أخبار الآن | أستراليا – وكالات

من المتوقع أن تقلص الشركات الصينية استثماراتها في أستراليا بعد تراجع العلاقات بين البلدين، في حين أنّ هناك تركيزاً كبيراً لناحية منع أياد خفيّة صينية من التوغل في أستراليا.

وإزاء ذلك، تواجه أنشطة الصين واستثماراتها تدقيقاً جديداً مع تدهور العلاقات الثنائية، وتشير التقارير إلى أنّ “أزمة كورونا ربّما أدت إلى زيادة نشاط الوكالات التي تديرها بكين والحزب الشيوعي الصيني مثل الجبهة المتحدة، وهي الهيئة التي أشار الرئيس الصيني شي جين بينع ذات مرّة إلى أنها سلاحه السحري”.

وتبحث أستراليا خطّة جديدة تشير إلى أن المستثمرين الأجانب سيواجهون اختبارات صارمة جديدة تتعلق بالأمن القومي بهدف حماية الأصول الحيوية في أستراليا من الوقوع في اليد الخطأ. وتقترح حكومة رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون تغييراً شاملاً في قوانين الاستثمار الأجنبية، من شأنه زيادة توتر العلاقات مع الصين. إلا أنّ وزير الأمن الداخلي بيتر داتون نفى أن تكون بكين هي المستهدفة من تلك الخطوة.

وتعدّ هذه الخطّة أكبر تغيير يطرأ على قوانين الاستثمار الأجنبية في أستراليا منذ 45 عاماً على الأقل. وفعلياً، فإنّ الحكومة الأسترالية تقترح توسيع صلاحياتها في التدخل عند عقد استثمارات أجنبية في البلاد إن كان ذلك يهدد المصالح القومية، كما أن الصلاحيات تشمل جميع الاستثمارات من دون حد أدنى. ومع هذا، ستركز هذه الخطوة على مجالات التكنولوجيا والاتصالات والطاقة والخدمات بالإضافة إلى الصناعات الدفاعية الصغيرة، مع العلم أنه لا يوجد حد أدنى لقيمة الاستثمار من أجل تفعيل اختبار الأمن القومي الجديد. ووسط ذلك، فإن هناك مخاوف من محاولة بكين شراء بنية تحتية مهمّة في أستراليا مثل محطات الطاقة والاتصالات.

وفي العام 2015، جرى منح شركة “لاندبريدج” الصينية إيجاراً لمدّة 99 عاماً لتشغيل ميناء داروين، الذي يلعب دوراً مهماً في الأنشطة الدفاعية. كذلك، فقد جرى إدراج شركة Goldwind، وهي شركة أخرى لها اتصالات بالحزب الشيوعي، في القائمة المختصرة لبناء محطتين للطاقة الكهرومائية في منطقة هانتر فالي في نيو ساوث ويلز، وذلك بعد انسحاب العديد من مقدمي العروض الأستراليين.

وإزاء ذلك، فإن العديد من المسؤولين الأستراليين قلقون من هذه الصفقة، خصوصاً لناحية الجوانب الأمنية. وقال السيناتور ديب أونيل: “إذا كان لا يمكن الوثوق بالصينيين لناحية صناعة القفازات والأقنعة الطبية، فكيف سنتوقع منهم أن يتصرفوا لمصلحة أستراليا مع سدودنا وشبكة الكهرباء لدينا؟”. وأضاف: “ما يزعجني أكثر هو رغبة غولدويند في إخفاء علاقاتها مع الحزب الشيوعي الصيني”.

ويُعتقد أن إدارة العمل في الجبهة المتحدة الصينية، كانت وراء الجسر الجوي غير العاديّ، والذي كان ينقل مع بداية أزمة كورونا، المعدات الطبية بما في ذلك أقنعة الوجه إلى الصين، الأمر الذي أدى إلى نقص كبير في أستراليا لهذه المعدّات. كذلك، فقد قامت الجبهة المتحدة بعمليات مماثلة لشراء إمدادات شحيحة في كندا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة والأرجنتين واليابان وجمهورية التشيك.

وبعد تفشي الفيروس عالمياً، بدأت مجموعات الجبهة المتحدة العمل مع الحزب الشيوعي الصيني للتبرع بالإمدادات لبقية العالم وتعزيز روايات الحزب بشأن الوباء. كذلك، تسيطر الجبهة المتحدة على خدمة أخبار الصين، التي تدير بدورها منافذ إعلامية باللغة الصينية مثل “Pacific Media” في أستراليا و “Qiaobao” في الولايات المتحدة، وعلى الأقل 26 حساب WeChat معتمد لـ9 مجموعات صينية. ومع هذا، فإن الجيش الصيني متورّط في عمل الجبهة المتحدة، كما أن الجمعية الصينية للاتصال الودي الدولي، وهي مجموعة يديرها مكتب جيش التحرير الشعبي الصيني، تحاول الحصول على نفوذ من خلال التواصل مع شخصيات عامة بارزة.

لماذا ستكون الصين أكبر الخاسرين من أزمة فيروس كورونا؟

يبدو أن تكتيكات الصين تهدف إلى صناعة صورة للاستهلاك المحلي والعالمي بأنها دولة قوية ومحسنة، وفي الوقت نفسه ، تسعى لمسح صورتها السيئة في ووهان التي سهلت انتشار الفيروس بدلاً من احتوائه.

مصدر الصورة: getty

للمزيد:

إدارة ترامب تُخصص تريليون دولار للبنية التحتية لتحفيز الاقتصاد