يأتي اكتشاف كوكب جديد صالح للسكن بعد أن أنهى “TESS” مهمته

اكتشف علماء الفلك “الأرض الفائقة”، أو وجود عالَم أكبر من كوكبنا، يدور حول نجم يبعد حوالي 137 سنة ضوئية عنه.

ويحتمل أيضًا أن يكون هناك كوكب آخر، يُعتقد أن حجمه يضاهي كوكب الأرض، يدور حول النجم عينه. وتدور “الأرض الفائقة” الخارجية، المعروفة باسم “TOI-715b”، حول نجم قزم أحمر اللون أكثر برودة، وأصغر من شمسنا.

اكتشف علماء الفلك الكوكب باستخدام مهمة “TESS” التابعة لناسا، أو “القمر الصناعي لمسح الكواكب الخارجية العابرة”.

ونُشرت دراسة تفصيلية لهذا الاكتشاف في شهر يناير في مجلة Monthly Notices of the Royal Astronomical” Society”.

وتوصل الباحثون إلى أن الكوكب، الذي يقدر بأنّ حجمه يساوي مرة ونصف حجم كوكبنا، يستغرق أكثر من 19 يومًا أرضيًا بقليل لإكمال دورة واحدة حول نجمه.

اكتشاف كوكب جديد صالح للسكن.. بماذا يختلف عن الأرض؟

وعادة ما يتم حساب المنطقة الصالحة للسكن بناءً على عوامل مثل حجم النجم، ودرجة حرارته، وكتلته، إضافة إلى انعكاس سطح الكوكب.

وأوضحت مؤلفة الدراسة الرئيسية، الدكتورة جورجينا درانفيلد، الباحثة ما بعد الدكتوراه بكلية الفيزياء وعلم الفلك في جامعة برمنغهام بالولايات المتحدة، أن هناك هوامش خطأ كبيرة مرتبطة بهذه العوامل، ما يثير التساؤلات حول ما إذا كان الكوكب موجود بالفعل في المنطقة الصالحة للسكن.

ويعتقد علماء الفلك أن “TOI-715b” موجود في منطقة ضيقة وأكثر مثالية في مدار النجم، تعرف باسم المنطقة الصالحة للسكن، وهي أقل عرضة للتأثر بهوامش الخطأ.

“TESS”.. صائد الكواكب

منذ إطلاقه في العام 2018، ساعد “TESS” علماء الفلك على اكتشاف الكواكب حول النجوم القريبة نسبيًا باستخدام المراصد الأرضية والفضائية.

وقالت درانفيلد: “هذا يسمح لنا بالحصول على صورة أوضح بكثير عن تنوع أنظمة الكواكب الخارجية التي تدور حول مجموعة واسعة من الأنواع النجمية”.

ومن أجل تأكيد وجود كوكب ثانٍ محتمل بحجم الأرض، يحتاج الباحثون إلى مزيد من عمليات الرصد الناجحة لعبور الكواكب في أطوال موجية مختلفة من الضوء.

وفي حال تم التأكد من وجود كوكب بحجم الأرض، فسيصبح أصغر كوكب اكتشفه “TESS” في منطقة صالحة للسكن حتى الآن.

البحث عن كواكب شبيهة بالأرض

تعد النجوم القزمة الحمراء أكثر النجوم شيوعًا في مجرتنا، حيث يستضيف عدد منها عوالم صخرية صغيرة.

ويمكن للكواكب، التي تدور في مدار أقرب إلى هذه النجوم الأصغر حجمًا والأكثر برودة، أن تتلقى ما يكفي من الدفء كي تكون صالحة للحياة.

لكن السؤال الرئيسي يتمثل بما إذا كانت هذه الكواكب قريبة أيضًا بدرجة كافية حتى تتعرّض للتوهجات النجمية والإشعاعات، ما قد يؤدي إلى تآكل غلافها الجوي، وتبخر الماء، والحد من قدرتها على أن تكون صالحة للحياة.

وقالت درانسفيلد إن نجم “TOI-715b” لم يظهر سوى بضع توهجات خلال العامين الماضيين، ولا يعتبر نشطًا، ما يجعله نجمًا قديمًا.

ويأمل علماء الفلك في المستقبل أن يملكوا قدرة البحث عن كواكب تدور حول نجوم أكثر شبهاً بشمسنا.

وهذا الأمر سيتطلب إمكانية تخولهم حجب ضوء النجوم المكثف للعثور على كواكب خافتة بحجم الأرض.