هذه أبرز الاكتشافات والابتكارات في عام 2023
رغم المآسي التي خلفتها الحروب والكوارث الطبيعية والمناخية التي جرت في العام 2023، إلا أنه لا يمكن تجاهل بعض الأحداث الإيجابية التي تخللته.
المسبار الأوروبي (أوكليد) يكشف أولى صور الكون
كشف المسبار الأوروبي (أوكليد) عن صور مذهلة للكون. وتم إرسال هذا المسبار إلى الفضاء في شهر يوليو الماضي. لكن بعد مرور أربعة أشهر أي في شهر نوفمبر الماضي استطاع أن يبث الصور الأولى للكون التي أظهرت وجود مجرات بعيدة لم يسبق أن شوهدت من قبل، إضافة إلى أدلة عن وجود مادة سوداء لا يمكن لمسها.
وبحلول 2029، ستسند لهذا المنظار الأوروبي، الذي يتمتع بأكبر مجال للرؤية في تاريخ علم الفلك، مهمة أولى وهي رسم خرائط لثلث مساحة السماء (أي نحو مليارين من المجرات) فضلا عن إنشاء خريطة فضائية ثلاثية الأبعاد للسماء، ويتوقع نشر الصور الأولى للفضاء بواسطة هذه التقنية في شهر يناير 2024.
تطور مهم في أبحاث معالجة مرض باركنسون
أظهرت دراسة نشرتها مجلة “لانسيت” الطبية الشهيرة في شهر أبريل الماضي أن تراكم أحد البروتينات التي تدعى “ألفا سينوكلين” في الدماغ يؤثر على تنامي أعراض مرض باركنسون، وقد يسمح هذا الاكتشاف بإجراء تشخيص مبكر لهذا المرض بدلا من أن ترتكز التشخيصات على الأعراض الخارجية، وفي مقدمتها اضطراب اليدين أو الأعضاء السفلى.
وفي شهر نوفمبر الماضي، تمكن مريض يبلغ من العمر 61 عاما ومصاب بداء باركنسون من المشي من جديد بفضل دعامات عصبية “نوروبروتيز” وضعت في أسفل الظهر، وهذه الرقاقة الإلكترونية تبعث شحنة كهربائية دقيقة إلى الأعصاب التي تتحكم في عضلات الساقين ثم تبدأ بعد ذلك بالتحرك.
أجرى هذه التجربة فريق مكون من متخصصين فرنسيين وسويسريين. وسينضم إلى هذا البرنامج الطبي 6 مرضى جدد وذلك في إطار التجارب السريرية الجديدة التي ستنطلق في 2024، وفي حال كللت بالنجاح، فسيتوجب رغم ذلك انتظار سنوات عديدة قبل تسويق هذه “الدعامة العصبية” أو “نوروبروتيز” للمصابين بمرض باركنسون.
لقاح ثان ضد الملاريا سيقدم قريبا للأطفال المصابين
أعطت منظمة الصحة العالمية في بداية شهر أكتوبر الماضي الضوء الأخضر لاستخدام لقاح ثاني ضد وباء الملاريا الذي يهدد عددا كبيرا من الأطفال خاصة في أفريقيا. ويحمل هذا اللقاح الذي وصفته المنظمة الأممية بأنه “فعال وناجح” اسم “آر-21/ ماتريكس-إم”.
وتسبب وباء الملاريا في 2021 بمقتل 619000 شخص عبر العالم، غالبيتهم في القارة السمراء. ومن بين الأعراض المعروفة، الشعور بالحمى وبالصداع في الرأس إضافة إلى الارتعاش. وتقدر منظمة الصحة العالمية عدد الجرعات التي قد تحتاج إلى استخدامها سنويا بـ60 مليون، إضافة إلى ملايين الجرعات من اللقاح الأول الذي تم تسويقه منذ 2019.
اكتشاف حفرية ديناصور يشبه الطيور
تم العثور في شمال شرق الصين في سبتمبر الماضي على حفرية لأحد أنواع الديناصورات تتميز بميزتين اثنتين أحدهما أن نصفها عبارة عن ديناصور والنصف الآخر عبارة عن عصفور يدعى بمالك الحزين، وهذا الاكتشاف قد يغير بشكل جذري تاريخ تطور العصافير باعتبار أنها تمتلك الآن علاقة وطيدة مع الديناصورات كونها بقيت على قيد الحياة بعد انقراض هذه الأخيرة.
وعلى ضوء حفرية أحد أنواع الديناصورات التي تم اكتشافها مؤخرا في الصين، رجح بعض العلماء وجود أصناف من الحيوانات تمزج بين الديناصورات والعصافير في العديد من مناطق العالم عبر التاريخ وذلك قبل 150 عاما.
أكبر تراجع لإزالة غابات الأمازون
تعهد رئيس البرازيل لولا دا سيلفا بالحفاظ على غابة الأمازون وحل مشكلة قطع الأشجار نهائيا بحلول عام 2030. وتبدو هذه الخطوة في طريقها إلى النجاح، إذ أعلنت تقديرات من المعهد البرازيلي للبحث الفضائي تراجع مشكلة إزالة الغابات في البرازيل بنسبة 22.3% في غضون عام واحد فقط. وهو مستوى قياسي لم تشهده البلاد منذ خمس سنوات وخبر مفرح للبشرية جمعاء ولعشرات الآلاف من أنواع الحيوانات والنباتات التي تعيش في هذه الغابة.
كما أعلنت الحكومة البرازيلية عن تراجع نسبة قطع الأشجار في غابة الأمازون بين شهري أغسطس 2022 ويوليو 2023. ما أدى إلى منع انبعاث حوالي 133 مليون طن من ثاني أوكسيد الكربون في الهواء، أي ما يقارب حوالي 7.5% من إجمالي انبعاثات البلاد.
وتوصف غابة الأمازون وغابة الكونغو بـ”رئتي” العالم نظرا للكميات الهائلة من الأوكسجين التي تنتجانها.
قمة المناخ (كوب 28) تقر ميزانية لتعويض الخسائر والأضرار
وافقت الدول المشاركة في قمة المناخ 28 التي انعقدت في دبي بالإمارات العربية المتحدة بداية شهر ديسمبر 2023 على إقرار ميزانية لتعويض الخسائر والأضرار الناتجة عن الكوارث والتغيرات المناخية في البلدان الفقيرة.
كما تعهدت بعض الدول الغنية بمساندة هذا الصندوق ماليا إذ بلغت قيمة الوعود المالية المعلن عنها إلى 665 مليون دولار.
من ناحيتها، علقت فاني باتبون، المتحدثة باسم منظمة “الحفاظ على فرنسا” على هذه الخطوة قائلة “هذا الصندوق سيساعد المجتمعات التي تضررت من التغير المناخي. لكن المبلغ المعلن عليه ليس كافيا لمعالجة كل ما تخلفه الكوارث الطبيعية والتغير المناخي من أضرار. يجب وضع آلاف المليارات على الطاولة للاستجابة لاحتياجات الناس. المال هو عصب الحرب”. ورغم أن هذه الوعود المالية هي بمثابة قطرة ماء في بحر، إلا أنها تشكل خطوة أولى على الطريق الصحيح.