلانية والترويجية وفي السياحة والكثير من قطاعات الحياة الأخرى.
أغرب العادات والتقاليد لدى شعوب العالم
حمل الزوجة فوق الجمر أغرب عادات الشعب الصيني
تتبع بعض القبائل في الصين تقليداً غريباً حيث يحمل الزوج عروسه ويسير فوق جمر مشتعل. نشأ هذا التقليد من اعتقاد هذه القبائل أن هذا التقليد يساعد الزوجة في تخفيف آلام مخاضها في المستقبل، بينما يفيد آخرون أن السير فوق الجمر المشتعل يمنع الكوارث الطبيعية.
يختار البعض القيام بهذا التقليد عند الزواج وقبل دخول عش الزوجية بينما يختار آخرون خوض هذه التجربة عندما يتبين أن الزوجة حامل وعادة ما يقوم الرجل بحمل الزوجة على ظهره أثناء المشي على الجمر أو الفحم المشتعل.
تقليد القفز فوق الأطفال في إسبانيا
يحصل تقليد القفز فوق الأطفال ضمن مهرجان سنوي يطلق عليه اسم إل كولاتشو في قرية كاستريو دي مورشا حيث يقوم مجموعة من الرجال الذين يرتدون لباساً أصفر اللون أو يتنكرون بهيئة عفاريت بالركض حول الأطفال الصغار والقفز من فوقهم.
يتم وضع الأطفال الذين خلقوا خلال العام الفائت في صفوف مرتبة بين وسائد وثيرة في أحد الشوارع العامة، ثم يقوم مجموعة الرجال المتنكرين بالملابس ذات الألوان الفاقعة و الأقنعة المخيفة بالركض من أعلى الشارع ويقفزون نحو الأطفال وكأنهم يتبارون في الألعاب الأولمبية عن فئة الجمباز.
بدأ هذا التقليد الغريب في بدايات القرن السابع عشر حيث يعتقد أهل القرية أن هذا الطقس يبعد الشرور عن الأطفال الذين يتم رش أوراق الورد فوقهم بعد أن ينتهي المؤدون من القفز فوقهم.
تكسير البورسلان لجلب الحظ الجيد في ألمانيا
يطلق على هذا الطقس اسم “بولترابيند” ويعتبر واحداً من أغرب الطقوس التي تقام في ألمانيا. هذا الطقس بمثابة حفلة غير رسمية حيث يجتمع أفراد العائلة والأصدقاء بالإضافة إلى العريس والعروس ويبدأون بتكسير الأدوات البورسلانية مثل الصحون والمزهريات وغيرها.
من واجب العروس والعريس بعد ذلك تجميع حطام البورسلان وتنظيف المكان، ويعتقد أن هذا التقليد يجلب الحظ للعريسين الجديدين أو على الأقل يثبت أهمية كل منهما للآخر وأهمية التعاون والاتحاد وهو جزء مهم من أي علاقة زواج.
حفلة عيد ميلاد بنكهة القرفة في الدنمارك
من تقاليد الدنمارك أن يقوم أفراد أسرة وأصدقاء صاحب عيد الميلاد غير المرتبط بإقامة حفلة بهذه المناسبة ورش القرفة عليه بمجرد بلوغ سن 25 عاماً.
يرجع هذا التقليد إلى الزمن الذي كان يطوف فيه بائعو التوابل ويتجولون في البلاد فلا تتاح لهم الفرصة للزواج لأنهم لا يستقرون في مكان محدد لوقت كافي. إلا أن الدنماركيين في الغالب حافظوا على هذا التقليد لأنه يعتبر بمثابة طقس ممتع للاحتفال بعيد ميلاد مميز، بالطبع يتحول المرح والمتعة إلى تعذيب وألم في عيد الميلاد الثلاثين حيث يرش الأصدقاء الشخص العازب في هذا السن بالفلفل في عيد ميلاده.
احتفال النمل القارص للاعتراف برجولة اليافعين في البرازيل
يقام هذا التقليد من قبل قبائل ساتير ماوي في غابات الأمازون في البرازيل، حيث يعتقد أن الصبي لا يصبح رجلاً بحق إلى أن يتحمل قرص سرب كامل من نمل الطلقة الذي توصف قرصته بأنها أكثر القرصات إيلاماً في الطبيعة لدرجة أن البعض يقارنها بالإصابة بطلقة مسدس.
يقام هذا الطقس بعد بلوغ الأولاد حيث يقوم الصبي بوضع يديه داخل قفازين مليئين بنمل الطلقة أثناء تأدية رقصة خاصة ويكمن التحدي في عدم البكاء والاستمرار بالرقصة أثناء الطقس الذي يمكن أن يقوم به الصبي إلى أن ينجح في عدم البكاء على مدى عدة سنين.
إلقاء التحية على طائر العقعق في المملكة المتحدة
يعتقد أن رؤية طائر وحيد من العقعق دلالة على جلب الحظ العاثر إلا أن البريطانيين وجدوا الحل المناسب لنذير الشؤم هذا حيث يقومون بإلقاء التحية على الطائر فيما يعتقد أنه يبطل تأثيره السلبي على حظهم.
فإذا كنت تسير في أحد شوارع بريطانيا ورأيت شخصاً ينظر إلى الأعلى ويقول “كيف حالك سيد العقعق؟ وكيف عقعقتك المصون اليوم؟” لا تستغرب أو تقلق ولا تظن أن هذا الشخص قد هرب من مستشفى الأمراض العقلية لأنه يعتقد أنه بهذه الطريقة يبعد الحظ العاثر فقط.
إقامة مأدبة للقردة في تايلاند
يتم الاحتفال بالقردة التي تعيش في لوبوري في تايلاند بأعداد كبيرة عبر إقامة موائد ضخمة لها مرة في السنة. تقدم هذه الموائد السنوية كعربون شكر لهذه الحيوانات لأنها تجلب الحظ الجيد للمدينة والمنطقة بشكل عام والسكان جميعاً فيما يعتبر تقليداً حضارياً غريباً في تايلاند.
يستمتع الناس أيضا بحضور مهرجان مأدبة القرود و يتوافد السياح من أرجاء العالم إلى البلدة في الأحد الأخير من شهر نوفمبر لرؤية هذا التقليد شخصياً.
لا يتم إزالة أغطية الطعام إلا عندما تصل القرود إلى مكان المأدبة الضخمة للكشف عن الطاولات المليئة بالخضروات والفواكه المرتبة بشكل أنيق وفني.
حتى لو لم تكن من السكان المحليين أو من الذين يؤمنون بالحظ، فإن رؤية القرود وهي تتقافز فوق الطاولات وتتسلق هرماً ضخماً من الفاكهة أو الخضار أمر ممتع بدون شك علماً أن كمية المنتجات التي يتم وضعها للقرود قد تتجاوز طنين من الثمار والمحاصيل.
تقليد تحطيم ثمار جوز الهند على الرؤوس في الهند
إن تقليد تحطيم أو كسر ثمار جوز الهند على الرأس موجود في الهند منذ أزمان بعيدة في الأجزاء الجنوبية منها. أصبح هذا الطقس بمثابة هوس لدى بعض الناس المتطيرين بالرغم من تحذيرات الحكومة لوقف هذه التقاليد الموجودة منذ ما قبل الحقبة الاستيطانية.
يتجمع أفراد الديانة الهندوسية داخل أحد المعابد ليقوم الكاهن بتحطيم ثمار جوز الهند القاسية على رؤوسهم واحداً تلو الآخر في دلالة على تضرعهم للآلهة لتهبهم الصحة والنجاح العام. بعد انتهاء الطقس ينصرف الأشخاص في حال سبيلهم وكأنهم لم يتعرضوا لشيء يذكر.
دفع الوجه في قالب الحلوى في المكسيك
يطلق على هذا التقليد اسم “لا مورديدا” التي تعني بالإسبانية “تناول لقمة” ويتضمن دفع وجه صاحب أو صاحبة عيد الميلاد في قالب الحلوى بعد تقييد اليدين خلف الظهر. بالطبع قبل أن يتم إقحام وجه أي أحد في قالب الحلوى، يتم التأكد أنه لا يحتوي على أجزاء صلبة أو حادة مثل عيدان التثبيت حرصا على السلامة.